حاوره عبدالله عبيد - النجاح الإخباري - مستمرون في حراكنا ضد حكومة الاحتلال المتطرفة

سنواصل نضالنا بشأن القدس والخان الاحمر

غزة على شفا انهيار انساني وهي من مسؤولية العالم أجمع

المفاوضات التي جرت مؤخراً تهدف لسلخ غزة عن الكل الفلسطيني

أكدت النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي، عايدة توما، أن القائمة العربية المشتركة مستمرة في تحركاتها الدولية ضد حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتطرفة، وضد الاستيطان وقانون القومية، مشددة على ضرورة استمرار هذا الحراك من أجل الحصول على حقوق الشعب الفلسطيني.

وأشارت توما في حديث خاص لـ"النجاح الإخباري"، اليوم الاثنين، إلى أن أعضاء الكنيست العرب مستمرين في نضالهم حول قضيتي القدس والخان الأحمر، مؤكدة أن دعم وصمود أهالي مدينة القدس واجب أخلاقي وديني ووطني.

وأكدت أيضاً أن قطاع غزة مقبل على كارثة انسانية كبيرة، وأن غزة باتت مسؤولية العالم أجمع للخروج من هذه الكارثة، منوهة في الوقت ذاته على أن المفاوضات التي كانت تجري من أجل تحقيق تهدئة بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي عبارة عن فرض إملاءات سياسية تتجاوز المساعدات الإنسانية وتهدف لسلخ القطاع عن الكل الفلسطيني.

الحراك مستمر

وعن الحراك الدولي للقائمة العربية المشتركة، قالت النائب العربي في الكنيست: "بدأنا تحركنا الدولي منذ شهر نوفمبر الماضي وذلك تحديداً لمناقضة قانون القومية العنصري، على كل تبعاته السياسية سواء في قضية استمرار وتكريس الاحتلال وقضية الاستيطان ومنع حق تقرير المصير عن شعبنا الفلسطيني، وتبعاته علينا نحن الفلسطينيين المواطنين في إسرائيل وما يحمله من أفكار عنصرية وتأسيس لنظام أبارتهايد".

وأضافت " في شهر نوفمبر الماضي التقينا العديد من نواب البرلمان الاوروبي ولجنة الخارجية ومن ثم مررنا أمام مجلس حقوق الإنسان، بالإضافة إلى الجولة الجديدة التي قمت بها في الأمم المتحدة والتقيت بنائبة الأمين العام للأمم المتحدة وكذلك مسؤولين آخرين، وأخيراً الجولة التي قمنا فيها في أوروبا وشملت لقائنا مع وزيرة خارجية البرلمان الأوروبي".

وأوضحت توما أن التحركات الدبلوماسية لن تنتهي في يوم واحد ولكنه عمل نضالي تراكمي طويل الأمد، مشددة على استمرارهم في هذا المشوار لصد التحركات الإسرائيلية في هذا المجال، لأن الحكومة الإسرائيلية تحاول تغييب الرواية الفلسطينية والحق الفلسطيني عن أي حوار عالمي أو مؤسسة دولية.

وتابعت " بالتالي نحن نقوم بهذه الجولات من أجل توضيح معاناة شعبنا الفلسطيني سواء بالضفة أو غزة وبالداخل المحتل من عنصرية هذا الاحتلال الذي يقوم بتشويه الحقائق والروايا لصالحه".

وأشارت النائب توما إلى أن هناك العديد من القرارات الشرعية الدولية حول القضية الفلسطينية ولكن للأسف لم يكن هناك آليات لتحقيقها، مستدركة " لكننا سنواصل هذه الجهود حتى نحصل على حقوقنا المشروعة".

وأردفت " هناك أمثلة من العالم عندما وصلت حالات التناقض ما بين ممارسة الحكومات وما بين القيم الدولية، مثلا في حكومة الأبارتهايد تحرك العالم واستطاع أن يقوم بخطوات تجبر الجانب الذي يمارس الطغيان والظلم التراجع عن أعماله، ونحن الآن نبني على مثل هذه التجارب، ولكنها ليست عملية تنتهي بجولة واحدة أو يوم واحد"، بحسب رأيها.

والتقى الأسبوع الماضي، وفد من القائمة العربية المشتركة برئاسة النائب أيمن عودة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي موغريني، من أجل إسقاط قانون القومية الذي فرضه الكنيست الإسرائيلي مؤخراً.

وصرّحت موغريني بأن هذا القانون يتعارض بشكل مباشر مع المعايير الأعراف الدولية وبرأسها الحفاظ على حقوق الانسان، والتي  تعتبر جزء هام جدًّا من علاقة الاتحاد الأوروبي مع دولة اسرائيل إلى جانب حقوق الأقلية العربية داخل اسرائيل".

آلمت إسرائيل

وعن مواجهة الاحتلال الإسرائيلي لتحركات القائمة العربية المشتركة، شددت النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي على أن إصرار حكومة إسرائيل وأعضاء برلمان إسرائيليين أن يقومون بجولة وكأنها رد على جولتنا، يدل على أننا مسينا بعصب مكشوف، بمعنى أن جولتنا آلمت الجانب الإسرائيلي وأغضبته بالتالي هم يريدون محاولة التأثير على التوجه العام لوزيرة الخارجية للبرلمان الأوروبي.

