غزة - مارلين أبو عون - النجاح الإخباري - عادت اللحوم المجمدة إلى أسواق ومحلات القطاع من جديد بعد انقطاع دام أشهر، ترقبها المواطن الغزي بفارغ الصبر، وخصوصًا بعد تأرجح سعر كيلو الدجاج الطازج وعدم مقدرة بعض المواطنين على شرائه.

فبعد أن سمحت زراعة غزَّة بدخوله إلى القطاع انتاب المزارعين نوع من خيبة الأمل، إذ سيوقعهم في المزيد من الخسائر جرّاء توجُّه المواطنين لشراء المجمد بعيدًا عنهم.

عرفات عودة، هو أحد بائعي اللحوم المجَّمدة والطازجة في القطاع، أوضح لـ"النجاح الإخباري" حول أسعار المجمَّد والطازج ومدى إقبال الجمهور على الشراء قال: "منذ أشهر والطلب على المجمدات يزداد، فيأتيني المواطن ويسألني عن موعد الوصول خاصة "الجناح"، نظراً لحبِّ الغزيين لشرائه، وهو في متناول الجميع فقير وغني، فيستخدمونه  في الشواء، وما إن سمعوا بدخوله حتى أتوا واشتروه بكميات كبيرة".

وتابع: "سعر كيلو الدجاج يصل ليد المواطن بـ(4) شواكل بينما سعر كيلو الدجاج يصل إلى (9 - 9.5) شيكل، وهذا السعر ليس في متناول الجميع".

وعبَّر عودة عن سعادته بدخول المجمدات قائًلا: "رأيت الفرحة في عين المواطن الغلبان، فيوم الجمعة ستتمكن كثير من العائلات من طهي اللحوم لأطفالها، وسيفرحون كثيراً".

من جهته، عبَّر المواطن الخمسيني فرحات جاد الله عن فرحته بدخول المجمدات لغزة، في ظلِّ الأوضاع الاقتصادية السيّئة التي يمرُّ بها الغزيون ونسبة البطالة المتفشيّة بين كثير من فئات المجتمع.

وقال لـ"النجاح الإخباري": "في بيتي (25) فرداً من أبنائي وأحفادي، ومعظم أولادي عاطلون عن العمل وأنا أيضًا، وتمرُّ علينا أيام وأسابيع طويلة لا نستطيع إدخال اللحوم الطازجة لبيوتنا، في ظل هذا العدد الكبير، ومنذ سماعنا بخبر دخول اللحوم للأسواق، انتابتنا فرحة كبيرة، فقد ضمن الصغار أن يأكلوا اللحم ،وحتى إن كان مجمداً."

ربة المنزل سعاد الشيخ خليل عبَّرت عن ارتياحها لهذا الإجراء، وقالت: "الوضع في غزة سيء جداً من كلِّ النواحي، وكلّه على ظهر المواطن المسكين، فأنا أم لستة أبناء طلباتهم كثيرة ولا تنتهي، وكثير من السلع ليست في متناول اليد، أحيانًا يطلبون منّا الدجاج أو اللحوم، فنصبرهم ونعدهم بأنَّنا سنحضره لهم، حتى تعودوا على هذا الوضع، لكن مع دخول اللحوم المجمدة وسعرها البسيط سنستطيع أن نشتري لهم ولو ب(10) شيكل من الجناح أو الظهر، فيتذوقون طعم اللحم بعد أيام وأشهر طويلة من الحرمان".

على باب إحدى المحلات الواقعة في شمال القطاع يقف الشاب محمد اسماعيل وزوجته الحامل لشراء اللحوم، والذي قال لـ"النجاح الإخباري": "رغم أنَّني أملك محلاًّ  للبقالة، وبمقدوري شراء اللحم الطازج إلا أنَّني أعشق الجناح فأشتريه وأشويه على الفحم أنا وزوجتي وأهلي، ونكون سعداء جدًا، فطعمه لذيذ وسعره زهيد وفي متناول الجميع".

المزارع متذمر

في مقابل السعادة الكبيرة التي رأيناها في وجوه المواطنين، إلا أنَّنا قابلنا عكسها في وجه المزارع الغزي الذي أصبحت الخسائر تتوالى عليه مراراً وتكراراً.

المزارع محمد العطار قال: "لا نعلم من أين تأتينا المصائب، فالحروب علينا ونحن من نحصدها، بالإضافة إلى إغلاق المعابر ليس بصالحنا، وفي الوقت الذي منعت فيه وزارة غزة استيراد المثلجات، قلنا ربما سنستطيع تعويض خسائرنا وبيع الدواجن في السوق المحلي، وحتى مع سعرها القليل إلا أنَّ المواطن يرى أسعارها مرتفعة ويفضل اللحوم المثلجة عليها؟

وأشار العطار إلى أنَّ مزرعته تحتوي على الآلاف من الدجاج الذي ينفق منه الكثير في الأجواء المتقلبة والماطرة، والآن ستقل فرص بيعه في الأسواق .

يذكر أنَّ زراعة غزَّة سمحت بادخال أجزاء الدجاج المجمد للقطاع  يوم الخميس الموافق (7 شباط/ فبراير 2019) بعد توقف استمر لستة أشهر.