غزة - عبدالله عبيد - النجاح الإخباري - "هدوء مقابل هدوء" معادلة حماس الجديدة التي وافقت عليها مؤخراً بعد جهود مصرية مكثفة لتخفيف حدة التوتر الحاصل في قطاع غزة، في ظل استمرار مسيرات العودة على الحدود مع الأراضي المحتلة عام 1948، بحيث يتم تخفيف حدة المسيرات والمشاركة فيها مقابل بعضاً من التسهيلات الإسرائيلية التي تتمثل في فتح المعابر وادخال الوقود.

ووصل اليوم الاثنين وفد أمني مصري قطاع غزة عبر حاجز بيت حانون "ايرز"، حيث التقى بقيادة من حركة حماس، لاستكمال المباحثات التي تمت خلال زيارته الأسبوع الماضي، والتي تم من خلالها تثبيت اتفاق التهدئة مع الاحتلال.

تثبيت الهدوء

المحلل السياسي، هاني حبيب أكد أن هناك تحرك واسع من قبل الجانب المصري بعد التصعيد الأخير في قطاع غزة الأسبوع الماضي، مشيراً إلى أن مصر استطاعت أن تعمل على تثبيت الهدوء مقابل الوعود الإسرائيلية بمنح تسهيلات لغزة.

وقال حبيب لـ "النجاح الإخباري" : حركة حماس وقفت حاجباً بين المتظاهرين في خطوط التماس يوم الجمعة الماضية، وهذا فتح الآفاق على ما تسمى بتسهيلات إسرائيلية لقطاع غزة تتضمن فتح المعابر وإمكانية توسيع مساحة الصيد في البحر".

وأضاف أن التسهيلات المشار إليها يعني العودة تدريجياً إلى الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع نهاية حرب 2014، لافتاً إلى أن الجانب المصري يريد الجمع بين مسارين متوازيين على ضوء الخلاف بين حركتي حماس وفتح بأولوية المصالحة أو أولوية التهدئة.

وأوضح أن الجانب المصري يريد المضي قدما في عملية التهدئة لضنه أن هذا قد يوفر مناخاً للمصالحة، لكن في اعتقاد المحلل حبيب فإن هذا الأمر سيشكل عقبة أمام المصالحة خصوصاً أن تكون هذه التهدئة في إطار ما يسمى بالمساعدات الإنسانية في قطاع غزة.

وأشار حبيب إلى أن الجانب المصري يريد أن يخفف من امكانية تدحرج الأوضاع لحرب جديدة وهذا بحد ذاته يشكل انجازاً إذا ما تم تحقيقه "لأننا في قطاع غزة نخشى من حرب رابعة في كل الأحوال الشعب الفلسطيني سيكون ضحية لها، ونحن ليس بحاجة بأي حال من الاحوال لأي حرب جديدة تحت أي مسمى".

وكان وزير الحرب "الإسرائيلي"، أفيغدور ليبرمان، قد ربط الجمعة الماضي بين استمرار الهدوء على حدود القطاع مقابل دخول الوقود.

وقال :إن استمر الهدوء على طول الحدود سيتم إدخال الوقود إلى قطاع غزة الأسبوع المقبل"، حسب ما ذكرته الإذاعة الإسرائيلية.

تسهيلات إسرائيلية

من جانبه، يرى المحلل السياسي، إبراهيم المدهون أن هناك خطوات لإعادة ترتيب الاوضاع بما يخص قطاع غزة، خصوصاً في ظل التحرك المصري والزيارات المكوكية لقطاع غزة الآونة الأخيرة.

وبحسب تحليلات المدهون لـ "النجاح الإخباري" ، فإن يبدو أن الحسابات الإسرائيلية أدت إلى أن يتم استكمال بعض التسهيلات تجاه قطاع غزة برعاية مصرية مقابل الهدوء على الحدود الشرقية لقطاع غزة.

وأضاف " الجانب المصري نقل رسائل حماس والاحتلال، ولهذا نسمع اليوم إعادة ضخ للوقود وإعادة تفعيل الرواتب عبر المنحة القطرية، وهذا كله لا شك أنه يساهم في تهدئة التصعيد".

وبحسب وجهة نظر المحلل المدهون فإن الجهود المصرية تنصب في اتمام المصالحة الفلسطينية أولاً، وربطها في أي تهدئة او ترتيبات مع الاحتلال، مستدركاً " لكن ملف المصالحة بحاجة كبيرة من الوقت لأن هناك اتفاقيات موقعة بين الطرفين".

وكان النائب المصري، سمير غطاس، ذكر لـ "النجاح الإخباري" أمس الأحد أن الوفد المصري الذي زار قطاع غزة مؤخراً، عمل على تثبيت اتفاق التهدئة الموقع بين الاحتلال والفصائل في غزة عام 2014، لافتاً إلى أن هذه التهدئة لن تتضمن أي تسهيلات غير فتح المعابر وإدخال المواد.

وأشار غطاس إلى أن لا يوجد هناك توقيع اتفاق جديد بين حماس وإسرائيل، لأن السلطة الفلسطينية ولا حتى مصر تقبلان بهذا الامر، لأنه إذا كان هناك اتفاق يعقد بين الحكومة الفلسطينية ومنظمة التحرير وإسرائيل وليس من جانب فصيل أي كان". حسب ما قال.

وذكر أن الجانب الإسرائيلي وافق على تهدئة مقابل تهدئة.. في المقابل سيعيد ادخال المحروقات وسيتم فتح المعابر كما هو منصوص عليه في اتفاق 2014".

 مستدركاً "لكن حماس تحاول أن تسوق لأهالي قطاع غزة أنها قدمت انجازاً كبيراً، وهذا لم يسمى انجاز لأننا عدنا لاتفاق عام 2014 ولكن سقط 206 شهيد وأكثر من 20 ألف جريح"، على حد تعبيره.