نابلس - النجاح الإخباري -  قال مدير عام "الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين" في لبنان علي هويدي إن تجاوز الأزمة المالية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)  كان بمثابة صفعة قوية لدبلوماسية الإحتلال الإسرائيلي وشكّل فشل ذريع لسياسة ومخططات الإدارة الامريكية.

لافتا في تصريح لـ"النجاح الإخباري" الاربعاء الى انقلاب السحر على الساحر من خلال ما أعلانه نائب وزير خارجية الإحتلال أمام سفراء  الاحتلال الإسرائيلي في الدول الأوروبية وأمريكا ودول عربية في بداية العام 2018، بأن دبلوماسية الإحتلال لهذه السنة ترتكز على مسألتين؛ الأولى نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والثانية بأن عهد "الأونروا" قد انتهى إلى الأبد، وبقيت "الأونروا".

ورأى هويدي أن القفز عن الأزمة المالية أسقط كذلك عنجهية الإدارة الأمريكية التي حاولت ومن خلال إبتزاز سياسي رخيص بمقايضة حاجات اللاجئين الفلسطينيين الإنسانية من خلال إدخال الوكالة في لعبة التجاذبات السياسية.

ويحذر هويدي مما وصفه بالمخاوف المستمرة لدى اللاجئين لجهة عودة المأزق المالي والسياسي التي واجهته الوكالة ودعا هويدي لاتخاذ خطوات جاده باتجاه حماية "الأونروا"، وتوسيع سياسة عملها، وتحويل ميزانيتها إلى ميزانية كافية ومستدامة وقابلة للتنبّؤ.

وطالب هويدي بضرورة إستثمار حالة الإجماع الفلسطيني الوطني والسياسي، والدبلوماسي والشعبي التي تشكلت تحديداً في العام 2018 والمؤيد لـ "الأونروا"، بالمبادرة إلى إعداد خطة إستراتيجية تكون قادرة على الحفاظ على إستمرارية عمل الوكالة إلى حين عودة اللاجئين.

"فالفعل الشعبي المطالب بوقف إستهداف "الأونروا" لا يكفي وحده" شدد هويدي.

مشيرا الى حالة التعبئة لصالح الوكالة على الساحة الدولية سياسيا وماليا.

وكان المفوض العام للأونروا بيير كرينبول أعلن في اجتماع لجنتها الاستشارية برئاسة تركيا في الأردن الأسبوع الماضي، تقليص العجز المالي الذي واجهها من 446 مليون دولار إلى 21 مليونا للعام 2018.

خطة تصفية

وواجهت الوكالة الدولية أزمة مالية عاصفة بداية 2018 واشتعل فتيلها بعد إعلان ادارة البيت الابيض قرارا يقضي بتقليص دعمها السنوي للوكالة من 360 مليون دولار إلى 60 مليونا فقط، وكانت مساهمتها تغطي 40% من ميزانية الوكالة.

ودفع هذا التقليص الأونروا إلى إطلاق نداء إغاثة لجمع 800 مليون دولار لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا وفلسطين، بالإضافة إلى خمسين ألف لاجئ فلسطيني نزحوا من سوريا إلى لبنان والأردن.

وفي نهاية أغسطس/آب الماضي، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إن إدارة الرئيس دونالد ترامب قررت إلغاء كل دعمها لمنظمة الأونروا"، ضمن تقارير تحدثت عن خطة أميركية لـتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين.

وبحسب تقديرات هويدي أن التحدي الأكبر سيبدأ مع 2019 بدون 360 مليون دولار.

وتسعى الوكالة إلى إعادة الكرّة بالتوجه للدول المتبرعة لتكرر ما تبرعت به عام 2018 والدخول في اتفاقيات متعددة السنوات معها من أجل ثبات التدفق المالي للأونروا.

وتقدّر الوكالة ميزانية الطوارئ التي عملت بها العام الجاري في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بسوريا بنحو 395 مليون دولار وما يعادلها في قطاع غزة.

وأدت الأزمة المالية التي واجهتها الأونروا بسبب الحصار الأميركي إلى تقليص خدماتها الأساسية في مخيمات اللاجئين بمناطق عملياتها داخل وخارج فلسطين، إلى جانب تسريح مئات العاملين فيها أو تحويلهم على بنود العمل المؤقت.

ودعا هويدي في الوقت ذاته ادارة الوكالة الى التقاط الفرصة والبدء بالعودة عن اجراءات التقشف والتقليصات التي طالت خدمات في المخيمات عدا عن أزمة الفصل التعسفي لعدد كبير من الموظفين خاصة في قطاع غزة.

مرجحا أن تضع الوكالة على رأس اولوياتها الجانب الخدمات الطارئة والتعليم والعمل بشكل حثيث على المضي قدما في دوام 711 مدرسة يدرس بها نصف مليون طالب وطالبة، واستمرار الخدمات الصحية والإغاثية والإقراضية، ودفع رواتب موظفيها.

وفي قطاع غزة كان لدى الوكالة ألف موظف يعملون بنظام الطوارئ تم استيعاب 280 منهم في وظائف ثابتة و540 في وظائف جزئية، ولم تجدد عقود 68 منهم.

ووفقا للأرقام فقد استغنت الوكالة عن 100 موظف لديها في سوريا كانوا يعملوا في نظام توزيع المساعدات الغذائية الذي استبدلت منه مساعدات نقدية.

وبدأت الوكالة منذ شهور بوقف خدماتها تدريجيا في التجمعات البدوية بضواحي القدس والضفة الغربية ومنها "الخان الأحمر" المهدد بالهدم الإسرائيلي. لكن الناطق باسم الأونروا سامي مشعشع أكد في وقت سابق لوسائل الإعلام أن مواطني التجمعات المسجلين كلاجئين ستحول خدماتهم الطارئة كالعيادات المتنقلة إلى نظام الخدمات العادية.