منال الزعبي - النجاح الإخباري - حطَّ العِلم رحاله في قصر الضيافة (سابقًا)،في مدينة رام الله، يوم الخميس (3/5/2018) فاردًا أجنحته على أرض المكتبة الوطنية في المحافظة التي تشهد معرض الكتاب الدَّولي للمرَّة الحاديةَ عشرةَ على التوالي.

وتحتَ شِعارٍ عانق عنان السماء "فلسطين الوَطن.. القدس العاصمة"، اجتمع المثقفون والأدباء والكتَّاب وكلُّ محبي الثقافة والكِتاب،في جَوٍّ ساده الإبداع والتألُّق؛ ليدَّل على إصرار الشعب الفلسطيني على جعل الثقافة حالةً نضاليَّة مستمرَّة، وأنَّ الفعل الثقافي لا يمكن محاصرته بالأسلاك الشائكة.

ويأتي المعرض هذا العام في الذكرى السبعين للنَّكبة، وفلسطين لا زالت تحاول استعادة حقَّها المسلوب في التاريخ والرواية والذاكرة.

ووزّع القائمون على المعرض كُتيِّبًا ضمَّ برنامج الفعاليات الثقافية لجميع أيّام المعرض.

وتقع الفعاليات في شقين جزء منها داخل المعرض والآخر في أماكن مختلفة في المحافظات، وتتنوَّع بين المحاضرات القيِّمة، وحفلات إطلاق الأفلام، وإعلان الجوائز، والمئوية والشخصية الثقافية للعام (2018)، والأمسيات الشعريَّة، بالإضافة إلى برنامج الأطفال واليافعين الذي حمل اسم (حكاية الولد الفلسطيني) تكريمًا للشاعر الفلسطيني الراحل أحمد دحبور، ويشمل الحكواتي والعروض المسرحية ودورات تدريبية حول كتابات وذكريات الانتفاضة الأولى، في جناح منفرد.

وضمن برنامج يوم السبت أعلنت اللجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية،عن قائمة الفائزين بجائزة القدس للثقافة والإبداع للعام (2018)، حيث ذهبت الجائزة بشقِّها المحلي إلى كلٍّ من الشاعر فوزي البكري المولود في القدس عام (1946)، وإلى مؤسسي ندوة "اليوم السابع" التي تتواصل منذ سبعة وعشرين عاماً كلَّ خميس في مقرِّ المسرح الوطني الفلسطيني (الحكواتي).

جاء ذلك في حفل خاص احتضنته قاعة الشهيد ماجد أبو شرار، القاعة الرئيسة للمعرض، وقدَّمها الوزير إيهاب بسيسو رئيس اللجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية، بحضور وزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم، ووزير القدس ومحافظها عدنان الحسيني، ورئيس هيئة مقاومة الاستيطان والجدار الوزير وليد عساف، ورئيس ديوان الموظفين العام موسى أبو زيد، وحشد من الشخصيات الاعتبارية والمثقفين وزوار المعرض.

وعربياً ذهبت الجائزة إلى دائرة الفنون (مؤسسة خالد شومان) في العاصمة الأردنية عمّان، وتسلمتها عادلة العايدي هنيَّة.

 أما عالميًّا، فذهبت جائزة القدس إلى المخرج البريطاني العالمي كين لوتش، الفائز بالسعفة الذاهبية لمهرجان كان السينمائي الدولي مرتين، وتسلَّمت الجائزة بالنيابة عنه المخرجة مي عودة.

وذهبت جائزة القدس التقديرية لهذا العام للفنان والخطاط الفلسطيني الراحل فلاديمير تماري، وتسلمتها بالنيابة عنه شقيقته الفنانة فيرا تماري.

أما جائزة عثمان أبو غربية للمبدعين فمنحت للباحثة سلمى الخالدي، مديرة مشروع في مؤسسة أرض الإنسان الإيطالية في القدس، كما منحت للمهندس طارق البكري الملقب بـ"حارس الذاكرة"، الذي قام بتطوير مشروع يربط المباني والمناطق المهجرة بأهلها أو من تبقى منهم في المنافي والشتات عبر تقنيات التواصل التكنولوجية المختلفة.

وقال وزير الثقافة رئيس اللجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية إيهاب بسيسو: "إنَّ إعلان الجائزة في كلِّ دورة، وهذه السنة أيضاً، يمثِّل خلاصة روح فلسطين بمبدعيها ومبدعاتها .. إنَّها فلسطين التي نؤمن بها، فلسطين الأجمل والتي نريد .. عندما نرى هذا الحجم من المبدعين والمبدعات والمؤسسات أيضاً بما قدموه للقدس وفلسطين، نشعر بالفخر وبأنَّ شعبنا لا يمكن أن ينكسر أو يهزم مهما بلغت سطوة الاحتلال وسياساته ضد القدس العاصمة وضد فلسطين، ونحن نؤسس لمستقبل أكثر ثراءً وأكثر عمقًا".

يشار إلى أنَّ فعاليات المؤتمر مستمرَّة حتى الثالث عشر من أيَّار.

وتبقى فلسطين رايةً خفَّاقة تلوح بالعلم والحريّة ونيل الحقوق رغم أنف المحتل.

في الرابط برنامج الفعاليات:

http://zoom-app.com/pibf/program.pdf