رام الله - بدر أبو نجم - النجاح الإخباري - تقع البلدة القديمة لمدينة رام الله على ارتفاع (860) مترًا فوق مستوى سطح البحر. ورغم الثورة العمرانية التي حدثت في مدينة رام الله، إلا أنَّ البلدة القديمة لا زالت تحتفظ بمبانيها القديمة، وشوارعها الضيقة ذات الطابع الجمالي القديم، التي تجسِّد تاريخ وتراث الشعب الفلسطيني على مساحة معمارية قديمة تبلغ مساحتها نحو (175) دونمًا، تضم أيضًا ما يقارب  (380) بيتا قديماً أعيد ترميم الكثير منها.

وعن تاريخ البلدة القديمة لمدينة رام الله، قال فؤاد مهدي من بلدية رام الله للنجاح الإخباري: "إنَّ أوَّل من سكن المدينة هم خمس عائلات بقي منها فيما بعد عائلتين. فيما أسَّس سكان البلدة قديمًا طرقًا تؤدي إليها لتكون منطقة جذب التجار أثناء تنقلهم لتكون بذلك محطة استراحة لهم لينجح السكان بإقامة هذه الطرق بإنعاش الاقتصاد والتجارة لدى سكان المدينة في وقت عاشت فيه في أزمة اقتصادية كبيرة، أدى إلى تهجير عدد كبير من سكانها في القرون الماضية.

وأوضح مهدي أيضًا أنَّه وفي بداية عام (1915) كان أوَّل توسع للبلدة القديمة لرام الله باتجاه ما يسمى الآن شارع ركب حتى دوار أو ميدان المنارة، حيث بنيت أوَّل صيدلية وكانت هي المبنى الوحيد خارج حدود البلدة القديمة ( أي ما بين البلدة القديمة الآن حتى دوار المنارة)، وظلَّت تلك الصيدلية الوحيدة في تلك المنطقة لعدت سنوات إلى أن بني بعدها مبنيين سكنيين إضافة إلى الصيدلية التي تركزت على دوار المنارة.

ونوَّه فؤاد لموقع النجاح الإخباري إلى أنَّ دوار المنارة أقيم ليفصل رام الله عن مدينة البيرة كحد بين المدينتين.

- لماذا سمي دوار المنارة بهذا الإسم؟

عندما زوّد شارع ركب قديماً بالأعمدة الكهربائية ووصلت الكهرباء إلى حدود البلدة القديمة، وبدأت الأعمدة تضيئ الشارع أصبح سكان رام الله القديمة يسمونها بمنطقة المنارة نظرًا للمصابيح الكهربائية التي كانت تنير شارع ركب والذي يبدأ من البلدة القديمة حتى دوار المنارة، بحسب فؤاد مهدي.

و"بالعودة إلى تاريخ البلدة القديمة لمدينة رام الله، وأوَّل من سكنها يتابع مهدي قوله، إنَّ رام الله كانت مستعمرة زراعية صليبية صغيرة، وتأسست رام الله الحديثة بهجرة عائلتين عربيتين إحداهما مسلمة والأخرى مسيحية من الشوبك في جنوبي الأردن في أواخر القرن الخامس عشر للميلاد، العائلة المسيحية هي عائلة راشد الحدادين، سكنت في رام الله، والثانية هي عائلة حسين طناش التي أقامت في البيرة، واندمجت مع عائلتها.

 أما عائلة حدادين هي من العائلات الخمسة الأبرز التي أسَّست مدينة رام الله، حيث كان بين عشائر الكرك بالأردن قبيلة عربية مسيحية تدعى الحدادين، وعميدها راشد الحدادين وقع بينه وبين شيخ قبيلة بني عمر المسيطرة على الكرك خلاف بسبب رفض هذا تزويج ابنته لابن شيخ القبيلة المسلم، فاضطر الحدادين للرحيل متخفيًّا تحت جنح الظلام. ونزل ومن معه في ضواحي البيرة، وقد راقت لهم خربة تدعى رام الله لما فيها من أحراش وحطب ضروري لمهنة الحدادة التي كانوا يمارسونها فابتاعوها من أصحابها الغزاونة أهل البيرة الأصليين، وهكذا قُدّر لعشيرة الحدادين أن تعمر هذه القرية"، ختم فؤاد مهدي حديثه.

وتتميز البلدة القديمة لرام الله بكثرة السياح الزائرين لمعالمها الأثرية من دول العالم كافة نظرًا لجمال بيوتها القديمة وتاريخها العريق الذي يمتد لمئات السنين.

ومن أبرز المعالم التاريخية للبلدة القديمة لرام الله: المعصرة، والمحكمة العثمانية التي كانت رمزًا هامًّا للدولة العثمانية عام (١٩٠٢) حيث أعتبرت مركزًا للشرطة العثمانية تضم القضاة والحكام. بالإضافة أخيرًا إلى مقام إبراهيم الخليل حيث كان أهل رام الله يعتقدون أنَّ إبراهيم الخليل هو حامي بلدتهم، وأنَّ رام الله لن تتعرض لأذى مادام موجودًا.