نابلس - بمشاركة هالة أبو علي - النجاح الإخباري - مقاطعة المقدسيين لانتخابات المجلس البلدي في دولة الاحتلال الإسرائيلي التي جرت يوم (30 أكتوبر/تشرين الأوَّل الماضي) عبَّرت عن رفضهم لها ولنتائجها؛ كونها تعطي الاحتلال شرعية لوجوده في مدينة القدس، التي احتلت شطرها الغربي عام (١٩٤٨)، وأكملت احتلال المدينة عام (١٩٦٧).

وشكَّل وصول موشيه ليئون لرئاسة البلدية، مخاوف كبيرة تضاف إلى المخاوف الموجودة أصلا لدى المقدسيين، إذ إنَّ ليئون هو أحد غلاة المتطرفين اليهود، ويُعرف بتوجُّهه الديني المتشدِّد، ودعمه اللامحدود للاستيطان، سواء في البلدة القديمة أو في الأحياء المتاخمة لها، خصوصاً سلوان وحي الشيخ جراح.

مخاوف كبيرة

وأكَّد فخري أبو دياب، الناطق الإعلامي للجنة الدفاع عن سلوان والباحث في شؤون القدس على أنَّ جميع رؤساء بلدية القدس كانوا من اليهود المتطرفين الذين يقودون تنفيذ سياسة الحكومة الإسرائيلية. مرجِّحًا أن يرتفع العدوان والاستيطان خلال فترة  ليئون.

وشدَّد أبو دياب على أنَّ المتطرّف المنتخب بدأ فعليًّا بتنفيذ القرارت والموافقة عليها ليثبت للمستوطنين والجماعات اليهودية المتطرِّفة الداعمة له، قدرته على تنفيذ ما جاء بدعايته الانتخاببية.

وأكَّد أبو دياب أنَّ المقدسيين لن يعترفوا بانتخابات لم يشاركوا بها أصلًا حتى لا يعطونها الشرعية، وسيكونون قادرين على تحمُّل نتائج رفضهم، إيمانًا منهم بأنَّ هذا احتلال تجب مقاومته دومًا.

بلديات تهويدية

وأشار إلى أنَّ هذه ليست بلديات خدماتية، بل تهويدية تعمل على الهدم والمصادرة بأمول المقدسيين.

وحذَّر أبو دياب من أنَّ ليئون كان قد صرَّح سابقًا أنَّه لن يسمح بالتوسع العمراني للعرب، وأنَّه سيهدم منازل الفلسطينيين غير القانونية في القدس.

وينقل أبو دياب عن الشارع المقدسي مخاوفه من أنَّ مدينة القدس بشطرها الشرقي قد تشهد أزمة جديدة كبيرة لجهة الاقتحامات والضغط على السكان المقدسيين، بالنظر إلى أنَّ ليئون من أكثر الشخصيات تطرُّفاً حيال المقدسيين. فهو مقرَّب من وزير الأمن المستقيل أفيغدور ليبرمان، إضافة إلى صلته الوثيقة جداً مع وزير الداخلية الحالي ورئيس حزب "شاس"، أرييه درعي.

وتوقّع في هذا الصدد أن تشهد المدينة المحتلة طابعاً جديداً من التهويد القائم على أساس ديني من قبل ليئون، والتسريع بالحفريات للوصول إلى الهيكل المزعوم في ساحة المسجد الأقصى، عدا عن أنَّه من أشد الدعاة إلى التقسيم المكاني والزماني للمسجد.

من عائلة متطرفة

وليئون المولود في فلورنتين جنوب "تل أبيب"، هو ابن عائلة متديّنة معروفة بتطرفها، تلقى تعليمه في المدارس الثانوية في مدينة في "تل أبيب"، وتطوَّع للعمل مرشدًا في دار رعاية السفارديم في مستوطنة "كريات ماتالون". أثناء خدمته في قوات الاحتلال، التحق بجوقة دينية عسكريَّة.

عام (2003) تمَّ تعيينه من قبل وزير النقل والمواصلات الإسرائيلي حينها، أفيغدور ليبرمان، رئيساً لهيئة السكك الحديدية في إسرائيل، بعد أن عمل سابقاً في الموانئ والسكك الحديدية. تعرض ليئون لتحقيق في (مايو/أيار 2017) من قبل الشرطة الإسرائيلية للاشتباه في تورطه بالفساد وجرائم ضريبية، خصوصاً في الصندوق الذي حوّل مئات آلاف الدولارات إلى عضو الكنيست السابق ووزير الداخلية الحالي أرييه درعي، ولكن هذا الملف أغلق بعد ادّعائه أنَّ التحقيق معه كان بدوافع سياسية.

 ويتحدَّث برنامج ليئون الانتخابي عن إحياء المناسبات الدينية بشكل مكثّف، والسيطرة على باب الرحمة أحد الأبواب الرئيسة للمسجد الأقصى والمغلق حاليًّا، والتدخُّل بصورة أكبر في الحفريات تحت الأقصى، إذ تربطه علاقات وثيقة مع جمعية "العاد" الاستيطانية، وهو من المقربين منها، وقد عهدت إليها حكومة الاحتلال إدارة كامل منطقة ما يسمى الحوض المقدس في محيط الأقصى.

أما في ما يتعلق بسياسة البناء التي تطبّقها بلدية الاحتلال بحزم في القدس الشرقية، فهو من أبرز الدعاة لمكافحة ما يسمى البناء الفلسطيني غير المرخص، ما يعني أنَّ بلديته ستطبّق مزيدًا من الإجراءات وتفرض قيوداً إضافية على البناء الفلسطيني، بما يعنيه ذلك من توسيع العمل بأوامر الهدم، وإرغام المقدسيين على الخروج من الحدود البلدية المصطنعة للقدس للسكن والإقامة خارجها أي إلى المناطق التي عزلها جدار الفصل العنصري، بعد أن بات أكثر من (120) ألف مقدسي يقطنون في مناطق معزولة بالجدار وحواجز التفتيش الدائمة.

وبعد فوز  المتطرّف اليميني موشيه ليون (65) عامًا لرئاسة بلدية القدس بنسبة (51%) بدأ بتنفيذ سلسلة من قرارات هدم المنازل وتجريف الأراضي ومصادرتها  والاستمرار بعمليات تهويد مدينة القدس قبل تسلمه رسميًّا للمنصب.