وفاء ناهل - النجاح الإخباري - النجاح الإخباريوفاء ناهل - طُرِحت العديد من التساؤلات حول زيارة رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" للأردن يوم أمس الاثنين، هل تم مناقشة صفقة القرن؟ وهل وضعت على الطاولة وبدأت مرحلة التطبيق على الأرض؟ هل تتعرض الأردن لضغوط أمريكية إسرائيلية من أجل تمرير الصفقة؟ ما الذي قدمه "نتنياهو" من تسهيلات للأردن والأهم ما الثمن؟.

سيناريوهات متعددة تحملها هذه الزيارة التي تزامنت مع جولة مستشار الرئيس الامريكي وصهره "جاريد كوشنر" الذي يزور دول المنطقة، باستثناء رام الله.

وفي هذا السياق قال المحلل السياسي طلال عوكل خلال حديثه لـ"النجاح الاخباري": فيما يتعلق بصفقة القرن فإن الأردن كانت الدولة الوحيدة تقريباً التي تقف مع الفلسطينيين بموقف صريح وواضح ضد هذه الصفقة، هذا لا يعني أنه ليس هناك دول اخرى، وبدأت تتعرض الأردن لضغوطات شديدة وبدء الحراك الشعبي الذي يتعلق بقانون الضريبة، والتي انتهت باجتماع بالسعودية ودفع أموال للأردن فليس هناك ما يسمى "بالمساعدات المجانية".

وتابع:" تم ممارسة سياسة "العصا والجزرة" مع الأردن والتهديد بتفجير الوضع الداخلي وقطع المساعدات، وبعد ذلك قدمت الجزرة-المليارات-التي دُفِعت من جيب العرب ولكن بتوجيهات أمريكا وفي سياق السياسة الأمريكية، ونتياهو ذهب ليكمل الموضوع، وبدون أن نصل أن الاردن غير مواقفه أو سياساته لكن هذه مؤشراتٌ تدل على أنً الضغط على الأردن سيستمر حتى يغيير من مواقفه وسياسته تجاه صفقة القرن".

وأضاف عوكل:" ما يحدث بالقدس، وقضية اللاجئين جزء من صفقة القرن ولسنا بانتظار أن تُطرحَ للتداول ،هي مطروحة عملياً وتم البدء بتطبيقها".

من جهته أكد المحلل السياسي جهاد حرب:" أنَ زيارة نتنياهو للأردن جزء من التحضيرات لصفقة القرن وهي تأكيدات إسرائيلية على مكانة الاردن خاصة الوصاية الاردنية على المسجد الاقصى".

وأضاف حرب لـ"النجاح الاخباري": النقاش جرى بسياقين الأول يتعلق بالتحركات الأمريكية وصفقة القرن والعودة لعملية السلام، وما يتعلق بتحسينات بالاقتصاد الفلسطيني حتى لا يكون هناك أزمات متلاحقة مع الفلسطينيين".

وتابع:" اعتقد أنً زيارة نتنياهو في اطار حرص إسرائيل على أن يكون هناك استقرار بالدول المجاورة خاصة الاردن -التي يتواجد فيها عدد كبير من الفلسطينيين -وهي عامل استقرار في المنطقة، صحيح أن هناك دول عربية سارعت لوضع مساعدات اقتصادية لتهدئة الاوضاع بالأردن، ولكنها بحاجة أيضا لدعم سياسي قد لا يوفره نتنياهو بالضرورة ولكن هي رسالة لأمريكا بأن تنظر لمصالحها بالمنطقة عن طريق تطوير علاقتها مع الاردن لا مقاطعتها".

الخبير في الشأن الاسرائيلي فايز عباس:" أكًد أنه من الصعب التكهن بما جرى خلال الزيارة التي قام بها نتنياهو للأردن، وحسب البيانات الرسمية التي صدرت من مكتب نتنياهو، فما تم هو بحث التطورات الاخيرة وتأكيد ما قاله الملك لنتنياهو وهو حل القضية الفلسطينية حسب مبادرة السلام العربية، ولكن اعتقد أنً نتنياهو حتى الآن لم يقرأ هذه المبادرة لأنه يرفضها ولا يريدها وهذا ما يثير بعض الشكوك حول هذه الزيارة".

وتابع:" ما صدر من بيانات رسمية ايضاً تحدث عن بحث سبل التعاون الاقتصادي خلال هذه الزيارة،  بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها الاردن، ولكن السؤال ماذا سيقدم نتنياهو للاردن؟ وما الثمن الذي ستدفعه الأردن لإسرائيل اذا ما قدمت لها المعونات الاقتصادية؟".

وأضاف عباس  لـ"النجاح الاخباري": باعتقادي إنً الزيارة ايضاً تتعلق بصفقة القرن، ولكن وإن وافقت كل الدول العربية بدون استثناء على هذه الصفقة، فإذا ما بقي الموقف الفلسطيني كما هو الآن فإنها لن تمر بدون شريك فلسطيني .الولايات المتحدة حاولت وفي اكثر من مناسبة أن يكون هناك لقاءات رسمية مع القيادة الفلسطينية، وأن تحاول أن تعيد علاقاتها واتصالاتها مع القيادة لكن حتى الان لم يتم ذلك، ولم يكن هناك أي موافقة فلسطينية حتى على لقاء المسؤولين الامريكيين، والولايات المتحدة وصلت إلى قناعة أنه بدون القيادة الفلسطينية لا يمكن أن تنفذ هذه الصفقة".

وأكد:" أنً مجمل ما ذكر في الإعلام العبري حول ما تم مناقشته خلال الزيارة هو نوع من التلميح ولم يتم الدخول لأي تفاصيل باستثناء ما صدر من مكتب نتنياهو، وهم ليسوا معنيين بالكشف عما دار في الغرف المغلقة لكن لا يمكن أن تكون هذه الزيارة من أجل ما ادًعته إسرائيل حول تقديم دعم اقتصادي للأردن، فإسرائيل لا تقدم مساعدات لأحد دون ثمن وثمنٍ باهض، والسؤال ما موقف الاردن من صفقة القرن؟ وكيف سيتم التعامل معها في المستقبل، ولكن الأكيد أنها لن تمر إذا ما واصل الشعب الفلسطيني رفضه لها".