خاص - النجاح الإخباري - فور عودة الوفد المصري إلى القاهرة، والذي قدم إلى قطاع غزة يحمل رسالة هامة إلى حركة حماس، صعدت الحركة من هجومها على الرئيس محمود عباس أبو مازن، الذي يلقي خطاباً هامة مساء اليوم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وتزامن هجوم حركة حماس الإعلامي على الرئيس أبو مازن مع سلسلة من الممارسات الصارمة لأجهزة الحركة الأمنية ضد كوادر حركة فتح في القطاع.

وحسب مصادر في حركة فتح فإن أجهزة حماس الأمنية قامت باعتقال عدد من كوادر الحركة، وتم تهديدهم بعدم الخروج في مسيرات مؤيدة للرئيس أبو مازن وخطابه في الأمم المتحدة، والذي سيحمل رسائل هامة في تحديد العلاقة مع اسرائيل وحركة حماس .

وكانت حركة فتح بغزة حملت حماس المسؤولية المباشرة عن الاعتداء الذي تعرض له الناطق باسم الحركة عاطف أبو سيف ونقل على أثره للمستشفى بعد اصابته بجروح ورضوض في انحاء متفرقة من جسده .

في سياق متصل كشفت مصادر صحافية مُطلعة على لقاء حماس بالوفد المصري، أن حركة حماس اختارت المواجهة مع السلطة الفلسطينية وحركة فتح بعد رسالة الوفد المصري الذي أبلغها بصعوبة الموقف، وطالبها بضرورة تمكين الحكومة الفلسطينية، وحذرها من أن الرئيس أبو مازن سيتخذ خطوات جادة وملموسة لإنهاء الانقسام بعد خطابه في الأمم المتحدة .

المصادر أشارت إلى أن الحركة تتجه بالمقابل لتحريك المياه في ملف الهدنة مع اسرائيل من خلال التصعيد على الحدود وصولاً لتفاهمات بينهما يتم بمقتضاها تهدئة الحدود مقابل تسهيلات اقتصادية اسرائيلية في غزة .

وشهدت الأيام القليلة الماضية ارتفاع في وتيرة المواجهات التي تقودها حركة حماس على الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة، من خلال ما أطلقت عليه الحركة ( وحدات الارباك ) ضد جنود الاحتلال على الحدود .

من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي د. ابراهيم ابراش، الآن نشهد تداخل في ملفات الهدنة والمصالحة وصفقة القرن، والاختيار السائد الآن هو تكريس الانقسام لبقاء حماس ووجودها في غزة .

واضاف ابراش لـ "النجاح": التصعيد على الحدود مدروس ولن يخرج عن سياقه، وأي تصعيد قادم لن يصل إلى الحرب وسيكون تصعيد عسكري محسوب لخدمة الطرفين حماس واسرائيل .

وشدد على أن حسابات الطرفين تسعى لانفصال غزة بعيدا عن السلطة الفلسطينية، بما يخدم في المحصلة "صفقة القرن" .

في السياق ذاته علم موقع " النجاح" من مصادر في الوفد الفلسطيني المتواجد في نيويورك، أن الرئيس محمود عباس على دراية كاملة بالاتصالات المستمرة بين حماس واسرائيل للوصول لهدنة بينهما تؤدي لانفصال غزة.

وأضاف: لدينا معلومات مسبقة حول نية حماس الهجوم على الرئيس عباس، ومحاولتها تصعيد الميدان سواء على الحدود أو ضد كوادر فتح بغزة للتشويش على خطاب الرئيس المهم في الأمم المتحدة، لكن ما لا تعلمه حماس أن اتصالاتها مع اسرائيل وافعالها لارباك المشهد ترتد عكسية عليها، ولمسنا تضامنا عربيا ودوليا كبيرا مع القيادة الفلسطينية والرئيس أبو مازن .

وشدد أن الرئيس محمود عباس اختار الوضوح مقابل تصعيد حماس واتصالاتها مع الاحتلال لانفصال غزة، وسيخاطب العالم مباشرة بحقوق شعبنا، وسنواجه بقوة أي محاولات أو حلول دون كامل حقوقنا وسيادتنا على كل تراب دولتنا وفق القوانين والمواثيق الدولية .