أسامة الكحلوت - النجاح الإخباري - انتعشت السياحة في المنتجعات والشاليهات الخاصة في قطاع غزة، بعد الاعلانات المتكررة حول تلوث مياه البحر جراء الصرف الصحي، وإمكانية تسببها بعدة أمراض خاصة للأطفال، وتحديد ثلاثة أماكن فقط على طول شاطئ بحر قطاع غزة المسموح بالسباحة بها.

وجاءت مشكلة تلوث مياه البحر نتيجة ضخ كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي دون معالجة، بعد تفاقم ازمة انقطاع التيار الكهربائي، مما ضاعف من ضخ الكميات غير المعالجة من مياه الصرف الصحي، في المحطات المنتشرة في قطاع غزة، والتي تتخلص من العوادم في بحر غزة.

وبعد التحذيرات المتكررة بدأ المواطنين يلجأون للمنتجعات الخاصة كحاضن لعائلاتهم وبحثاً عن راحة البال بعيداً عن ازدحام المواطنين على شاطئ البحر، وهرباً من تلوثه.

وتنتشر المنتجعات الخاصة والشاليهات على طول ساحل قطاع غزة من رفح جنوباً، حتى بيت لاهيا شمالاً، على مساحات مختلفة تبدأ من دونم تقريباً حتى عشرة دونمات، بأسعار مختلفة تبدأ من 200 شيكل، وصولاً إلى 700 شيكل.

ويعيش أصحاب المنتجعات والشاليهات السياحية فترة ذهبية هذه الأيام، في ظل ارتفاع درجات الحرارة، حيث يمتلئ الجدول الاسبوعي لدى أغلب أصحاب المنتجعات بعد حجزها من العائلات، وتقسيم الحجر ما بين ليل ونهار واختلاف المبلغ بين الجميع.

فارس مزهر، اضطر للانتظار أكثر من أسبوع حتى عثر على يوم متاح له، للتنزه برفقة عائلته داخل منتجع سياحي غرب مدينة غزة، نتيجة امتلاء جداول المنتجعات وحجزها على مدار الاسبوع.

ويقول مزهر:" كنت أود أن يكون يوم الخميس رحلتي برفقة عائلتي، وهو يوم إجازتي من العمل، ولكنني اضطررت للسير حسب رغبة صاحب المنتجع لاختيار يوم قريب غير يوم الخميس، لكثرة العائلات التي تلجأ للمنتجع، واما انتظاري يوم خميس متاح قد يكون في بداية الشهر المقبلة".

ويوضح أن رغبة التنزه داخل منتجع خاص كانت بناء على رغبة زوجته وأطفاله، بعيداً عن ضجيج المواطنين على شاطئ البحر، واحتكاك المتنزهين ببعضهم داخل المناطق المتاح السباح فيها داخل البحر.

وأضاف:" راحتنا كاسرة أن نكون في متنزه خاص، ونقضى فيه يوم كامل، تبدأ من ساعات المغرب حتى صباح اليوم التالي، بأجرة 400 شيكل تقريباً في يوم غير يوم الخميس، ولكن في باقي أيام الحر سنضطر للجوء إلى شاطئ البحر، لان المبلغ كبير وليس بامكاني كموظف استئجار شاليه اكثر من مرة في الشهر".

ومنذ انتشار فكرة الشاليهات، بدأت وزارة السياحة والبلديات التي تسيطر عليهن حركة حماس بفرض رسوم على الشاليهات، وأوراق خاصة يتوجب على أصحابها اتباعها والحصول على موافقات من كافة الجهات  المختصة قبل تأجير الشاليه.

صفوت حربي، صاحب أحد الشاليهات، قال إن بنائه للشاليه كلفه ما يقارب 70 الف دولار أميركي، وعمل على تأجيره لفترة بسيطة بعد افتتاحه، لكنه اصطدم بمجموعة القرارات وإلاجراءات دفعته للتراجع عن تأجيره، وتخصيصه لأسرته فقط.

ومن بين القرارات والإجراءات التي تم تقييده بها، دفع 2000 شيكل رسوم ترخيص شاليه من البلدية، و4000 شيكل ترخيص بئر مياه، نتيجة حاجة الشاليه لبئر مياه نتيجة انقطاع المياه المتكرر، فيضطر لاستخراج المياه من البئر لتلبية رغبة الزبائن.

بالإضافة لترخيص الشاليه من وزارة السياحة بمبلغ 3600 شيكل، وفتح ملف ضريبي في وزارة المالية، مما دفعه لوقف التأجير وإغلاق الشاليه امام الزبائن.

وفي السياق، قال محمد سعدي صاحب شاليه البدر، أن الاقبال هذا العام على الشاليهات قليل مقارنة بالعام الماضي نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة في القطاع.

وأوضح أن نظام التأجير صباحي ومسائي، ولكن الاغلبية ترغب باستئجاره صباحاً ونهاراً، ويتجنبون استئجاره مساءاً،  تحسباً لاي طارئ في القطاع، خاصة بعد التصعيدات المتكررة الايام الماضية.

وتابع:" قمت بتأجيره العام الماضي 400 شيكل، ولكنني خفضت المبلغ هذا العام إلى 300 شيكل، لترغيب الزبائن، ولمحاولة دفع المبالغ المستحقة للبلدية التي طالبتنا بدفع 5000 شيكل رسوم ترخيص".

ولفت إلى أن بناء الشاليه كلفه ما يقارب 50 الف دولار اميركي، من بناء مسبح وتركي بطاقة شمسية وتأسيس ملعب.

واعتبر سعدي، أن هذا العام هو بمثابة مخسر لأصحاب الشاليهات نتيجة قلة الاقبال على الشاليهات من المواطنين، نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة.