غزة - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - أثار  تحقيق "مساكن الغلابة- سبوبة" وبثَّته فضائية النجاح الليلة الماضية جدلاً كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي.

التقرير الذي أعدته الزميلة هاجر حرب تقصى فسادًا طال المنحة العُمانية المخصَّصة لإعمار عدد من المنازل المدمَّرة في قطاع غزة.

وأبرز التحقيق عددًا من الوثائق التي تظهر تورط مسؤولين معينين من وزارة التنميَّة الاجتماعية في قطاع غزَّة التي تديرها حركة حماس، في منح عددٍ من المنازل المقدَّمة من المنحة العُمانية لغير مستحقيها، وبتعليمات مباشرة من مسؤولين كبار في الوزارة.

وكشف التحقيق تجاهل الدكتور يوسف إبراهيم وكيل وزارة التنمية الاجتماعية في غزَّة، والمعين من قبل حركة حماس، النظر في توصيات اللجنة المكلَّفة بتقييم حالات المواطنين إذا ما كانوا مستحقين للمنحة أم لا، ويكشف التحقيق أنَّ شخصًا حصل على المنحة كان يتردَّد على مكتب وكيل الوزارة (غزَّة) برفقة عقيد من أمن حماس.

ورصد " النجاح الإخباري" أبرز ردود الفعل التي ضجَّت بها مواقع التواصل الاجتماعي بعد بث التحقيق، وسط دعوات بمحاسبة المسؤولين.

يقول أحمد خلّه: "الوزارة حتنزل رابط المنحة القطرية تزامنًا مع تقرير الصحفية هاجر محمد حرب الذي يبيّن الفساد الكبير بالوزارة، بعد دقائق حتى يلتهي أهل غزة  برابط الدولار".

أما وسام يونس فعلقت " هاجر محمد حرب حبيت حالة الترقب والانتظار اللي صنعتيها بين الناس المتعطشين للحقيقة والمتعطشين لخفايا الحياة اللي بنعيشها بجهدك ومثابرتك لمتابعة تقريرك الاستقصائي #سبوبة ربنا يحميك يا هيجر وابارك لك هذا النجاح".

ودوّن بكر دبوس " 15دقيقة على الحقيقة .. صمت مطبق، الجميع في الانتظار" 

وزارة التنمية الاجتماعية في غزَّة والتي تديرها حركة حماس، سارعت لإصدار بيان صحفي صباح أمس مستبقة بذلك بثّ التحقيق وذلك في محاولة للضغط على القناة وعدم بثَّ التحقيق.

وبالتزامن مع بثه لجأت الوزارة إلى نشر أسماء المستفدين من المنحة القطرية بواقع (50) ألف أسرة بالتزامن مع بثّ التحقيق في تمام الثامنة والنصف مساء الثلاثاء وذلك في محاولة حرف أنظار الرأي العام عن التحقيق الاستقصائي.

وكان  التحقيق قد كشف عن عائلات يسكنون في بيوت متهالكة وتلقوا وعودًا رسميَّة بإعادة إعمار منازلهم المتهالكة والمدمَّرة، وأجبروا على الخروج عبر الكاميرات لتوجيه الشكر لسلطنة عمان، وفي النهاية لم يتم إعمار منازلهم رغم توقيعهم عقود بهذا الشأن.

وقالت المواطنة "صفية السباح" لمعدّة التحقيق، إنَّه تمَّ الاتفاق معها على إعمار منزلها المتهالك وطُلب منها شكر سلطنة عمان عبر تسجيل مصور، وبعد ذلك زارها وكيل الوزارة د. إبراهيم وأخبرها أنَّه لا يمكن إعادة إعمار منزلها، بحجة عدم توافر الشروط فيه، ورفض د. إبراهيم إظهار الوثيقة التي تبرّر عدم حصول المواطنة "صفية" الحق في ترميم منزلها وكل ما عرضه لمعدَّة التحقيق هو ورقة تحمل التركيبة العائلية لأسرة صفية.

ومن بين تعليقات المواطنين عبر "فيس بوك" التي رصدها موقع "النجاح الإخباري"، تعليق الصحفي عايش يونس:

"معقول وزارة التنمية الاجتماعية بغزة خايفة ؟!عمي انتو وزارة تخافوش من تقرير يعني". 

ويعلق أبو سلطان ساخراً "كذبوا هاجر إن استطعتم #سبوبة

ويكتب عبد السلان مرتجى "وكيل وزارة الشؤون بدا مهزواً جداً ولغة جسده فاضحة للغاية، هاجر محمد حرب وجهت صفعة قاضية وعلى القضاء والمسؤولين بغزة محاكمة الوكيل ومن خلفه وليس العكس!"

وعلق اسماعيل قائلا: 

وغرّد الصحفي يوسف فارس عبر صفحته فيس بوك 

كما وكشف التحقيق عدم نشر معايير الاستحقاق الخاصة بمنح إعادة الإعمار المقدَّمة من سلطنة عمان، واقتصر الأمر على وثيقة داخلية كُتبت بتاريخ لاحق لمرحلة توزيع المنازل، ويقر د. إبراهيم بأن مثل هذه الأمور لا تُعلن للجمهور.

الإدارة العامة للتنمية والتخطيط في وزارة التنمية الاجتماعية التي تديرها حركة حماس، التي كان من المفترض أن تُنفذ مشروع المنحة العمانية لم تعلم بالأمر، وتفاجأت أنَّه تمَّ تنفيذ المشروع من خلال قنوات أخرى ومنها مكتب وكيل الوزارة.