النجاح الإخباري - مثلت القرارات الأمريكية الأخيرة ضد القضية الفلسطينية التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منذ توليه رئاسة البيت الأبيض، منعطفاً خطيراً، خاصة أنها قرارات منحازة بشكل مطلق لإسرائيل ومخالفة للقوانين الدولية، وتقضي على عملية السلام برمتها، وهو ما يدعو إلى التساؤل حول مستقبل القضية الفلسطينية في هذا الظرف العصيب، وهل نحن أمام نفق مظلم؟

يشار إلى أن الإدارة الأمريكية اتخذت قراراً باعتبار القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، وتحييدها عن طاولة المفاوضات، ونقل سفارتها للمدينة المحتلة، وتجميد الدعم المالي للأونروا والسلطة الفلسطينية، وإغلاق مقر منظمة التحرير في واشنطن.

بهذا الخصوص أكَّد المحلل السياسي د.عبد المجيد سويلم، "أنَّ القيادة الفلسطينية تقف وقفة جادة  أمام مراجعة المراحل السابقة، فالمرحلة التي كنا بصددها على الأقل من زاوية عملية السلام انتهت على يد الإدارة الأمريكية، ولم يعد هناك مجال للتفاهم مع أمريكا في ظلِّ هكذا سياسة وحرب تشنُّها على الشعب الفلسطيني وحقوقه التي تعترف بها الشرعية الدولية".

وقال لـ"النجاح الإخباري":"في ظلِّ وجود حكومة إسرائيلية أقل ما يقال عنها متطرّفة ومتهوّرة، وبعد قانون القومية أصبحنا أمام نظام رسمي من التمييز والعنصرية والتطهير العرقي المنظم".

وأوضح أنَّه وفي ضوء كلِّ ذلك فالحالة الفلسطينية تتَّجه نحو عملية مراجعة تاريخية لمرحلة جديدة، وقال: "فلسطين ليست أمام مأزق لا مخرج منه، هذه إشاعات القصد منها التهويل والإخافة، بالإضافة لإحباط الشعب الفلسطيني بأنَّه لا يمتلك خيارات كما تدعي إسرائيل".

وتابع المحلل السياسي: "الشعب الفلسطيني  يمتلك خيارات إذا ما راجع هذه المرحلة واستنتج واستخرج الدروس منها، وإذا ما وضع استراتيجية تعيد بناء الحركة الوطنية والاعتبار للعملية الوطنية "البرنامج الوطني".

وشدَّد على أنَّ خيارات الدولة الفلسطينية تبدأ بالوحدة وتمر عبر نظام ديمقراطي راسخ ومستقر، والأهم من ذلك أن تمتلك أدوات كفاحية فعالة منسجمة مع القانون الدولي.

وبحسب د.سويلم، فإنَّ السياسة الفلسطينية الجديدة يمكن أن تسقط صفقة القرن، وأن تطيح برؤوس أصحابها، وتُفعل الحالة العربية وتخلق وضعًا جديداً، إذا كانت على استعداد وتمتلك الإرادة للوصول إليه".

وبحسب المحلل د. رويد أبو عمشة، فإنَّ التطورات التي حصلت في الأشهر الأخيرة مع الإدارة الأمريكية  أكَّدت أنه من غير المقبول حتى في الأوساط الأمريكيّة أن تستمر الولايات المتحدة بمسارها، وحتى الفلسطينين لا يمكن أن يقبلوا أن تكون راعية لأيّ عملية تسوية للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وذلك لحسمها جميع الملفات المتعلقة بالقضية الفلسطينية لصالح طرف واحد وهو إسرائيل، وبالتالي لا يمكن التفاوض معها.

وحول الخطوات القادمة، قال أبو عمشة لـ"النجاح الإخباري": "يجب البحث عن مسار جديد، فعلى المستوى المحلي يجب أن نذهب فوراً للمصالحة الوطنية الشاملة التي تؤدي لوحدة وطنية، وعلينا إعادة هيكلة المؤسسة الجامعة لتمثيل الشعب الفلسطيني وهي منظمة التحرير، وأن يكون ضمنها جميع القوى الفلسطينية الفاعلة داخل البيت الفلسطيني الواحد من أجل استراتيجية عمل وطني للتعامل مع كافة المستجدات".

أما عربيًّا "برغم الصراعات العربية، يجب وضعهم أمام مسؤولياتهم، فالقضية الفلسطينية قضيّة كل العرب"، بحسب أبو عمشة.

وعلى المستوى الدولي، أوضح "أنَّنا نخلق مسارًا جديدًا من خلال إعادة تدوير القضية الفلسطينية، بأن يكون الحل فقط تحت رعاية الأمم المتحدة، وبمرجعية القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، لا إرادة إسرائيل أو قرارات الإدارة الأمريكية المنحازة".