عبد الله أبو حشيش - النجاح الإخباري - - تمتزج معاناة الغزيين في السفر عبر معبر رفح البري، بين صعوبة الخروج تارّة، والتسجيل للسفر وآلية التنقل بعد الخروج تارة أخرى، حيث أضحى المواطن يستغرق وقتاً طويلاً في انتظار صدور اسمه للمغادرة، رغم فتح المعبر بشكل يومي، الأمر الذي سبب حالة استياء كبيرة لدى المسافرين، ومنهم المريض وكبير السن والطالب وغيره.

هذا وتسيطر حركة حماس على قطاع غزة، وتتحكم بتسجيل أسماء المسافرين عبر معبر رفح، وتتولى عمليّة تجهيزهم للسفر في صالة أبو يوسف النجار بخانيونس، للانتقال إلى المعبر.

وحول تعرض المسافرين لحالة إقصاء أسمائهم من السفر عبر معبر رفح، والقيام بتبديلها من الكشوفات فجأة بأسماء آخرين ضمن سياسة الواسطة والمحسوبية حسب وصف المسافرين الذين تعرضوا لهذه السياسة خلال الفترة الأخيرة. أكَّد المواطن أيهم رمضان، أنَّ عائلته أبلغت بشكل رسمي موعد سفرها إلى الأردن، وعند الخروج للسفر فوجئَ أنَّ اسمه واسم شقيقه استثنيت من الكشف دون أفراد عائلته، من غير إبداء أيّ سبب بحجة خطأ حدث بالتسجيل، علمًا أنَّ اسمه أدرج بالكشف سابقًا تأكد منه برفقة من معه من العائلة.

وأشار المواطن رمضان في حديث خاص لـ" النجاح الاخباري" إلى أنَّ أسماءهم صدرت للسفر، بعد شهرين من التسجيل عبر الآلية المتبعة من الجهة المخولة في غزَّة، وبعد التبليغ بشكل رسمي بموعد خروجهم وتحديد رقم الباص المخصص لهم، فوجئ بعدم وجود اسمه واسم شقيقه، وبعد إلحاح ومراجعات كثيرة تمَّ إلحاقهم بباقي العائلة، ما يشير إلى تلاعب الجهة المسؤولة عن تسجيل الأسماء في الكشوفات خاصة في صالة أبو يوسف النجار بخانيونس التي تعدُّ محطة تجهيز المسافرين.

وفي زاوية أخري، أوضحت المواطنة "روان الخفيف" من غزَّة، أنَّها مسجلة للسفر منذ أكثر من (70) يوماً، دون إصدار موعد محدَّد لسفرها، علمًا أنَّها مسجلة ضمن كشوفات المرضى كمرافقة لمريض بحاجة للعلاج، وأرجعت السبب لوجود واسطات في عملية التسجيل للسفر وتبديل الأسماء بأسماء آخرين.

يعاني المواطنون في غزَّة حالة صراع من أجل السفر في حال تسجيل أسمائهم لقضاء حاجة ملّحة، فهناك آلاف العالقين في غزّة هم من المرضى والطلاب وأصحاب الإقامات والحالات الإنسانية، بأمس الحاجة للسفر، بسبب غياب التسهيلات في تسجيل الأسماء ضمن السياسة المتّبعة حتى مع استمرار فتح المعبر.

وعبرت المواطنة الخفيف في حديث خاص لـ" النجاح الاخباري"، عن غضبها من حالة البطء في عملية التسجيل سواء بالمكاتب المخصصة أو عبر الموقع الإلكتروني، وكانت قد سجّلت منذ شهرين أو يزيد، وعند القيام بفتح صفحة التسجيل لمراجعة الكشوفات، تفاجأت بعدم وجود أثر لاسمها، مع انه تمَّ اعتماد طلبها، حسب ما تأكد لها من خلال رسالة تفيد بذلك بعد الانتهاء من العملية المقرَّرة.

بينما لم ترد الجهات المختصة بالحديث عن آليات سفر المواطنين في غزَّة على هواتفها للتعقيب أكثر عن شكاوى المواطنين في التسجيل للسفر عبر وسائلها المختلفة، والحالات التي واجهت عثرات أمام عملية التسجيل والحصول على مواعيد للسفر.

وهكذا يبدأ المسافر من قطاع غزَّة رحلته، حكاية معاناة كبيرة، من التسجيل والتلاعب بالكشوفات بالإضافة إلى هاجس التنسيقات، في حين يعاني الغلابة وأصحاب الحاجات الملحّة للسفر من إشكاليّة حذف أو تبديل أسمائهم من الكشوفات، علمًا أنَّ معبر رفح البري الواقع في مدينة رفح جنوب القطاع، يعتبر الممر الوحيد الذي يسافر منه سكان قطاع غزة للعالم الخارجي.