محمد سعيد - النجاح الإخباري - اعتاد الشباب أحمد العوضي 19 عاماً، إلى اللجوء للبحر بمدينة غزة هرباً من الواقع الصعب الذي يعيشه أسوة بشريحة الشباب؛ لكي يقضي أوقاته أملًا بتجديد الأمل لديه.

وعند جلوس الشاب "العوضي" على شاطئ  البحر وحوله بعض الحجار؛ حاول تقضية وقته بوضع حجر فوق حجر لكنه لم ينجح، فأعاد الكرة مرة أخرى فنجح نجاحًا مؤقتًا حتى تبعثرت الحجارة.

عاد إلى البيت ليعرف أكثر عن هذه الهواية؛ ففتح الشبكة العنكبوتية وبدأ يبحث بين جنباتها عن أي يتعلق كما أسماها في أول تدريبه عن "وضع الحجارة فوق بعضها لبعض".

ومع البحث المكثف على شبكة الانترنت وخاصة المواقع الإلكترونية ومقاطع الفيديو "اليوتيوب" اكتشف العوضي أن هذه الرياضة تسمى "فن التوازن وخداع الجاذبية الأرضية".

ويقوم هذا الفن على فكرة تحدي الجاذبية عبر موازنة الأجسام فوق بعضها البعض بطريقة ساحرة ولافتة للانتباه.

ويتابع العوضي "قضيت ساعات وساعات لكي أعرف تفاصيل أكثر عن رياضة فن التوازن، واستطعت خلال أسبوع واحد المعرفة الشاملة عنها"، مستطردًا بحديثه "لكن تبقى التجربة العملية على أرض الواقع ومعرفة مدى إتقانها من عدمها خلال فترة لم أحددها حينها".

وتابع.. بدأت أذهب إلى البحر دون علم أهلي وأخوتي وأقاربي وخاصة الأصدقاء بأني أخوض تجربة جديدة في حياتي خوفًا من عدم إصابتي بالإحباط أو اليأس.

ويرجع تردده إلى عدم إخبار المقربين منه "عدم تصديقهم باستطاعتي إتقان هذا الفن، وقررت حينها عدم إخبارهم إلا بعد تحقيق ما أصبو إليه وأتقن فن التوازن وخدع الجاذبية بشكل كبير".

ويضيف "عرفت أن هناك أشخاص قلائل حول العالم الذي يمارسونه والذين يبلغ عددهم ما يقارب الستة أشخاص".

وأول النماذج التي أبدع فيها الشاب الفلسطيني كانت عبارة عن ترتيب مجموعة من الصخور من تلك التي تكون موجودة على شاطئ البحر، ومن ثم اتجه إلى ترتيب الزجاجات فوق بعضها البعض بطريقة مميزة يراعي فيها حسابات الجاذبية، مستثمرا بذلك وقت فراغه في إبداع هذا الفن النادر.

وبعد تطبيقه لفن التوازن، أخبر والديه وأخوته "لكنهم لم يصدقوا وخاصة الوالد، فأردت تطبيق ما تعلمته أمامه لكي يقتنعوا بعملي وبجهدي خلال الأشهر الماضية، لكنني لم أنجح فأعدت الكرة أكثر من مرة فباءت جميع محاولاتي بالفشل وسط ابتسامات والدي الذي عرف حينها أن باستطاعتي إتقان هذا الفن عاجلًا أو آجلًا".

واختار صاحب الـ19 عامًا هذا الفن لأنه يعتمد على تركيز عالٍ ودقة غير متناهية، والهدوء وعدم الالتفات لأي مؤثرات خارجية، ويستند هذا الفن على فكرة تحدي الجاذبية عبر موازنة الأجسام فوق بعضها البعض بطريقة ساحرة ولافتة للانتباه.

ويبين قصة نجاح ونمو موهبته الفريدة من نوعها في فلسطين، حيث قال:"عندما بدأت في تعلم هذه الهواية كانت تستغرق من الوقت ساعتين أو ثلاث ساعات في تركيب الحجارة؛ لتشكيل لوحه فنية وبعد ممارستها أصبحت تستغرق من الوقت ساعة واحدة في ترتيب وتشكيل لوحه فنية ضخمة ومميزة.

وبين "توماس غزة" –كما يحب أن يطلق عليه هذا اللقب- بعد تنفيذه أساليب جديدة لمقاومة الجاذبية أنه لا يمكن التمرس على هذه الهواية مساءً، مشيراُ إلى أن أول تجربة استمرت لمدة 77 دقيقة بالمحاولة حتى لاقت النجاح، والآن بعد إتقان المهارة لا يتجاوز العديد من الدقائق لتركيب الشكل المطلوب.

ويتابع: "إن هذا الفن هو من أصعب الفنون, وعند البداية في تحدي الجاذبية شعرت بأنني في حالة حرب كبيرة, وأستمر في ممارسة هذا التحدي حتى وصلت إلى مستوى عال جدا عن السابق ولم أعد أواجه أي صعوبات.