نابلس - وفاء ناهل - النجاح الإخباري - تحاول الإدارة الأمريكية تشديد الخناق على القيادة الفلسطينية على ضوء ردة الفعل التي تبعت إعلان الرئيس دونالد ترامب مدينة القدس "عاصمة لإسرائيل" والقرارات التي أتت فُرَادَى وذلك في إطار الضغط على الرئيس محمود عباس للعودة الى طاولة المفاوضات وفقا للشروط الترامبية التي تقابل بـلاءات فلسطينية مستمرة بما يصب في نهاية المطاف الى إفشال" صفقة القرن".

ويجمع محللون على أن سيل الضغوط الأمريكية، وسياسة العقوبات التي تنتهجها واشنطن ضد القيادة والشعب الفلسطيني لن تجدي نفعاً، ولن تُسعفها في لي عنق الحقيقة وأن الرئيس ترامب هو الخاسر الأكبر.

وفي هذا الصدد اعتبر المحلل السياسي طلال عوكل أن دلالات التهديدات باتت واضحة وهدفها بالدرجة الأول اجبار القيادة الفلسطينية على التعاطي مع خطط سلام وفقا للمقاس الأمريكي - صفقة القرن.

وردا على سؤال يتعلق بالدور الأوروبي، رأى عوكل في تعليق لـ"النجاح الإخباري" الجمعة أنه لن يكون بمقدور الأوروبيين سد الفراغ الناجم عن انكفاء الدور الأمريكي في عملية السلام.

وشدد عوكل في الوقت ذاته على العجز الأوروبي في الضغط على الإدارة الأمريكية لإعادة المفاوضات عبر وساطة دولية.

واتهم عوكل الاووربيين بالإنسياق وراء ضغط البيت الابيض  لفرض " صفقة القرن".

 "بلن تكون القيادة الفلسطينية شريكة شريكة بصفقة تبدأ بسحب كل الثوابت الفلسطينية عن الطاولة وعلى رأسها ملف القدس واللاجئيين".

لافتا الى أن الضغوط على الفلسطينيين تأتي من كل الاتجاهات وأن كل الاطراف تمارس هذا الدور.

وحذر عوكل من أن اسرائيل تسعى في هذا الإطار لتننفيذ ما وصفه بــ"مخطط غزة" في استمرار الانقسام.

وحول مفاعيل الضغط الامريكي وحليفتها اسرائيل على القيادة الفلسطينية أكد عوكل أنها لن تؤثر.

"حتى الطفل الفلسطيني لن يخضع لهذه التهديدات" أضاف عوكل لـ"النجاح الإخباري".

بدوره قال  المحلل السياسي أشرف العكة أن الضغوط المستمرة تأتي في إطار تمرير "صفقة القرن".

 ولا يستبعد العكة  لـ"النجاح الاخباري" أن تكون هذه الضغوط ضمن مخطط امريكي اسرائيلي لتقويض مرتكزات النظام الدولي ومؤسساته الدولية وعلى رأسها "الأمم المتحدة  ومؤسساتها" عبر ضرب الادارة الأمريكية واسرائيل لكل القرارات التي تصب لصالح القضية الفلسطينية بعرض الحائط.

"نحن الان بحالة صراع عالمي والقضية الفلسطينية مدخل الصراع لان تسويتها يحل مجموعة اشكاليات وتناقضات،  وتعطي صفة انتصار ولو شكلي للقياة الامريكية باعتبارها قادرة على فرض اي تسويات سياية اقتصادية بمختلف انحاء العالم، بعيداً عن المؤسسات الدولية".أضاف العكة.

ويربط العكة القرار الامريكي بدمج القنصلية بالسفارة في إطار الضغوطات التي تمارس على القيادة الفلسطينية.

معتبرا القرار بمثابة عقوبات جديدة على الشعب الفلسطيني وقيادته.

وفيما يتعلق بالخيارات الفلسطينية،أكد العكة أن القيادة بحاجة الى اعتماد استراتيجية وبدائل جديدة لافتا الى ضرورة انجاز ملف المصالحة والوحدة الوطنية الى جانب اعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير وكذلك تهيئة الشارع لمرحلة جديدة، من الصمود والتحدي للمواجهة على كافة الاصعدة".

وجرت آخر جولة من الضغوط على الرئيس "أبو مازن" لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل  في عام 2014، وبرعاية من الوزير الأمريكي جون كيري،لكنه كان مصممًا على عدم التعاطي مع هذه الضغط كونها لم تلبي الشروط الفلسطينية.