وفاء ناهل - النجاح الإخباري - مع اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة في ابريل القادم، تزداد وتيرة التهديدات الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وهو ما تجلى مؤخراً بتقارير استخباراتية، وما صرح به رئيس أركان جيش الاحتلال، الذي دعا قواته للتأهب لحرب برية في قطاع غزة، والإسراع في شراء المعدات اللوجستية لذلك، الأمر الذي يستدعي الوقوف عند تلك التهديدات في هذا التوقيت ومدى مصداقيتها.

محللون وخبراء بالشأن الاسرائيلي أكدوا ان هذه التصريحات والتسريبات الاعلامية، مجرد دعاية انتخابية يمارسها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية، من أجل كسب المزيد من الأصوات، إضافةً لكون الوقت الراهن والظروف الحالية ليست بالمناسبة لدولة الاحتلال من أجل الدخول في حرب مع قطاع غزة.

الجبهة الشمالية هي الاهم

المحلل السياسي عدنان أبو عامر قال:" التقارير الإسرائيلية صدرت عن جهات استخبارية وليست سياسية، وهي لا تدعو لحرب برية مع غزة، ولكنها تقول أي عملية عسكرية بغزة تحقق أهداف لا بد منها، وحسب التقارير الأخيرة فإن سلاح البرية الاسرائيلي غير جاهز، فهذا نوع من الضغط الداخلي "الإسرائيلي" على المؤسسة العسكرية لتجهيز نفسها، وليس بالضرورة ان يكون دعوة لشن حرب برية".

وأضاف في حديث لـ "النجاح الاخباري": غزة حتى الان ليست مدرجة على أجندة "إسرائيل" باتجاه حرب كبيرة، وما يحصل مجرد عمليات عسكرية هنا وهناك في محاولة لتثبيت وقائع التهدئة على غزة بالشروط الاسرائيلية".

وتابع ابو عامر:" ما زالت الجبهة الشمالية تتصدر اهتمام الاسرائيليين على المستويين السياسي والعسكري، وباقتراب موعد الانتخابات الاسرائيلية، لا أحد على الاقل حالياً لديه التوجه بافتعال عملية عسكرية كبيرة قد تقلب موازيين الانتخابات في اسرائيل".

وفيما يتعلق بتهديدات الاحتلال للمشاركين بمسيرات العودة قال:" إسرائيل تريد إيقاف مسيرات العودة في قطاع غزة، وتثبيت وقائع ميدانية بغزة لو كانت سلمية لكن الميدان هو من يقرر طبيعة ما سنشهده من احداث".

إقرأ أيضًا: هآرتس: قوات الاحتلال حذرة جدا من التوجه الى حرب برية في غزة

دعاية انتخابية

من جهته قال المحلل السياسي طلال عوكل:" إسرائيل دولة أسستها الجماعات الارهابية ولا نستبعد أي شيء، لكن بهذه الظروف التلويح والتهديد بحرب واسعة على قطاع غزة له عدة أسباب، أهمها تحذير فصائل المقاومة من أن تبادر بالتصعيد بسبب عدم التزام إسرائيل بتخفيف الحصار وهذا يدخل فيه صيغة الردع".

وأضاف في حديث لـ"النجاح الاخباري": أن هذه التصريحات تهدف لتوظيف قطاع غزة والدم الفلسطيني في الحملات الانتخابية بين الاطراف اليمينية، في محاولة لكسب جمهور المستوطنين بالدرجة الاولى".

وتابع عوكل:" اسرائيل ليس لها مصلحة في الوقت الحالي بشن حرب أهدافها ليست معروفة على قطاع غزة، فهل تريد ان تنهي سيطرة حماس وهذا يتعارض مع استراتيجيتها المتمثلة بفصل القطاع عن الضفة؟ أي أنها تريد إنزال ضربة قوية تضعف حماس؟ وهذا يمهد أكثر للمصالحة".

وأشار إلى أن كل الجبهات مؤجلة بالنسبة لإسرائيل في الوقت الحالي، بما فيها الجبهة الشمالية، فهي تركز الأن على إقامة تعاون لمواجهة ايران لكن هذا الامر لن يكون سهلا أو قريباً، لأن هناك وجود روسي قوي بسورية وهناك مصالح متضاربة بالاقليم".

مزايدات داخلية

الخبير بالِشأن الاسرائيلي عصمت منصور، أكد أن هذه التصريحات، جزء من المزايدات الداخلية مع اقتراب موعد الانتخابات، وأضاف:" صحيح أن غزة تعتبر خطراً وجبهة مهمة بالنسبة لإسرائيل لكنها لا تعتبر اولوية الان مقارنةً بالجبهة الشمالية، وما يحدث هناك".

وتابع في حديث لـ"النجاح الاخباري": كما ان الدخول لغزة براً، كان دوماً يلقى معارضة من قوات الاحتلال، التي تعتبره انه غير مجدي ومكلف كما وانها انسحبت من غزة سابقاً، ولا يوجد اهداف لها الان لتشن حرب برية على غزة، فكل هذه التصريحات تدخل في سياق المزايدات والحملات الانتخابية، كما ان ترتيبات التهدئة مع غزة ما زالت صامدة".

وفيما يتعلق بتهديدات الاحتلال للمشاركين في مسيرات العودة، قال منصور:" هذه التهديدات محاولة من دولة الاحتلال لإنهاء المسيرات، وكذلك فان اسرائيل تحاول ضبط المسيرات وعدم العودة للمظاهر السابقة كالبالونات الحارقة، واختراق الحدود، فهي مستعدة لان تقتل الفلسطينيين لكي تفرض معادلة جديدة لمسيرات العودة".

يشار إلى أن الفترة الأخيرة شهدت توتراً في العلاقة بين المقاومة الفلسطينية في غزة ودولة الاحتلال الإسرائيلي، ما دفع الوسيط المصري والأممي والقطري للتدخل والتوصل لتفاهمات تهدئة، لم يلتزم بها الاحتلال طويلاً.