وفاء ناهل - النجاح الإخباري - خطوات متتابعة وقرارات متتالية،  تمضي بها الادارة الامريكية، فبعد اعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال، ونقل السفارة الامريكية للمدينة المحتلة، وما تلاها من قطع المساعدات عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين"الأونروا"، نحن الان امام قرار جديد لترامب " قطع مساعدات مالية بقيمة (25) مليون دولار عن مستشفيات القدس".

هذا القرار الذي اعتبره مختصون، خطوة مدروسة من أجل انهاء اي وجود فلسطيني بالمدينة المقدسة، فبعد محاولات استهداف المدارس والتعليم، الان ترامب وانسجاماً مع رغبات حكومة اليمين المتطرف، يريد انهاء المؤسسات الفلسطينية بالمدينة المقدسة.

قرار كارثي

أمين سر شبكة مستشفيات القدس الشرقية ومدير عام مستشفى المطلع، د. وليد نمور، تحدث لـ"النجاح الاخباري": عن مدى خطورة هذا القرار الذي يمس (6) مستشفيات وهي مستشفى (المقاصد الخيرية) و(مستشفى المطلع) و(مستشفى ماريو حنا للعيون) و(مستشفى مار يوسف الفرنسي) و(مستشفى الهلال الاحمر) و(مؤسسة الأميرة بسمة)، والتي تعمل على إستقبال حالات محولة من السلطة الوطنية الفلسطينية ووزارة الصحة،  وتحتاج لخدمات غير موجودة بالضفة وغزة.

وتابع:" قرار ترامب جائر وغير اخلاقي ومهين لحد كبير لانه يستخدم المرضى والاطفال كأدوات للضغط على القيادة الفلسطينية،  وهو استمرار لنهجه من أجل "اسرلة" القدس وهذا الأمر بدا واضحاً منذ قدومه واعلانه عن القدس عاصمة لدولة الاحتلال ونقل السفارة لها، وهو من خلال وقف الدعم لمستشفيات القدس يريد محو المؤسسات الفلسطينية في القدس وشبكات المستشفيات هي من الركائز الأساسية في المدينة المحتلة، وهو يتوافق مع قرارت الاحتلال حيث خصصت حكومة نتنياهو (2) مليون شيكل لتهويد القدس والنظام التعليمي".

وأضاف نمور:" هذا القرار كارثي لأن مستشفيات القدس اصلاً تعاني من وضع صعب،  ومستشفى المقاصد بدأ قبل أيام بتقليص خدماته فالمريض الذي لا يحول وكأنه يحكم عليه "بالقتل" ونناشد الدول العربية والاسلامية والاوروبية للتدخل حالاً ، من أجل سد العجز الناتج عن قرار ترامب وتمكين المستشفيات من تقديم خدماتها الانسانية بعيداً عن السياسة واستخدام المرضى كأدوات لتحقيق مكاسب سياسية، حيث انه يتم تحويل ما يقارب (12) الف مريض لمشفى المطلع فقط وهم مرضى بحاجة لخدمات معقدة، وما يقارب (7) الالاف مريض لمستشفى المقاصد".

وحول الخطوات التي سيتم اتخاذها قال نمور:" سيتم عقد مؤتمرصحفي يوم غد يضم جيع اصحاب العلاقة لتقييم الوضع والبدائل الموجودة واتخاذ القرارات اللازمة، والتوجه للعالم العربي والمجتمع الدولي للمطالبة للتدخل فوراً وتغطية العجز المالي، كما ان الاموال التي اقتطعها ترامب كانت ستقلص العجز المالي للنصف، ولكن بعد هذا القرار لقد عدنا لنقطة الصفر".

ابتزاز سياسي

المحلل السياسي جهاد حرب قال:" ان هذا القرار يأتي في سياق استمرار الادارة الامريكية بوقف المساعدات، حتى المتعلقة بالمساعدات الانسانية، ومن الواضح ان ترامب يريد إبتزاز الفلسطينيين وهي تدرك ان هذه المساعدات تذهب لدعم المؤسسات الصحية اي تثبيت الوجود الفلسطيني بالقدس، وهم يريدون وقف المؤسسات الفلسطينية وتهجيرها من القدس".

