هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - في الجمعة الخامسة والعشرين لمسيرات العودة على الحدود الشرقية لقطاع غزة، توجهت الوفود المشاركة ككل مرة، وأشعلت الإطارات المطاطية، وانطلقت عشرات الدراجات النارية في موكب كبير يحمل مئات اطارات "الكوشوك" من وسط المحافظة الجنوبية رفح اتجاه الحدود ومخيمات العودة، ولكن المختلف هذه المرة كان في المشاركة الجماهيرية الواسعة، حيث قدرت بـ 13 آلاف متظاهر قابلها الاحتلال بقوة مفرطة، أسفرت عن استشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة المئات بجراح مختلفة.

وسط هذه الأحداث جاءت تهديدات قوات الاحتلال، حيث نقلت صحيفة "معاريف" العبرية عن مصادر أمنية إسرائيلية، ترجيحها بالاقتراب من "مواجهة عسكرية" جديدة ضد حماس في غزة، عدا عن تهديد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد إردان اليوم، بإمكانية العودة لسياسة الاغتيالات في قطاع غزة، في حال أشعلت حماس المنطقة مرة أخرى.

محللون سياسيون أكدوا لـ"النجاح الإخباري" أن المشاركة الواسعة في مسيرات العودة جاءت من أجل الضغط على الاحتلال، فهل يعد ارتفاع وتيرة التصعيد مؤشرا لوصول التهدئة لطريق مسدود؟ وهل ستشهد الأيام القادمة تحركا أقوى من مصر لوقف إطلاق النار وتنفيذ التهدئة؟ وما سبب هذه المشاركة الواسعة في الجمعة الـ25؟ وهل إسرائيل تجر حماس لطريق يلائم الأولى؟

القيادي في حركة فتح د.يحيى رباح أكد أن ارتفاع وتيرة التصعيد في مسيرات العودة دليل على أن مفاوضات التهدئة التي تجريها حماس مع الاحتلال فاشلة، مشيرا إلى أن الاحتلال لا زال يعلن شروطه في تهدئة مقابل تهدئة.

وأوضح رباح في تصريح لـ"النجاح الإخباري" أن إسرائيل تجر حماس إلى طريق مسدود من خلال تجربتها بفرض التهدئة من طرف حماس فقط، ومن ثم يقرر الاحتلال إذا كانت هذه التهدئة ملائمة له.

وأضاف أن كل المشاريع التي يروج لها من إنشاء مطار وميناء، وفك الحصار وغيره، ما هي إلا ترويجات مغرضة، قائلا "الطرف الوحيد الذي يحكم مسرى التهدئة هي إسرائيل".

وأشار إلى أن حماس تحاول الهروب من المصالحة إلى التهدئة، مؤكدا أن لا أحد سيقدم ما ستقدمه الشرعية الفلسطينية لقطاع غزة.

وحول موقف مصر، عقب رباح على ذلك قائلا "مصر تبذل جهودا مكثفة من أجل المصالحة، ولن تنجح التهدئة إلا من خلال منظمة التحرير من منطلق وطني لا فصائلي.

تحركات تبشر من جديد

بدوره رأى الكاتب والمحلل السياسي د. حسام الدجني أن مسيرات العودة عملية مستمرة تنطلق من أصل العلاقة مع الاحتلال وهي "الاشتباك"، مضيفا "حتى التهدئة هي أحد أشكال الاشتباك مع الاحتلال".

وأضاف الدجني في تحليل خاص لـ"النجاح الإخباري" أن المشاركة الواسعة في مسيرة العودة في الجمعة الـ25 يدل على إصرار الشعب الفلسطيني بالضغط على الاحتلال من أجل فك الحصار وتحت شعار "التهدئة مقابل حرية غزة".

ونوه إلى أن التحركات التي شهدتها الساحة الفلسطينية مؤخرا، انطلاقا من وصول السفير القطري محمد العمادي، ونائب منسق عملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف في قطاع غزة حتى الدعوات المصرية لحركة فتح، مؤشر على تحرك ملفات التهدئة والمصالحة من جديد.

وأكد المحلل السياسي أن مصر تحاول حل الفجوة بين حركة فتح وحماس، حيث تسعى إلى أن يكون ملف المصالحة قائما إلى جانب ملف التهدئة.

ضغط

الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل بين أن استمرار مسيرات العودة لا يؤشر إلى وصول التهدئة لطريق مسدود كونها مستمرة منذ 30/مارس الماضي.

ورأى عوكل في تحليل خاص لـ"النجاح الإخباري" أن ارتفاع وتيرة التصعيد شمال قطاع غزة، ووحدة الإرباك الليلي، وسفن كسر الحصار في البحر، ومشاركة الحشود الواسعة في المسيرات، هدفها الضغط من أجل استمرار طرح ملف التهدئة المعقد على الطاولة.

وأكد أن مواطني قطاع غزة ازدادوا يأسا من استمرار الحصار، لافتا إلى انهم مستمرون بالضغط على الاحتلال من أجل كسر الحصار.

واستشهد نحو 174 مواطنا وأصيب 19139 بجراح مختلقة منذ انطلاق مسيرات العودة وكسر الحصار السلمية شرق قطاع غزة في 30/مارس الماضي.