عبد الهادي مسلم - النجاح الإخباري -  مرض بدون انذار اصابها لكن ملائكة الرحمة كانت برفقتها.ام لثلاثة اطفال تفاجأت خلال ساعات أنها تعاني من صداع شديد لتذهب لعيادة الوكالة ويصرفوا علاج مخفف للألم  بعد ساعات بدأت تظهر علامات المرض و تشعر ان  يدها وساقها لا تستطيع تحريكهما ليتبين بعد إجراءات الفحص والتشخيص وصور الرنين أنها تعاني من نزيف حاد على أثر انفجار شريان في الدماغ  ووضعها خطير جدا وما بين  الحياة والموت
وبحاله من الصدمة تستقبل أسرتها واهل زوجها الخبر والدموع كانت حاضره وبقوه. خلال أقل من  12 ساعه كان تصريح لسفرها تحت مسمى "حاله خطيره " جاهز واستعدادها  لإجراء عملية  بمستشفى النجاح في الشق الثاني من الوطن ولم يكن سهلا عليها وداع اطفالها وعائلتها بدون سابق انذار وكان التساؤل الاكبر هل ستعود ام لا؟ هل سترى اطفالها ام لا؟ هل ستكمل احلامها مع عائلتها؟ لم يكن الجواب سوى الدعاء وأن  الله هو الشافي.
واليوم فلسطين تظهر للعالم كفاءة وخبرة  ابنائها من خلال ابنها  البروفسور الدكتور شادي جهشان أخصائي  جراحة عصبية ومدير وحدة القسطرة الدماغية مستشفى الجليل - نهاريا عن قسطرة الدماغ ومن  من اهلنا  في عام   48 و يبدي استعداده لإجراء هكذا  عملية معقدة وخطيرة و نسبة نجاحها ضئيل لكنه بعد الله كان على يقين بنجاح عمليتها، حيث تمكن من إجراء  العملية بدون تدخل جراحي من خلال عمليه القسطرة الدماغية عن طريق الاجهزة الطبية الحديثة
وفي هذا الاطار يوضح  ابن قرية المغار  الدكتور شادي جهشان  اخصائي عن حالة المريضة انوار قبل إجراء عمليتها قائلا :"انوار عانت من نزيف دماغي حاد من نوع تلقائي تحت العنكبوتية " مشيرا إلى أن مصدر هذا النزيف عادتا من تشوه في شرايين الدماغ وخاصتا مما يسمى " ام دم" او انيوريزم .وأكد أخصائي المخ والاعصاب ان  خطورة الحالة  تكمن بكون المريض معرض لنزيف متجدد والذي يشكل خطر كبير على حياه المرض حيث نسبه الوفاه قد تصل ٨٠ بالمئة في حاله عدم معالجه المشكلة. وقال "تم تحويل المريضة من اجل اجراء قسطره تشخيصيه وبعده علاجيه موضحا أن  القسطره التشخيصية اظهرت ان المريضة عانت من حاله نادره وخطره اكثر من امهات الدم العادية، حيث عانت المريضة  انوار من "ام دم "من نوع تسلخيه على شريان الدماغ الاوسط الايسر، والناتجة عن تسلخ الطبقه الداخلية للشريان. واعتبر الدكتور جهشان الذي اجرى عمليات عديدة من هذا النوع في مستشفى النجاح الطبي بنابلس ان  هكذا حالات خطره لكون كل جدار الشريان متضرر وعرض للانفجار بشكل كامل مبيننا  ان حاله المريضة انوار كانت خاصه لكون الشريان الاوسط من ناحيه اليسار يزود الدم لمركز الكلام والحركة والموجود من الناحية اليسرى للدماغ....والعلاج ممكن ان  يعرض مركز الكلام والحركة للضرر
وردا على سؤال حول عدم استعمال الجراحة وفتح الرأس في هكذا عملية قال" البروفسور جهشان ان  علاج امهات الدم في السابق كان يعالج فقط بواسطه عمليه فتح الرأس ولكن في السنوات الأخيرة حدثت نقله نوعيه حيث  اصبح من الامكان العلاج عبر القسطرة الدماغية وبدون فتح الرأس وبنسبه خطورة اقل "واكمل قائلا  بعد المرحلة التشخيصيه اتضح ،انه وبسبب التسلخ ، الحالة خطره لكونها قد تؤدي الى جلطه كبيره وقد تؤدي باعاقه كبيره لدى المريض "وأضاف أخصائي المخ والاعصاب اننا كفريق طبي قررنا الفحص اولا اذا كان هنالك تزويد دم التفافي الذي قد يمكنا من اغلاق ام الدم بشكل امن، وبعد توقيف جريان الدم المؤقت تبين ان هنالك تزيف دم التفافي كاف ....وبهذا قرننا اغلاق الانيوريزم بواسطه لوالب معدنيه...وتمت العملية بدون اي مضاعفات.