وأضاف خلال حديثه لـ"النجاح الاخباري":  ان قرار وقف  المساعدات سواء المباشرة او غيرها هي عملية إبتزاز سياسية لإخضاع الشعب الفلسطيني للقبول بصفقة القرن دون ان يروا أياً من بنودها في الوقت الذي يرون المعالم الرئيسية المتمثلة بإخراج القدس واللاجئين من المفاوضات بين الجانبين".

كشف الوجه الحقيقي

من جهته أكد المحلل السياسي د.عماد ابو عواد،  ان ترامب دخل بمجال ما يعرف كشف الوجه الحقيقي للدبولوماسية السياسية الامريكية فهو لا يتعاطى بدبلوماسية من سبقوه، وهو يريد أن يظهر حقيقة الدعم الحقيقي لدولة الاحتلال وانها مشروع غربي يمثل مصلحة كبيرة لهم".

وتابع في حديث لـ"النجاح الاخباري": هذا القرار سياسي يهدف للضغط على الشعب الفلسطيني بشكل عام ولإفراغ القضية الفلسطينية من مضمونها، اضافةً للبعد الشخصي المتمثل بترامب ورغبته بمعاقبة القيادة الفلسطينية على مواقفها التي رفضت العديد من اللقاءات مع الادارة الامريكية، وهو ايضاً توافق مع السياسة الامريكية لافراغ القدس من الوجود الفلسطيني واجراءات الاحتلال وانتهاكاته من اجل تهجير الفلسطينيين يؤكد رغبتهم بتفريغ القدس وجعلها مدينة دينية لليهود فقط".

إدانات واسعة

حيث أدانت الحكومة الفلسطينية، قرار الإدارة الأمريكية قطع مساعدات لشبكة من المستشفيات في القدس.

وفي بيان له، اعتبر المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود أن "خطوة واشنطن توضح المستوى الذي وصل إليه الانحياز الأمريكي برئاسة ترامب للاحتلال الإسرائيلي".

وأضاف أن انحياز ترامب لإسرائيل "لا يتوقف عند حدود الدفاع عنها، بل إلى حد القيام بمهامها".

وفي سياق متصل  أدانت وزارة الخارجية والمغتربين إقدام الإدارة الأميركية على قطع المساعدات التي تقدمها لشبكة من المستشفيات الفلسطينية في القدس الشرقية المحتلة كحلقة جديدة في الحرب الشرسة التي تشنها على القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا.

وقالت الخارجية في بيان صدر عنها، اليوم السبت، إن السياسة الأميركية الجديدة تهدف لتصفية القضية الفلسطينية بحجج وذرائع واهية ومختلقة تحت ما تسمى "صفقة القرن".

أدان المجلس الوطني استهداف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لمستشفيات مدينة القدس المحتلة، من خلال وقف الدعم المالي الذي تقدمه لتلك المستشفيات، ومن ضمنها المستشفى الشهير اوغستا فكتوريا الذي بني عام 1910، معبرة عن أبشع صور العقاب الجماعي، الذي اعتادت انزاله بحق كل من يخالفها.

من جهتها حذرت منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، اليوم الأحد، من انهيار الخدمات الصحية في مستشفيات مدينة القدس بعد قرار الإدارة الأميركية بقطع أكثر من 20 مليون دولار من دعم تلك المستشفيات.

واكدت المنظمة على الحق في الصحة لآلاف المرضى الفلسطينيين، مشيرةً إلى أن القرار سيؤثر على مئات الآلاف منهم وسيحرمهم من الحصول على الاستجابة الطبية اللازمة.

وحملت إسرائيل المسؤولية عن عواقب هذا القرار، قائلةً "إسرائيل لا يمكن أن تقف مكتوفة اليدين، ويجب أن تفعل كل شيء ممكن لإحباط قرار حكومة ترامب، أو الاستعداد لتحمل المسؤولية عن صحة الفلسطينيين الذين هم يقعون تحت السيطرة الإسرائيلية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر"

يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمر يوم أمس،  بتوجيه 25 مليون دولار كان قد جرى تخصيصها لرعاية الفلسطينيين في مستشفيات القدس  إلى وجهة أخرى في إطار مراجعة المعونة الأمريكية.

وفي أغسطس آب، أوقفت إدارة ترامب كل التمويل لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وهو قرار زاد من حدة التوتر مع القيادة الفلسطينية.