نابلس - النجاح الإخباري - نشر مواطنون تسجيلًا مروّعًا لكلاب شاردة وهي تهاجم طفلًا خلال توجهه إلى المدرسة بمنطقة مفرق الغاوي بنابلس.

ويظهر الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي صباح اليوم تدخُّل عدد من المارة لإنقاذ الموقف وحماية الطفل الذي أصيب بـ"صدمة عصبية" على الأرجح.

وليست هذه المرَّة الوحيدة التي تهاجم فيها كلاب شاردة أطفالًا في مدينة نابلس.

الظاهرة مستمرة : جهود البلدية غرفة يد من بر ممتد

ويشتكي المواطنون في محافظة نابلس من ظاهرة أصبحت تُذهب نعاسهم ليلًا وتؤرّقهم نهارًا، ألا وهي ظاهرة انتشار أعداد كبيرة من الكلاب الضالة في معظم أحياء المدينة دون استثناء وسط غياب الحلول.

ويعتقد البعض أنَّ تعرُّض الكلاب الضالة للأفراد ليس جديداً، وأنَّ الحديث عنها في السوشيال ميديا والإعلام هو الطارئ الوحيد على الموضوع.

وفي وقت سابق أكَّد الطبيب المختص في بلدية نابلس د. نضال منصور، في تصريح له أنَّ بلدية نابلس تبذل جهودًا مضاعفة في هذه الأيام لمكافحة هذه الظاهرة، كاشفًا عن وصول كميَّة من السموم لدائرة البيطرة في البلدية، من خلال لجنة السلامة العامَّة في المحافظة، مبيّنًا أنَّ الجهات المختصة في البلدية تمكَّنت من القضاء على أكثر من (180) من الكلاب الضالة في أنحاء المحافظة خلال الفترة الماضية.

وأوضح منصور وجود تنسيق بين المجالس المحليَّة في المحافظة، ودائرة البيطرة، ودائرة السلامة العامة للقضاء على هذه الظاهرة.

وأكَّد منصور على أنَّ انتشار الكلاب الضالة يكثر في القرى المجاورة للمدينة وبخاصة قريتي عصيرة الشمالية والجنوبية، وبالتالي فهنالك خطة لإحضار أشخاص مختصين في عملية القنص للتخلُّص من هذه الكلاب في تلك المناطق، في ظلِّ صعوبة استعمال السموم بشكل واسع للتخلص من الكلاب الضالة لأنَّها من الممكن أن تقتل حيوانات أخرى..

مقترح على الطاولة

وكان المهندس محمد دويكات، من خلال وسائل إعلامية محليَّة، ومن خلال صفحته على الفيسبوك "دبابيس"، تحدَّث عن مقترح لمكافحة الظاهرة، قدَّم لجامعة النجاح الوطنية وفي إطار جهود مكافحة هذه الآفة، بحيث تقوم الجامعة من خلال كلية الزراعة والطب البيطري بتأسيس مركز الرفق بالحيوان، وإنشاء مزرعة الكلاب الضالة وغيرها من الحيوانات الضالة أو التي تتعرَّض للأذى بشكل يومي مثل القطط.

ورفض دويكات في حينه الكشف عن المزيد من التفاصيل حول المقترح لحين الانتهاء من التصور الكامل له، والتنسيق مع كافة الجهات الشريكة، منها البلديات، والهيئات المحليَّة، وكلية الزراعة، والبيطرة بالجامعة والمعاهد المختصة ووزارة الزراعة، وكافة الجهات ذات الصلة.

مبادرات فردية 

"على البلديات أن لا تستسهل خيار القتل، وأن تجري مسحًا للكلاب الشاردة في نطاقها، وجمعها في مكان واحد، والاستعانة بخبراء من أجل نقل الكلاب بطريقة آمنة"، ومن ثمَّ فتح سجل صحي لكلّ منها لإعطائها الّلقاحات اللازمة، مع ضرورة إخصاء الذكور منها، من أجل الحدّ من تكاثرها. لكن المشكلة أنَّ الكثير من البلديات ليس لديها ميزانية من أجل القيام بذلك.بحسب جمعيات الرفق بالحيوان.

في مبادرة هي الأولى من نوعها في فلسطين، ونتيجة الشغف لتربية الكلاب الضالة، استطعنا بعد البحث الوصول لسيدة فلسطينية من مدينة بيت لحم، تستحوذ على منصة إعلامية واسعة للحديث عن هذه الظاهرة التي باتت تؤرّق السكان والمؤسسات.

ونهضت ديانا بعابيش الأربعينية بتأسيس ملجأ لرعاية الكلاب والحيوانات الضالة، انطلاقًا من حرصها على تعزيز الثقافة الإنسانية للرفق بالحيوان، واللجوء إلى أساليب أكثر حضارية للتقليص من هذه الظاهرة.

تمَّ تأسيس ملجأ رعاية الكلاب قبل أربع سنوات في منطقة عش غراب على أرض بلدية بيت ساحور شرقي بيت لحم، وضم ما يقارب (150) كلبًا، ويعتبر الملجأ حسب قول بعابيش في تقرير سابق لـ"النجاح الاخباري" هو أحد الحلول التي من شأنها الحدّ من ظاهرة القتل والتسميم في الشوارع.

مضيفة أنَّها (الكلاب الضالة" أمر حتمي وموجود منذ بدء الخليقة وليس الحلّ في اللجوء للقتل بوسائله المختلفة.

ماذا تفعل في حال اعترضك كلب ضال؟

يجب توخي النظر إليه أو الركض أمامه حتى الوصول إلى مكان آمن والتواصل مع البلدية، ومحاولة إيذاء الكلب وضربه قد تولد ردة فعل سلبيه لديه. لذلك تجنب هذه الأفعال.

في حال إصابتك

يجب عدم الاستخفاف حتى بالخدش، والذهاب فوراً إلى أقرب مستشفى لتلقي اللقاح اللازم، والتواصل مع وزارة الصحة لإبلاغها بذلك ومتابعة الحالة مع مستشفى متخصص لإكمال العلاج.

المواطن مسؤول

فهو يربي كلباً، بدون أن يجري له كشفاً دورياً، ويرمي بعض الكلاب في حال تكاثرها، دون اتّخاذ خيار إخصائها. وبعضهم يتعامل بهمجية مع الكلاب، فيقوم بقتلها متجاهلاً المخاطر التي يمكن أن تحلَّ إذا كانت مصابة بداء الكلب.