الخليل - أحمد زماعره - النجاح الإخباري - دون كلل أو ملل يعكف المواطن أنور ازغير من مدينة الخليل منذ (55 عامًا) على جمع العملات القديمة والطوابع في منزله،إشباعاً لهواية ولدت وتعهدها حتى نمت وترعرعت.

هوايات مختلفة يمارسها الناس بعضها تنعكس على حياة صاحبها، وبعضها يموت، وبعضها تصبح شغفًا يعيش له الإنسان.

الحاج أنور ازغير (73 عامًا) قضى (55)عاماً منها في جمع العملات القديمة التي يعدّها من أولويات حياته، حتى أصبح لديه شبه متحف أثري يختص بالعملات والمطبوعات القديمة، ومزار ترى فيه  تحفًا فنية وأثرية جميلة، رسمتها هواياته، وشكَّلت تراكم الأعوام الماضية.

وعن البذرة الأولى لهذه الموهبة أوضح ازغير لـ"النجاح الإخباري"، أنَّها بدأت عام (1963) عندما كان يعمل سائقًا، حين نقل سائحًا ألمانيًّا لعدَّة مناطق، جاب خلالها المواقع الأثرية في فلسطين، واشترى السائح العملات القديمة، ولفت انتباهه لذلك، ومن حينها بدأت رحلة ازغير في جمع الإرث التاريخي القديم، الذي يعبر عن أصالة وهوية الأرض والإنسان.

وتابع: "منذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا استطعت جمع (1400) عملة لكل الحضارات،الكنعانية واليونانية والرومانية والبيزنطية،وكذلك العهود الإسلامية والعملة العباسية والفاطمية والمملوكية والأموية، وجميعها عملات تمَّ تداولها في فلسطين عبر التاريخ، وصولًا إلى ما قبل الانتداب البريطاني، وتمَّ تداول عملة مصرية في عهد الملكين فؤاد والفاروق وطبعت في مصر، وبعد الانتداب البريطاني صك أوَّل عملة معدنية وورقية عام (1927) .

وأردف قائلًا: "منذ (20) عاماً تطورت الهواية في جمع العملات والمطبوعات القديمة إلى دراسات وبحوث أجريها في تاريخ العملات الحديثة والقديمة، التي تم تداولها في فلسطين، حتى وصل الأمر للاشتراك في أندية تعنى بالمقتنيات القديمة والأثرية، وشاركت في العديد منها في الأردن وجنوب أفريقيا والإمارات العربية المتحدة وبريطانيا وفي استراليا وفرنسا والعديد من الدول، بالإضافة لمراكز الأبحاث والتخصصات في الجامعات الفلسطينية والعربية في قسم الآثار.

وحول إن كان تلقى دعمًا من مؤسسات أو جهات معينة ليستمر في حفظ الإرث القديم لفلسطين أشار إلى أنَّ جميع التكاليف التي احتاجها طيلة السنوات الماضية هي من أمواله الخاصة، وجميع المؤتمرات العربية والدولية التي شارك بها كانت على نفقته الشخصية، ولم يقدّم أيَّ طرف أو مؤسسة أيَّ دعم أو مساعدة.

وبيَّن أنَّه تعاون مع سلطة النقد الفلسطينية ورفد المتحف الخاص بها بالعديد من الأوراق والقطع النقدية القديمة، التي توثِّق وتؤكِّد الأحقية التاريخية للفلسطينيين، وأصبح يشكّل مرجعًا للعملات القديمة وتاريخها للباحثين وموثقي التاريخ، وللطلبة الذي يدرسون الآثار، نتيجة للكم الكبير من المعلومات الأثرية والتاريخية التي يملكها.

وأضاف ازغير:"أقوم بجمع العملات في ألبومات خاصة، وأحتفظ في جزء منها في البنوك، وأحفظ بعضها في وسائل مختلفة تساعد في حفظها لفترات زمنية طويلة، دون أن تتأثر بالعوامل المختلفة".

وحول الأهداف التي يصبو إليها بعد هذا الكم من الإرث التاريخي الذي جمعه، أكَّد ازغير أنَّه يطمح لإنشاء معرض أو متحف بالتعاون مع بلدية الخليل، يزخرفه بالعملات والقطع المعدنية والطوابع القديمة التي حصل عليها، حتى تبقى خالدة في ذاكرة الأجيال، لتنقل لهم  الحضارات التي تعاقبت على فلسطين، وتبقى شاهدة على أنَّ هذه الأرض فلسطينية الأصل وليس لأي شعب آخر أيّ حق فيها.