نهاد الطويل - النجاح الإخباري - حذر علي هويدي الباحث في الشأن الفلسطيني، ومدير عام الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين،من أن إخفاق المؤتمر الدولي الذي عقدته وكالة "أونروا" في نيويورك،في جمع ما يكفي الوكالة من احتياجاتها المالية للخروج من أزمتها المالية العميقة حذر من أن رواتب الموظفين العاملين في هذه المنظمة لشهر يوليو/ تموز المقبل قد تواجه تأجيل صرفها بموازاة وقف الخدمات في كثير من مؤسسات هذه المنظمة في مناطق عملياتها الخمس وهي قطاع غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان.

وقال هويدي في تصريح لـ"النجاح الإخباري" الاربعاء إن السيناريو الأسوأ لمؤتمر الدول المانحة للأونروا  هو بالطبع عدم القدرة على جمع المبلغ المطلوب لسداد كل أو جزء من العجز المالي (256 مليون دولار).

"والمؤشرات تأخذ هذا المنحى وللأسف؛ الدول المانحة التي حضرت مؤتمر روما في 15/3 هي نفسها من شاركت بمؤتمر نيويورك." أضاف هويدي.

ودعا هويدي الى أن يكون هناك تدخل دبلوماسي قوي من كل دولة تعتبر أن الوكالة حاجة إنسانية ضرورية وملحة للاجئين، وعنصر هام لأمان ولإستقرار منطقتنا العربية وهذا تتحدث فيه غالبية دول العالم لا سيما الإتحاد الأوروبي، باستثناء الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي وإلا ستعلن "الأونروا" عن إجراءات تقشفية "جديدة" وهذه المرة أشد قسوة من سابقاتها.

وعقب المؤتمر بساعات خرج  المفوض العام للوكالة ، بيير كرينبول بتصريح يرى فيه كثيرون إنه قد يمهد فعلا للكارثة من خلال قوله :" نظرا للعجز المالي الحالي، "ليس لدينا دخل لضمان أن المدارس ستفتح في موعدها في شهر آب". وأضاف المفوض العام أنه "من الضروري أن نقوم بالبناء على نجاح النصف الأول من العام وتأمين التمويل المطلوب لضمان أن يتم فتح المدارس في العام الدراسي القادم في الموعد وأن تتم المحافظة على برامجنا الرئيسة"..

واستباقا لوقوع الكارثة، حذر اللاجئون الفلسطينيون بمشاركة من الفصائل الفلسطينية خلال تظاهرة أمام عدة مقرات لـ "الأونروا" في قطاع غزة، من انهيار خدمات هذه المنظمة التي تساعد أكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني. وحملوا في بيان صدر عن اللجان الشعبية للاجئين المجتمع الدولي ممثلا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، والأمين العام، المسؤولية الكاملة عن حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين. وطالبوا المجتمع الدولي والدول المانحة لـ "الأونروا" بتنفيذ كل القرارات التي لها علاقة باستمرار عمل وكالة الغوث، وإلزام جميع الدول بتعهداتها المالية، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي بانتهاكاته ضد اللاجئين الفلسطينيين.

وتقدم "الأونروا" خدمات تعليمية لأكثر من نصف مليون طفل لاجئ، وكذلك خدمات صحية واجتماعية ومساعدات غذائية لهؤلاء اللاجئين.

ولم تفلح عمليات الدعم التي وصلت لـ "الأونروا" بعد مؤتمر روما الذي انعقد قبل ثلاثة أشهر ، في حل الأزمة، بل ساهمت في تأجيل وصول "البركان" ووقف الخدمات المقدمة للاجئين.

وكانت اللجنة الاستشارية للوكالة، اجتمعت مؤخرا بالبحر الميت، لمناقشة الأزمة المالية التي تعاني منها لتقديم رؤية شاملة بشأنها، بهدف تقديمه لاجتماع الدول المانحة الذي انعقد  في نيويورك.

وفي السياق لم تخف آمال البطش، المسؤولة في اتحاد الموظفين العاملين في الوكالة مخاوفها من انهيار الخدمات.

وقالت البطش في تصريح نسب لها على هامش الفعاليات الاحتجاجية إن كارثة مرتقبة في مناطق العمليات الخمس في ظل اقتراب العام الدراسي الجديد لنصف مليون طالب لاجئ مهدد بالتأجيل أيضا. و

وبدأ ظهور عجز الوكالة المالي في العام 2015، حيث كان قدر العجز 49 مليون دولار، ويقول موقع “ذا كونفيرسيشن” إن “العديد من موظفي الاونروا بمن في ذلك المدرسون الفلسطينيون والحراس وعمال الصرف الصحي، يواجهون خطر فقدان وظائفهم التي هي مصدر حياتهم، ما يعرض مستقبلهم للخطر”.

صفقة التصفية 

بدوره،حذر تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ان وفد الادارة الاميركية ، الذي قام مؤخرا بزيارة الى المنطقة حمل في جعبته الخطوة التالية في صفقة القرن صيغة عرضها على المعنيين في الدول التي زارها الوفد تتعلق بتصفية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وإحالة مسؤولياتها الى حكومات الدول المضيفة في ما كان يسمى بلدان "الطوق العربية".

وقال خالد في تصريح وصل نسخة منه لـ"النجاح الإخباري" الاربعاء ان الصيغة التي حملها كل من جيراد كوشنير وجيسن غرينبلات ، مبعوثا وفد الادارة الاميركية تقترح  تنحية قضية اللاجئين الفلسطينيين من جدول اعمل أية مفاوضات محتملة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ، تماما كما تخطط الادارة الاميركية بالنسبة للقدس بعد اعترافها بها عاصمة لدولة الاحتلال الاسرائيلي.

وفي هذا الإطار يرى الكاتب محمد عبد الكريم أن قطار ترامب لا يقف عند القدس فالمحطة التالية هي وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، في مسعى لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين.

وكان منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف الثلاثاء، أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ستخفض بعد أسابيع مساعداتها العاجلة لغزة وغيرها في المنطقة.

وقال ملادينوف خلال اجتماع لمجلس الأمن عقد قبل أسبوعين  إن "الأونروا تعتزم إرجاء دفع الرواتب وتعليق بعض عملياتها في غزة في آب/ أغسطس المقبل"، مشيرا إلى أن "الوكالة تواجه أزمة مالية حادة بعد تخفيض الولايات المتحدة مساعداتها المقدمة لموازنة الأونروا العامة".