و اوضح الدكتور جهشان انه  بعد العلاج قمنا بفحص تزويد الدم للجهة اليسرى وتبين ان العملية مرت بنجاح كامل وبدون اي مشكله للمراكز الحيوية وما تثبت صحة كلامنا ان بعد ايقاف التبنيج ورجوع المريضة لكامل وعيها دون اية مضاعفات 

وعن دور مستشفى النجاح في استقبال هكذا حالات وإجراء عمليات معقدة فيه قال في مستشفى النجاح قمنا بتكوين طاقم مختص لعلاج حالات الجراحة العصبيه القسطره الدماغية ويضم الدكتور جواد زياده، الدكتور عثمان عثمان وانا( شادي جهشان) مشيرا إلى أن المستشفى اشترى جهاز قسطره ثنائي الابعاد والخاص بعلاج مشاكل الدماغ وذلك لمواكبته التطور وكذلك استقبال المزيد من الحالات وتسهيل عملنا مقدما الشكر لكل العاملين في هذا المستشفى الوطني خاصة رئيس ومدير المستشفى والطاقم الطبي والتمريضي والإداري وكل العاملين فيه
كما تقدم بالشكر الجزيل للاخوة الأطباء في غزة الذين سرعوا في التحويلة والتواصل معي بخصوص الحالة والاستفسار عن وضعها الصحي خاصة الدكتور زكريا اللوح مدير دائرة العلاج بالخارج وكذلك الدكتور د.محمد أيوب روقة م.المتابعة دائرة شراء الخدمة غزة .
 .وهاهي الفرحة المنتظرة تأتي ولكن بدموع الفرح :امها بعد ان كانت فاقده لوعيها من شده الصدمة تستقبل خبر نجاح عملية ابنتها وكأنها مازالت طفله صغيره  بالسجود والشكر لله وقالت وعلامات الفرحة على وجهها الحمد لله الذي شفى ابنتي من الموت مقدمة شكرها الجزيل للدكتور جهشان والطاقم الطبي وإدارة المستشفى وكل من كان له دورا في مساعدتها خاصة الدكتور زكريا اللوح الذي عجل بالتحويلة وأكدت ان  دعواتها كانت دائما معها لتحميها. ما والد زوجها  الذي لم يتوقف للحظة واحدة  عن ذرف الدموع  حتى بعد نجاح العملية وهو وينتظر رجوعها كانه ينتظر ابنته لتعم الفرحة في قلبه يقول والد زوجها أننا مررنا بساعات عصيبة وكنا ننتظر أخبار سيئة عن حالة أنوار ولكن والحمد لله الامور سارت على أكمل وجه مقدما شكره لكل من ساهم في علاجها .كان حلم  انوار  بزيارة الشق المكمل للوطن لتتمتع بجماله ولتكحل عينها برؤيته ولكن القدر كان اكبر من الحلم لتزوره وهي مريضة  وتتساءل هل سأعود ام لا؟ لكن ستعود لأطفالها والبهجة مليئة بقلبها وسيكون استقبالها على الطراز الفلسطيني ليكتمل الوطن بأنوار.