منال الزعبي - النجاح الإخباري - وأنت عائد لأطفالك تحمل قوت يومهم، يستوقفك طفلٌ يمسك بتلابيب ثيابك يتسوّلك بعض نقود، ويستجديك بكلمات منمَّقة تستدر عواطفك لتغرف ما في جيبك وتعطيه المال والدموع في مشهد يثير الصدمة، لدى النساء خاصة.

موقف يثير إنسانيّة الكثيرين، إلا أنَّ قضيّة تسول الأطفال تأخذ عدَّة أبعاد، أهمُّها تعرُّض هؤلاء الأطفال إلى الاستغلال والابتزاز في الكثير من الأحوال، إضافة إلى اعتياد الطفل هذا السلوك  ما يجعله يحجم عن كرامته، ويمتهن التسوُّل لسهولة الحصول على المال.

ويعتبر التسوُّل انتهاكًا لحقوق الطفل، وإعطاء المال لمثل هؤلاء يزيد من هذه الظاهرة مع اﻷسف فيشبُّ الطفل على نفس النهج متقاعسًا متَّكلًا على الآخرين ضعيف النفس.

بهذا الخصوص قال مدير العلاقات العامَّة في شرطة نابلس أمجد فراحته:" يتم التعامل مع هؤلاء الأطفال ميدانيًّا، ويتم تحويلهم إلى دائرة الشؤون الاجتماعية، حيث يتم النظر في حالتهم المادية ودواعي التسوُّل ومن ثمَّ تقديم المساعدات حسب الحالة".

وأضاف فراحته: "بعضهم يتم أخذ تعهدات على أهاليهم بعدم السماح لهم بمزاولة هذا السلوك، ويتم تحويل حالات إلى مديرية التنمية الاجتماعية، وتوفير أعمال مناسبة للأطفال الأكبر سنًّا ما يكفل لهم العيش بكرامة، ويشغل وقت الفراغ الذي يقضونه في الشوارع.

وبيَّن فراحته أنّه لا يجود نصوص قانونيّة رادعة للقُصَّر، إنّما تُتَّخذ بعض الإجراءات بحق الأهل الذين يقدِّمون تعهدات بعدم ممارسة مثل هذه السلوكيات".

ومن اللافت تزايد هذه الظاهرة في شهر رمضان المبارك، حيث يكثر الأطفال على الطرقات والإشارات الضوئية أو غيرها من الأماكن، وأمام المساجد لاستجداء المصلين والناس، بعضهم محتاج فعلًا، وآخرون يبتزون الناس أموالهم في عادة سيئة أصبحت روتينًا يوميًّا في حياتهم، وربما وراء هؤلاء الأطفال من ينظِّم تسولهم ويستغلهم، خاصة في  رمضان كشهر خير للعزف على أوتار الرحمة والعطاء والصدقة والزكاة.

هناك الكثير من الجهات المختصَّة التي يمكنها الحدُّ من هذه الظاهرة وضبطها وإيجاد حلول أنسب تحفظ ماء الوجه لهؤلاء الأطفال وذويهم.

كل ذلك يستدعي تفعيل دور الشرطة في عملية القبض على المتسولين ووضعم في جمعيات ورعايتهم .

و توعية المجتمع بالمشكلة من خلال نشر برامج حول التسول وإثارة ذلك عبر وسائل الإعلام.

وتشجيع التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، عبر تقديم التبرعات من خلال المساجد .

بالإضافة إلى تأمين فرص عمل ﻷولياء اﻷمور القادرين على العمل .