النجاح الإخباري - لم تتوقف الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب، عن ممارسة التهديدات ضد القيادة الفلسطينية، على ضوء تشددها حيال "صفقة القرن"وقطع الاتصالات بالبيت الأبيض رداً على قرارهم بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها، وما تلاه من إجراءات هدفها الضغط على الفلسطينيين والانحياز الكامل لاسرائيل، والتي كان آخرها تهديدات المبعوث الأمريكي للمنطقة جيسون غرينبلات للرئيس محمود عباس، في حال استمرار مقاطعته للتسوية الأمريكية للقضية الفلسطينية، بالقول "إن هناك من سيملأ الفراغ عوضاً عن السلطة الفلسطينية في حال رفضها".

ومن جهته، أكد مسؤول المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم منير الجاغوب أن تصريحات جرينبلات البائسة تأتي كتعبير عن فشل الإدارة الأمريكية في إيجاد شريك فلسطيني يلطخ يديه في تنفيذ ما تسميه هذه الإدارة بصفقة القرن، والتي لا تعدو كونها محاولة لتصفية القضية الفلسطينية نهائياً.

وأوضح أن ما يجري عبارة عن خطة أعدها نتنياهو وتنفذها الادارة الامريكية تحت مسمى "صفقة القرن"، مشدداً أن موقف القيادة الفلسطينية الرافض لتلك "الصفقة" يمثل رأس الحربة لإفشالها، ولن تفلح محاولات الإدارة الأمريكية في الإلتفاف على الموقف الفلسطيني من خلال البحث عن حلول وهمية للوضع في قطاع غزة، وعبر تشويه الصراع وحصره في قضايا إنسانية، فشعبنا يدرك أن أمريكا وإسرائيل تسعيان إلى فصل غزة عن بقية الوطن تمهيداً للقضاء على حلمه بإقامة دولته المستقلة، ذات السيادة الكاملة، والمترابطة جغرافيا وسياسياً واقتصادياً بعاصمتها القدس الشرقية وعلى حدود الرابع من حزيران 1967.

وقال الجاغوب: " لا يملك جرينبلات أو غيره صلاحية التطرق لموضوع كهذا يُعتبر المساس به تطاولاً على سيادة الشعب الفلسطيني وتدخلاً في شؤونه الداخلية، وهو ما لن نسمح به أبداً، فمنظمة التحرير الفلسطينية هي الجهة الوحيدة التي تملك صلاحية التفاوض بإسم الشعب الفلسطيني، ولا تملك أية جهة أخرى سواء كانت حزباً أو تنظيماً أو دولة أن تبحث في قضايا تمس مصير شعبنا كله،

متسائلا :"كيف نصدق أمريكا التي تتباكى الآن على معاناة الأهالي في قطاع غزة وهي التي توفر الدعم والحماية لإسرائيل لفرض حصارها المطلق على القطاع، أليست هي مسؤولة عن معاناة شعبنا مثل إسرائيل إذن!

وتابع: "لا حديث في التهدئة مع الإحتلال إلا في إطار وطني شامل وبعد إنهاء ملف الإنقسام وإعادة اللحمة إلى شطري الوطن بسلطة شرعية واحدة تمارس صلاحياتها كاملة دون تدخل من أحد، وبعد هذا فقط يمكن الحديث عن تهدئة تأخذ في الإعتبار، إضافة الى الإنهاء الفوري للحصار المفروض على قطاع قطاع، وقف البناء الاستعماري الاستيطاني في الاراضي الفلسطينية المحتلة والتراجع عن قرار الإدارة الأمريكية بشأن القدس وتوفير آلية حماية دولية لشعبنا ضمن خطة واضحة ومحدودة زمنياً لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".

بدوره قال المحلل السياسي جهاد حرب، إن تحذيرات جرينبلات تأتي كسابقاتها بأن الولايات المتحدة الامريكية يمكن أن تقفز عن السلطة الفلسطينية، رغم اعترافها مسبقاً أن وجود السلطة في غزة أفضل من عدم وجودها أو العلاقة مع حماس.

وأضاف: "وعلى الرغم من هذه التهديدات المتكررة،  فإن هذه التصريحات لا تعني إلا أمراً واحداً أنه لا يمكن تجاوز السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير في موضوع فلسطيني حساس".

وأشار حرب إلى أنه من الصعب تجاوز السلطة الفلسطينية.

"التجربة والتاريخ تقول أنه لا يمكن لأي طرف فلسطيني أن يكون بديلاً عن السلطة الفلسطينية، منوهاً أنه من الممكن أن يجدوا أطراف لمرحلة محددة وبظروف محددة، لكن هذه التجربة ستفشل، لأنه لا يمكن فرض أي طرف من سلطة خارجية على الفلسطينيين" يرى حرب.

وفي تعقيب للمحل السياسي أكرم عطا الله، قال: " هذا تصريح خطير، ويجب أن يؤخذ بجدية مطلقة، عندما تتحدث الولايات المتحدة بهذا الشكل الانهائي، فإن نيتها بالذهاب لقطاع غزة لوحده حاضرة، فالسلطة الفلسطينية لديها اشتراطات وهي أن تعود للقطاع بشكل عملي وليس شكلي فقط".

وأوضح "أنه وبعد 11 عاماً من الفقر والحرب والدمار والموت غزة فقدت توازنها، ما جعلها جاهزة للقبول بأي اتفاق لتخرج من هذا النفق الطويل والمعتم، فما حدث لها أضعف قدرتها على ممانعة  أي أمر." بحسب عطا الله.