أسامة الكحلوت - النجاح الإخباري - لم تتوقف تكية أهل الخير التي انطلقت في مخيم النصيرات في شهر رمضان بعد انتهاء الشهر الفضيل، وواصلت عملها حتى يومنا الحالي، لسد رمق العائلات المستورة، نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها سكان قطاع غزة جراء الحصار الإسرائيلي الظالم.

وانطلقت تكية أهل الخير في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعيشها أبناء قطاع غزة، وارتفاع نسبة الفقر والبطالة لدرجة كبيرة، وكثرة الحاجة والسؤال لدى الاسر الفقيرة والمحتاجة.

وانطلاقاً من أهمية دور الشباب في خدمة المجتمع، انطلق الشاب "ماجد زريد" بتأسيس تكية أهل الخير مع مجموعة من المتطوعين، ليكون لهم بصمة في التخفيف من معاناة هذه العائلات، والتقوا على هدف واحد هو خدمة المحتاجين وذويهم.

وأنشأ زريد تكية اهل الخير، رغم كل المعوقات والصعاب، بمواصلة الليل والنهار بحثاً عن تمويل ودعم خلال شهر رمضان، وتمكن من الانطلاق وإطعام الفقراء والمساكين خلال هذا الشهر، بمساعدات بسيطة من اهل الخير.

وبدأ السكان المحيطين بمقر التكية بعد اختيار مقرها الدائم وسط حي فقير بمخيم النصيرات بالتوافد الى مقر التكية لتسجيل أسمائهم بهدف الحصول على وجبات طعام لعائلاتهم.

ولا تنتمي التكية لأي فصيل أو حزب، بل انطلقت من جهد شباب مستقل لخدمة المجتمع، والتي سجلت نجاحها بعد شهر رمضان، في ظل مساعدات لم ترتقي للمستوى المطلوب، إلا انها برغم ذلك استمرت بتقديم وجبات الطعام للفقراء والمساكين" حسبما قال زريد".

وأضاف:" نعاني حقيقة من توفير الدعم، ونعيش تخوف دائم من توقف خدماتنا للعائلات الفقيرة، نتيجة شح الامكانيات والموارد، ومع ذلك قدمنا الخدمة الى أكثر من 30 الف مستفيد خلال شهر رمضان فقط، ولكن لاحظنا تشجيع ودعم ورضى من الجمهور، وتميزنا في توزيع وإيصال المساعدات الى المنازل".

ويتوافد الى مقر التكية يومياً عشرات المواطنين، لاستلام الوجبات الغذائية لعائلاتهم، بعد اتصال مسبق من الادارة لإدراج اسمائهم ضمن المستفيدين، لكن هناك اعداد اخرى كبيرة من المحتاجين تتواجد في المكان لمحاولة الحصول على وجبة طعام إضافية على الرغم من استلامهم في الايام السابقة نتيجة ضيق الحال.

محمد مرشود، أحد المستفيدين من الوجبات والطرود الغذائية من تكية أهل الخير، يقول:" ضيق الحال دفعني للتواجد هنا يومياً لمحاولة الاستفادة من الوجبات الغذائية، فعائلتي كبيرة ومقدرتي صغيرة".

ويعيل مرشود أسرة مكونة من سبعة أفراد، أكبرهم في المرحلة الاعدادية وأصغرهم حديث الولادة، ويعتمد فيه حياته على المساعدات الغذائية التي تقدمها الاونروا، نتيجة ندرة وقلة فرص العمل في القطاع.

كما أوضح زريد، أن جزء من المتطوعين متخصص في البحث الاجتماعي لدراسة الحالات المسجلة لدى التكية، ومعرفة احتياجاتها، بالإضافة لدائرة المالية لاستقبال التبرعات، بالإضافة لفريق الطبخ وإعداد الطعام من سيدات وشباب، مضيفاً:" لدينا طموح بمحاربة الفقر في القطاع، وان نصل لكل عائلة فقيرة ومحتاجة، للتخفيف من معاناتهم بعيداً عن اهانة الناس".

ويعمل في التكية 15 متطوعاً، لكل منهم وظيفة محددة، يعملون كخلية نحل، حتى وصلت ساعات العمل الى أكثر من 15 ساعة متواصلة يومياً، ورغم هذا العمل الشاق إلا انهم سعداء بعملهم.

وانطلقت التكية في مقر خاص مكون من مخزنين كبيرين، يتوفر فيها معدات الطبخ والطهي وأنابيب الغاز، ويكون للمتطوعين نصيب نهاية اليوم من الوجبات لإطعام عوائلهم، وجزء منهم من الخريجين الجامعيين من كافة التخصصات العلمية.

ويتركز عمل التكية على طبخ الزر والدجاج، بالإضافة للمجدرة، ولكن ما يتحكم في نوعية الطعام هو التمويل لشراء المواد الغذائية الازمة للطهي لإعداد الوجبات.

ويأمل زريد ان يصل الدعم والتمويل للمستوى المطلوب، وإنشاء فرع للتكية على مستوى قطاع غزة لإطعام الفقراء، وسد حاجة المحتاجين.

الجدير ذكره، أن قطاع غزة يعيش ظروفاً مأساوية تسبب بها الحصار الإسرائيلي من جهة، وعدم تمكين حكومة الوفاق الوطني من العمل في القطاع بسبب تعنت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة ورفضها السماح للحكومة بالعمل كما نصت اتفاقات المصالحة التي رعتها الشقيقة مصر.