النجاح الإخباري - في الوقت الذي يتطلع فيه الشارع الفلسطيني إلى إنهاء الانقسام وتطبيق اتفاقات المصالحة الموقعة والتي كان آخرها اتفاق 12 أكتوبر 2017 في القاهرة، والقاضي بتمكين حكومة الوفاق الوطني في قطاع غزة كما في الضفة الغربية وحل مشاكل القطاع والنهوض به، تتهرب كل مرة حركة حماس من التطبيق، علماً أن الجميع يدرك أن استمرار الانقسام هو مصلحة إسرائيلية أمريكية لتعزيز فصل القطاع عن الضفة وتحقيق الحلم الإسرائيلي.

واللافت أن تدخل بعض الدول كقطر في دعم قطاع غزة لدوافع إنسانية بأوامر أمريكية، يحقق المصلحة الحزبية الحمساوية التي تعدها لإطالة أمد الانقسام وإفشال الجهود المصرية الأخيرة في إنهاء الإنقسام.

ويرى محللون أن التدخل القطري بدعم قطاع غزة بالدولارات والوقود ربما يعرقل المصالحة ويقضي عليها.

وفي هذا الخصوص؛ قال المحلل السياسي أكرم عطالله: "إن المصالحة تبددت وأخشى أن تكون قد ضاعت، ونكون قد ابتعدنا وتجاوزناها".

وأضاف: "التطورات التي تحدث في قطاع غزة وما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتمويل القطري والإسرائيلي يدفع غزة بمسار عكس اتجاه المصالحة.

وبحسب المحلل محمد عودة، "إن الرئيس أبو مازن عندما يقول كلمة يقصدها حرفياً، وعندما قال أن هذه هي الفرصة الأخيرة لحماس وصل لهذا القرار بعد النفس الأقوى والأطول الذي قدمه لحركة لحماس للعودة للصف الوطني، لكن في السياسة ليس هناك فرصة أخيرة بل هنالك دائما حلقات مترابطة يمكن أن تصل لبعض المحطات ونهايتها توهمنا أنها النهاية ولكن بالحقيقة هي محطة وصل لمرحلة أخرى لانجاز القضية".

وتابع: "الوقت لم ينته فأبو مازن سياسي محنك يعلم مصلحة شعبه ولا يمكن أن يغلق الباب أمام فئة من فئات شعبه، فهو يعلم أن الإغلاق التام أمام فرصة المصالحة سيجلب العواقب الوخيمة وهو ما لا يرضى به".

واستدرك: "ولكن القوى الدولية الفاعلة في المنطقة أصبحت تستغل هذا الانقسام للي ذراع الرئيس "أبو مازن" والسلطة على قضية ما تسمى "صفقة القرن"، فهنا وجدوا متسعا وفرصة لأن حماس تتجاوب معهم لقاء المصالح، بحجج  المساعدات الإنسانية وتوفير الفرص الآمنة للقطاع".

وشدد عودة أن المساعدات جاءت في سياق فصل غزة عن الضفة وهذا ما يقصده الاحتلال الإسرائيلي، حجة مقابل التدمير الوطني وانفصاله وإنهاء القضية الفلسطينية، منوهاً إلى وجوب إدراك حماس بأن الحل بعودة اللحمة الفلسطينية فقط، وأن تعي أن ما يقدم لها اليوم الخبر سيكون في نهاية الرغيف سم قاتل.

وأكد المحلل د.هاني حبيب على أن عملية إنهاء الانقسام ليس خياراً فلسطينياً بل ضرورة وطنية، ومهما كان هناك صعوبات يجب ألا نيأس في سبيل الوصول لإنهاء حالة الانقسام.

وأوضح أن الدعم القطري المدعوم من رؤيا أمريكية لصفقة القرن، والهادفة لتعزيز فصل غزة عن الضفة، بالرغم من تأثيره السلبي على الجهود المصرية للمصالحة، يجب ألا يدعونا ذلك لطي صفحة الانقسام بل لمواجهة التغيير.

وقال: "الأزمة الاقتصادية والإنسانية في قطاع غزة، حلها لا يمكن بالمساعدات فقط بل أساسها حل سياسي يرتبط بحل العجز الإنساني في القطاع وذلك من خلال تمكين الحكومة للقيام بعملها في غزة للقيام بحل كافة الملفات اللاحقة".

وقال رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم في "فتح" منير الجاغوب: "إن شعبنا سيتصدّى لكل ما يحاك الآن في الظلام، والذي لا هدف من ورائه سوى فصل قطاع غزة عن الوطن، وتطبيق خطة العار التي وضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ويعمل على تسويقها مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جرينبلات ومستشاره جاريد كوشنر باسم الإدارة الأمريكية".

وأضاف: "إن كل أفعال حماس وشركائها وممارساتهم على الأرض، تدلل أنهم يجرّون قضيتنا نحو المجهول، وذلك من خلال إفقادها الصفة السياسية لتصبح قضية إنسانية محصورة بمطالب يومية لا تتعدى حدود تحسين الوضع الإنساني لأهلنا في غزة".

ويعيش سكان القطاع الساحلي الضيق البالغ عددهم أكثر من مليوني شخص، تحت الحصار منذ سنوات، فيما جمدت الولايات المتحدة مساهمتها بـ 125 مليون دولار أمريكي في يناير الماضي لصالح منظمة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، رُغم تحذيرات من تفاقم الأوضاع في غزة.