وفاء ناهل - النجاح الإخباري - كما في كلِّ عام لم يسلم موسم قطاف الزيتون من اعتداءات المستوطنين حيث سرقة الثمار تارة أو قطع الأشجار تارة أخرى في ظلِّ مواصلة اعتداءاتهم التي تطال الفلسطينيين بحماية قوات الاحتلال.

صبيحة هذا اليوم اتّجه المزارع ،محمد عصيدة من قرية تل بمحافظة نابلس لارضه ليشهد اعتداءات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال.

وقال عصيدة لـ"النجاح الإخباري"، إنَّه توجّه لأرضه القريبة من مستوطنة " جلعاد زوهر"، والمقامة على أراضي المواطنين في قرى - تل وفرعتا وإماتين وجيت،  حيث سرق المستوطنون ما يقارب (70) شجرة زيتون وكسّروا ما يقارب (50) شجرة.

وأضاف عصيدة :"قطعة الأرض المسروقة كانت تنتج سنويا قرابة(30) تنكة زيت".

أعمال التخريب التي قادها المستوطنون طالت أيضًا المزارع عصام عصيدة.

وفي هذا الصدد أكَّد عصيدة لـ"النجاح الإخباري" أنَّه فوجىء بسرقة ثمار الزيتون من قبل المستوطنين.

وتابع: "سرقوا ثمار وأدوات قطف الزيتون، واستخدموا الكلاب وهاجموا المواطنين،بحماية قوات الاحتلال وبالرغم من وجود تنسيق لنتمكن من دخول أراضينا خلال موسم الزيتون، إلا أنَّ الاحتلال لم يلتزم بذلك".

وأضاف: "خلال يومين قاموا بشق طريق داخل أراضي المواطنين في منطقة تسمى "العماير"، فهناك هجمة منظمة من قبل المستوطنين لتخريب وتكسير وسرقة أشجار الزيتون".

وواصل مستوطنو "جلعاد زوهر" أعمال الإرهاب والتخريب لتطال صباح اليوم موسم زيتون المزارعين في قرية فرعتا بمحافظة قلقيلية.

وأفاد باسل سلمان لـ"النجاح الإخباري" أنَّ المستوطنين اعتدوا على الأشجار بالتكسير وسرقة ثمارها.

"لم يكتف المستوطنون بسرقة ثمار (60) شجرة بل كسّروها، إضافةً لقطع(22) شجرة زيتون تتجاوز أعمارها (60) عامًا" أضاف سلمان لـ"النجاح الإخباري".

نعمل على نطاقين

بدوره قال مدير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في شمال الضفة الغربية مراد شتيوي، إنَّ اراضي المزارعين تتعرض لقرصنة سنوية من قبل مستوطني "جلعاد زوهر".

وتابع لـ"النجاح الإخباري": الاعتداءات ليست جديدة، لكن وتيرتها أرتفعت بضوء أخضر من حكومة الاحتلال التي تعمل على تأمين الطريق لهم".

وأضاف اشتيوي: "هدف المستوطنين هو التضييق على المواطنين لتهجيرهم من أراضيهم وتوسيع المستوطنات".

وحول طريقة تعاطي الهيئة مع أعمال الإرهاب الاستيطانية أكَّد اشتيوي أنَّ الهيئة تعمل على نطاقين: الشق الشعبي والذي يتمثَّل بتفعيل لجان الحراسة والمعونات، ليتمكن المواطن من إنهاء موسم الزيتون بأمان وخاصة في الأراضي القريبة من المستوطنات، وكذلك الانتقال من دائرة ردّ الفعل إلى دائرة صناعة الفعل، لأنَّ المستوطن إذا لم يخف لن يرتدع".

وتابع اشتيوي: "كما طلبنا من كلِّ المواطنين توثيق أيَّة اعتداءات على أراضيهم وتقديمها لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان والارتباط الفلسطيني، لمتابعة القضايا بصورة قانونية".

كرة الارهاب تتدحرج ..

وتدحرجت كرة ارهاب المستوطنين لتطال محافظة بيت لحم. إذ اقتلع مستوطنون صباح اليوم المئات من أشتال الكرمة والزيتون في أراض ببلدة الخضر جنوب بيت لحم.

وأفاد منسق لجنة مقاومة الجدار والاستيطان في الخضر أحمد صلاح، أنَّ مستوطني "افرات" الجاثمة على أراضي المواطنين جنوبًا، اقتلعوا (370) شتلة كرمة، و(30) شتلة زيتون، عمرها لا يتجاوز العامين، في أراضي منطقة "الحريقة" تعود للمواطن ابراهيم سليمان صبيح.

ويقيم نحو (750) ألف مستوطن، في الضفة الغربية وشرق القدس، بحسب معهد أبحاث الأراضي التطبيقية "أريج" غير الحكومي.

ويمثل الاستيطان عقبة رئيسة أمام عملية السلام المتعثرة، حيث تطالب السلطة الفلسطينية بوقف الاستيطان كشرط مسبق لأيّ عملية مفاوضات مستقبلية بين الجانبين، وهو ما ترفضه حكومة الاحتلال الإسرائيلي.

وقبل أيام نشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تسجيلًا مصوّرًا يظهر قيام مستوطني بؤره "جفعاة رونين" بأعمال ارهابية طالت مزارعين من بلدة حوارة خلال قيامهما بقطف الزيتون. 

وفي القدس اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، وعشرات المستوطنين، ظهر اليوم الأحد، أراضي المواطنين بحي وادي ربابة في بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى.

وقالت مصادر محليَّة،  إنَّ قوات الاحتلال ومجموعات المستوطنين انتشرت في مساحات واسعة من أراضي المواطنين (تُقدر بعشرات الدونمات) في حي وادي ربابة، وشرعوا بأعمال تجريف واقتلاع أشجار مزروعة فيها، ومنعوا المصورين الصحفيين من الاقتراب من المكان.

 

اعتداءات المستوطنين على اراضي المواطنين في قرية بورين جنوب نابلس.

صور توثق اعتداءات المستوطنين على اشجار الزيتون وبحماية قوات الاحتلال 

اعتداءات المستوطنين على اراضي المواطنين في قرية فرعتا غرب نابلس

وانطلق موسم قطف ثمار الزيتون في الضفة الغربية مطلع (تشرين الأول/ أكتوبر) الجاري.

وتوقَّع رئيس مجلس الزيت والزيتون فياض فياض، إنتاج نحو (10) آلاف طن من زيت الزيتون لهذا العام.

ولفت إلى وجود تراجع في الإنتاج عن العام الماضي، حيث وصل نحو (17) ألف طن، فيما تحتاج السوق الفلسطينية من (12- 13) ألف طن تقريبًا من الزيت سنويًّا.

ويبلغ عدد أشجار الزيتون المثمرة في كلّ من الضفة الغربية وقطاع غزة، نحو (8.5) ملايين شجرة مثمرة، إضافة إلى (2.5) مليون شجرة غير مثمرة، بحسب وزارة الزراعة الفلسطينية وتصريحات رامز عبيد، مدير إدارة الزيتون في وزارة الزراعة.

وتشكل مبيعات الزيتون والزيت(1%) من الدخل القومي العام الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة فقط باستثناء الداخل.