وقالت " سعيدة بأن الوزيرة الأوروبية قامت برفض الجولة الإسرائيلية، لأنها عبرت بشكل واضح بالبيان عقب لقائنا بأنها تحترم النقاشات الداخلية حول القانون"، معتبرة محاولة تأثير الجانب الإسرائيلي لها ومحاولة التأثير عليها وترهيبها محاولة وقحة.

وأضافت " آن الأوان أن تتلقى الحكومية اليمينة العنصرية جواباً ملائماً لعنصريتها وتطرفها"، في إشارة على رفض موغريني للقاء الوفد الإسرائيلي.

وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني، قد رفضت الاجتماع بوفد من المستوطنين برئاسة مجلس المستوطنات في شمال الضفة الغربية يوسي داغان

وذكرت مصادر عبرية ان الوفد وصل الى الاتحاد الاوروبي كجهود دعائية لمواجهة المقاطعة ضد الدولة العبرية.

واجب وطني

وحول ملف القدس واعتداءات الاحتلال المتكررة على المسجد الأقصى، بيّنت عايدة توما أن جزء كبير من صمود أهالي القدس بسبب توعية القيادة في الداخل لأهالي عرب الـ48 بتكثيف تواجدهم في البلدة القديمة والمسجد الأقصى، لدعم صمود أهالي المدينة المقدسة.

وأوضحت أن الرد من قبل أهالي الداخل المحتل على محاولة الانفصال ما بين مدينة القدس والجسد الفلسطيني ومحاولة إنشاء حصار اقتصادي على أهالي البلدة القديمة كان من خلال الزيارات المكثفة من أهالي الداخل المحتل للقدس لإحيائها وإنعاشها ومحاولة دعم صمود أهلها.

ولفتت إلى أنه عندما تم الاعتداء على المسجد ووضع البوابات الإلكترونية كان لأهالي الداخل لنا وقفة في هذا الشأن، مشددة على أن دعم صمود مدينة القدس وأهلها واجب وطني وأخلاقي وديني.

وأكدت توما على أن قضية القدس ليست مفصولة عن قضية الخان الأحمر ولا عن قانون القومية، مشيرة إلى أن هناك هجمة شرسة هذه الأيام للمحاولة للقضاء على حق الشعب الفلسطيني وانهاء قضيته.

وتابعت بالقول " ترامب يريد القضاء على الأونروا وينهي مصطلح اللاجئين وحق عودتهم، وهو اعتبر أنه فصل قضية القدس عندما اعترف بها عاصمة لإسرائيل"، لافتة إلى أن جرائم الاحتلال ازدادت هذا العام بدعم من الإدارة الأمريكية.

وبالنسبة لقرية الخان الأحمر، أشارت توما إلى أن خطة الاحتلال في تجريف الخان الأحمر من أجل القيام بتواصل جغرافي ما بين المستوطنات والقدس، وفصل شمال الضفة وجنوبها "وبهذا يكون انتهت معادلة صفقة القرن"، على حد تعبيرها.

واعتبرت أن إغلاق الممثلية المفوضية في واشنطن هي نوع من الضغط الإضافي لتركيع الشعب الفلسطيني، مشددة على ضرورة أن يكون الرد حاسما "فلا ركوع ولا تراجع عن الحق في التحرر من الاحتلال".

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، ذكرت أن إدارة الرئيس، دونالد ترمب، تعتزم اليوم الاثنين إغلاق مكتب بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.

كارثة انسانية

وبالنسبة لقطاع غزة، قالت عضو القائمة العربية المشتركة، إن غزة على شفا انهيار انساني وتشكيل كارثة انسانية قد تتجاوز تبعاتها القطاع نفسه، ونحن نشعر بألم بالغ عندما نرى معاناة أهلنا في قطاع غزة ولكن بشموخ وعزة وثباتهم وصمودهم والمقاومة الشعبية التي انطلقت في شهر آذار ومستمرة حتى الآن".

وأضافت " القضية في غزة تتجاوز مسؤولية الشعب الفلسطيني ..فهذه قضية يجب على العالم أن يتنبه لها لأنه إذا حدثت كارثة إنسانية في غزة فستكون تبعاتها على العالم كله وليس فقط على إسرائيل، لأن صمتهم يمهد لهذه الكارثة".

كما ونبهت توما إلى المفاوضات التي كانت تجري بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي بشأن عملية التهدئة، مؤكدة أن الجميع كان يرفض هذه المفاوضات لأنها تفرض إملاءات سياسية تتجاوز قضية المساعدات الإنسانية، وكانت تهدف لسلخ قطاع غزة عن الكل الفلسطيني ومساهمة في تفتيت القضية الفلسطينية.

الجدير بالذكر، أن حركة حماس أجرت مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي بشأن التوصل لاتفاق تهدئة طويل الأمد بشأن قطاع غزة، على أن يرفع الحصار عن القطاع مقابل الهدوء في غزة، الأمر الذي رفضته القيادة الفلسطينية ورأته بانه خارج الصف الوطني لتحييد منظمة التحرير الفلسطينية عن هذا الاتفاق وهي الممثل الشرعي والوحيد والمخول لإجراء مفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي.