غزة - سالي ثابت - النجاح الإخباري - تعد “العوامة" و"المشبك" من أشهر الحلويات التراثية والشعبية في مختلف البلاد العربية، وخاصة في بلاد الشام ومن ضمنها فلسطين حيث تعتبر ركيزة أساسية للموروث "المطبخي" الذي تتوارثه الأجيال من جيل لآخر.

ويقبل الفلسطينيون على شراء العوامة والمشبك وخاصة في فصل الشتاء، حيث تتمتع تلك الوجبة "الشهية" بشعبية مميزة عند الفلسطينيين وخاصة الغزيين منهم، وتختلف أسمائها في المحافظات الفلسطينية فتعرف في قطاع غزة بـ "العوامة" وفي نابلس تعرف بـ "الزلابية" وفي محافظات عدة تعرف ب ـ"لقمة القاضي".

ويبدع في صناعة تلك الحلوى أغلب المواطنين في قطاع غزة؛ وذلك لسهولة عملها وتحضير عجنتها، علاوة على قلة تكاليفها المالية، وتعتبر "العوامة" الحلوى المفضلة خاصة في وقت الشتاء، كما أنها مليئة بالفوائد الصحية في مقابل الحلويات المصنعة معملياً، حيث أنها لا يدخل إليها أية إضافات صناعية كالمواد الحافظة والأصباغ الغذائية والتي أثبتت ضررها على صحة الإنسان.

"محمد الدرة" عامل بأحد مخابز غزة الشهيرة وصانع لتلك الحلويات أكد "للنجاح الإخباري" بأنه يقف طوال اليوم وهو يصنع العوامة والمشبك والذي يطلق عليهما "فواكه الشتاء" ، موضحاً بأنه يصنع هذه الحلويات بكل شغف ومحبة، دون كلل أو ملل ليخرج ما لذ، وطاب منها.

وعند سؤاله عن إقبال المواطنين على شراء تلك الحلويات، أكد لنا بأن الإقبال على هذا الصنف من الحلويات من قِبل الغزيين يكثُر في فصل الشتاء، نظراً للأسعار الشعبية الزهيدة، وتزامناً مع دخول المنخفضات الجوية، وفصل الشتاء، إذ يستعيض الأهالي بسعراتها الحرارية المرتفعة، لمدهم بالطاقة والحيوية اللازمتَين لمواجهة البرد وانخفاض درجات الحرارة، فيتهافتون الى شراء كميات كبيرة منها للذة طعمها ، وقلة تكلفتها المالية.

"علاء حمادة" إداري لدي مخبز عجور في قطاع غزة أكد لنا بأن العوامة والمشبك، من أكثر الحلويات مبيعاً لدي أهالي القطاع، وعند سؤاله عن محتويات، ومكونات تلك الحلويات التي تجذب المواطنين اليها، ابتسم قائلا: "ننافس جميع المخابز في قطاع غزة بكل حب، ونجذب الزبائن إلينا بمصداقيتنا، ومراعاة الزبون واجب مقدس لدينا، ولكن كل مطعم، أو محل له طريقة للتحضير، والتي تعرف بـ "المذاق الخاص"، وهو ما يعرف عندنا بـ "سر المهنة". ليكمل حديثه ممازحاً بأن الطريقة سهلة، ومكوناتها في متناول أيدي الجميع، كالدقيق، والخميرة، والسكر، والنشا.

أما "محمد قنديل" وهو أحد المسؤولين في المخبز، أوضح لنا بأن راحة واحترام الزبائن، والنظافة العامة، والمصداقية في العمل، واستخدام أجود أنواع الدقيق مثل دقيق "حيفا" والدقيق " الأوكراني" هو ما يجعل منتجاتهم الأفضل، والألذ ويزيد من تردد الزبائن الى المحل لشراء الحلويات. وعن الصعوبات التي تواجههم قال: "على الرغم من التأثير السلبي للأوضاع الاقتصادية على الحركة التجارية عموماً في قطاع غزة المُحاصر منذ 12 عاماً من الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنهم يحاولون جاهداً التغلب على تلك المشكلات، حتى لا يؤثر ذلك على شعبية الحلويات الشهيرة ومبيعها، والتي يلجأ إليها الصغير قبل الكبير في فصل الشتاء الأكثر برودة.

ويؤكد قنديل أن الكثير من الشباب الخريجين، يعملون في مجال صناعة وتحضير الحلويات في المخبز، مشيرا الى أن صاحب المخبز يحاول جاهدا، الحد من ظاهرة البطالة في قطاع غزة، بمساعدة الشباب العاطل عن العمل، بإيجاد و توفير فرص عمل لهم داخل أروقة المخبز.

الجدير بالذكر أن حبة حلوى "العوامة" الواحدة - وبحسب إحدى المواقع الغذائية- على المعلومات والقيمة الغذائية التالية تحتوي على : السعرات الحرارية التي تبلغ فيها (452) سُعرة، ونسبة الدهون (2%)، والكولسترول (4%)، والبروتينات (10%)، وأخيراً الكربوهيدرات (99%), ومن الواضح أنها تتمتع بقيمة وجودة غذائية عالية وفائدة صحية كبيرة.