غزة - سالي ثابت - النجاح الإخباري - قال إعلاميون إن تحقيق "مساكن الغلابة – سبوبة" الذي أعدته الزميلة هاجر حرب وبثته "فضائية النجاح" الليلة الماضية عمل مهني بامتياز وإنه لا يحق لأحد محاسبة الزميلة حرب او محاسبة اي صحفي علي ما قدم من معلومات وادعاءات واردة في التحقيق.

صاوب المهنية 

وأكد الإعلامي رجائي الشطلي والمذيع بتلفزيون فلسطين أن ما عرضه التحقيق هو من صميم العمل الإعلامي والصحفي والمتمثل في تقديم المعلومة.

ورأى الشطلي أن الصحفي "ليس قاضيا ولا يجب ان يكون متهما في ذات الوقت؛ فهو يقدم المعلومة ويتقصي الحقيقة فقط ويقدمها للرأي العام ؛ ومن ثم يأتي دور الحكومات والمسؤولين والقضاء والرأي العام بالتحري حول المعلومات المدعاة والواردة بالتقرير".

وطالب الشطلي بالمزيد من التقارير الاستقصائية المهنية والتي من شأنها التأسيس لصحافة ناقدة مهنية تساهم اذا ما تم دعمها وتوجيهها إلي الارتقاء بالعمل المؤسساتي الرسمي وغير الرسمي نحو الشفافية والنزاهة والحكم الرشيد والذي سينعكس بالإيجاب علي المواطن والوطن.

بدروه رأى علاء الحلو مراسل صحيفة القدس في قطاع غزة أن التحقيق جاء كرسالة تنبيه، وقرع جدران الخزان، بأن هناك قضايا شائكة يجب أن تخلق حولها التفاتة كبيرة، خاصة تلك المتعلقة بهموم الناس وقضاياهم اليومية، وتحديداً مع تفشي الفقر والحرمان الذي تتسبب به جهات محددة، يجب فضحها بقوة، وتعرية من يقف خلفها.

مؤكداً أن تحقيق الزميلة هاجر حرب خطوة جريئة في الاتجاه الصحيح، بالاضافة الى أنه خلق خلال ساعات قليلة انتباهة قوية تجاه قضية خطيرة، تشابهها عشرات القضايا التي تحتاج الى تحقيقات مماثلة، تهدف للعلاج وليس التشهير كما يرى البعض.

وطالب الحلو بترك العنان للصحافيين كي يعملوا بحرية والتعامل الجدي والايجابي مع مخرجات المواد التي يتم انتاجها.

تحقيق متميز

من جهتها شددت الصحفية وسام ياسين مراسلة قناة الحرة على تميز التحقيق.

 وأشارت ياسين لـ"النجاح الاخباري" الى أن قطاع غزة بحاجة لمزيد من التقارير الاستقصائية، التي تكشف الفساد والمحسوبية ، ووجوب محاسبة ومقاضاة الجناة، ومرتكبي هذه الجرائم كونها تسرق أحلام الفقراء.

وأشارت ياسين الى الاهتمام الكبير الذي أحاط بالتحقيق قبل بثه، وتعطش الناس لمعرفة محتوى التحقيق، وماذا يحمل في جعبته من قضايا تهمهم.

ورأت ياسين أن التحقيق كشف اللثام عن كثير من "الوجوه المزورة".

بدوره أثنى الصحفي أحمد الفيومي على التحقيق وجرأته.

 وتساءل الفيومي في تعليق لـ"النجاح الاخباري" عن دور سلطنة عُمان في تقصي الحقائق وتوزيع المنح على مستحقيها بالعدل ".

"قضايا الفساد بلغ فيها السيل الزبى في مدينة غزة ، وآن الأوان ليزاح الستار عن أولئك المنتفعين والفاسدين لينالو عقابهم" أضاف الفيومي.

مشيراً الى ان التحقيق حظي بمشاهدة كبيرة وهو ما يعكس أهمية هذا الملف بالنسبة للرأي العام في قطاع غزة بشكل خاص والفلسطيني بشكل عام.

كشف المستور

من جهتها، قالت الناشطة الشبابية والصحفية كاري ثابت أن التحقيق قدم خدمة كبيرة للمواطنين في قطاع غزة.

ورأت ثابت أن التحقيق كشف الستار عن قضايا الفساد والرشوة التي تطال واقع الغزيين ووتلاعب في رزقه وقوت ابنائه.

مطالبة بضرورة إعادة النظر في اليات توزيع الهبات والمنح والمساعدات على المواطنين في قطاع غزة من خلال مراقبين وسطاء خارجيين.

وأشادت ثابت في الوقت ذاته بتميز التحقيق وشموليته ومصداقيته، في تناول قضايا الفساد، دون خوف أو تخلي عن المسؤوليه المهنية و الصحفية.

جدل على مواقع التواصل

وأثار التحقيق جدلاً كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي.

التقرير الذي أعدته الزميلة حرب تقصى فسادًا طال المنحة العُمانية المخصَّصة لإعمار عدد من المنازل المدمَّرة في قطاع غزة.

وأبرز التحقيق عددًا من الوثائق التي تظهر تورط مسؤولين معينين من وزارة التنميَّة الاجتماعية في قطاع غزَّة التي تديرها حركة حماس، في منح عددٍ من المنازل المقدَّمة من المنحة العُمانية لغير مستحقيها، وبتعليمات مباشرة من مسؤولين كبار في الوزارة.

وكشف التحقيق تجاهل الدكتور يوسف إبراهيم وكيل وزارة التنمية الاجتماعية في غزَّة، والمعين من قبل حركة حماس، النظر في توصيات اللجنة المكلَّفة بتقييم حالات المواطنين إذا ما كانوا مستحقين للمنحة أم لا، ويكشف التحقيق أنَّ شخصًا حصل على المنحة كان يتردَّد على مكتب وكيل الوزارة (غزَّة) برفقة عقيد من أمن حماس.

بيان استباقي

وسارعت وزارة التنمية الاجتماعية في غزَّة والتي تديرها حركة حماس، لإصدار بيان صحفي صباح أمس مستبقة بذلك بثّ التحقيق وذلك في محاولة للضغط على القناة وعدم بثَّ التحقيق.

وبالتزامن مع بثه لجأت الوزارة إلى نشر أسماء المستفيدين من المنحة القطرية بواقع (50) ألف أسرة بالتزامن مع بثّ التحقيق في تمام الثامنة والنصف مساء الثلاثاء وذلك في محاولة حرف أنظار الرأي العام عن التحقيق الاستقصائي.

وكان التحقيق قد كشف عن عائلات يسكنون في بيوت متهالكة وتلقوا وعودًا رسميَّة بإعادة إعمار منازلهم المتهالكة والمدمَّرة، وأجبروا على الخروج عبر الكاميرات لتوجيه الشكر لسلطنة عمان، وفي النهاية لم يتم إعمار منازلهم رغم توقيعهم عقود بهذا الشأن.

لمشاهدة التحقيق