وفاء ناهل - النجاح الإخباري - أجمع محللون على مدى التخوف الأمريكي والاسرائيلي من إنضمام دولة فلسطين الى عدد من الوكالات الاممية والدولية، مؤكدين أن دولة الاحتلال وشريكتها الولايات المتحدة لا تريدان أن يكون هناك أرضية قانونية وتواجد قوي لفلسطين في المحافل الدولية والحقوقية، كي لا تتمكن من محاسبة اسرائيل على كافة جرائمها بحق الشعب الفلسطيني.

وفي هذا السياق قال د. رويد أبو عمشة الخبير بالشأن الأمريكي:" ان فلسطين يحق لها ان تنظم الى (520) وكالة دولية وهي الان انضمت الى (120) وتعزز عملها لتكون عضواً في كل الوكالات التي يحق لها الانضمام لها، وهناك (22) وكالة تتخوف الولايات المتحدة واسرائيل من إنضمام فلسطين لها، حيث حذرت القيادة الامريكية السابقة في عهد اوباما  القيادة الفلسطينية من الانضمام لها".

وتابع:" بعد قرارات أمريكا الاخيرة بخصوص القدس ونقل السفارة قررت القيادة الفلسطينية الانضمام لهذه المنظمات، الا ان الولايات المتحدة ترد بشكل سافر وتستخدم الاموال وتهدد بأن كل منظمة تقبل عضوية فلسطين ستخفض من تمويلها لها أو ستنسحب منها، وهذا ما حصل في اليونسكو سابقاً حيث توقفت الولايات المتحدة عن دعهما عام (2011) وانسحبت منها عام (2017)".

وأضاف أبو عمشة خلال حديثه لـ"النجاح الاخباري:" امريكا ليس لديها وازع اخلاقي تتحدث فيه بهذا المجال، هي  فقط تستخدم الابتزاز السياسي لفرضه على الدول الفقيرة ودول العالم الثالث لمحاولة التأثير السياسي من خلالها".

وأكد أن العديد من المنظمات التي تنضم لها فلسطين يكون لها انعكاس مباشر ومنها الجنايات الدولية، التي انضمت لها فلسطين عام (2015) وبالأمس كان هناك توقيع لطلب الاحالة لملف الاستيطان لمحكمة الجنايات الدولية، وبالامكان ايضاً التقدم بشكاوى لمحاكمة قادة الاحتلال على جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني، وبالتالي يصبح هناك مدخل قانوني لمحاسبة دولة الاحتلال، فاسرائيل  لا تريد ان تستخدم القيادة الفلسطينية أي ورقة قوة حتى وان كانت دبلوماسية وضمن القانون الدولي".

من جهته أكد المحلل السياسي جهاد حرب، أن:"  القرار الامريكي والقانون الصادر عن الكونغرس له ثلاث ابعاد وهي  انحيازه لحكومة الاحتلال ودعم اسرائيل بالمؤسسات الدولية،  وكذلك محاولة منع تجسيد فلسطين في المحافل الدولية والحقوقية، ومحاولة ايضاً لمعاقبة المجتمع الدولي على قراراته المتعلقة بتعزيز مكانة دولة فلسطين بالمؤسسات الدولية".

وقال:" الادارة الامريكية تسعى لمواجهة الفلسطينيين وهذا مرتبط بعاملين وهما التحالف الاستراتيجي بين الاحتلال والادارة الامريكية الحالية، وارتباط العلاقات الامريكية الاسرائيلية بالشأن الداخلي الامريكي أي بالقضايا الانتخابية".

واضاف حرب خلال حديثه لـ"النجاح الاخباري": الحكومات الاسرائيلية لا تقبل بخيار حل الدوليتن وما تقوم به امريكا وهي تجسد عدم قبولها بخيار حل الدوليتن على الرغم من الاعتراف اللفظي به من الادارة الامريكية السابقة اما الادارة الامريكية الحالية لا ترى بأن انهاء الصراع مرتبط بخيار حل الدوليتن او الارض مقابل السلام وهذا تحول مهم بالسياسة الامريكية فيما يتعلق بالصراع وهو تراجع كبير بالسياسة الامريكية".

وتابع:" السبب السياسي المرتبط بالتحالف مع حكومة الاحتلال وتنفيذ رغباتها وارتباط الادارة الامريكية بحكومة الاحتلال وبالتالي هذا يؤدي لاتخاذ قرارت سياسية تتنافى مع الشرعية الدولية وقرارات مجلس الامن مما يدلل على ان الادارات الامريكية الحالية تنصاع لاوامر حكومة نتنياهو".

الخبير بالشأن الاسرائيلي عصمت منصور قال :" ان مسالة انضمام فلسطين لعدد من المنظمات الدولية  تكشف مدى تخوف اسرائيل والولايات المتحدة، خاصة وان الادارة الامريكية في عهد ترامب طلبت عدم  انضمام فلسطين لـ(22) منظمة".

وتابع خلال حديثه لـ"النجاح الاخباري": لكن الان في ظل حكومة ترامب ودعمها للاحتلال واجراءاتها الاخيرة جعلت هذه الخطوة من قبل القيادة الفلسطينية ضرورة، كما انهم متخوفون من ان يعزز هذا التواجد من الحضور الفلسطيني ومن قوة الطرح وايضاً أن يشكل انضمام فلسطين للعديد من المنظمات اداة لمحاسبة اسرائيل على جرائمها، وبالرغم من أن هناك قراراً امريكياً بقطع المساعدات عن أي منظمة تنضم لها فلسطين او الانسحاب منها،  لكنها فشلت بذلك ايضاً فهناك العديد من المنظمات لا تستطيع الولايات المتحدة الانسحاب منها،  مثل منظمة  (التجارة العالمية) او (الفاو) فتواجدها فيها حيوي ولن تستطيع منع فلسطيني من الانضمام اليها".

يشار إلى أن القانون الأميركي يمنع تمويل الوكالات التابعة للأمم المتحدة أو تلك المرتبطة بها التي تمنح عضويتها لفلسطين.