منال الزعبي - النجاح الإخباري - حين يكتب اللاجئ الفلسطيني الذي سكنته فلسطين وما سكنها، لكنَّ حبها انتقل إليه عبر الصور المرويَّة وتعابير وجه الأهل الذين تركوا خلفهم قلوبهم معلقةً على أمل العودة فنبضت بالبعيد، 

الكاتب بسام جميل ابن قرية حطين قضاء طبريا، مواليد دمشق (1984)، تنقَّل حاملًا آماله وآلامه من فلسطين إلى سوريا وأخيرًا لبنان.

قال بسام عن فعل الكتابة: "أصبحت الكتابة صيرورة عودتي المنتظرة، كلاجئ يكتب ملامح عودته و يسعى إلى أن تراه فلسطين بعين و قلب ما كتب عنها و عن أبنائها".

وأضاف، ملامح عودتي الأولى هي كتابي الأخير الذي كتبته عن الأسرى و اللاجئين معاً، و اخترت له عنواناً نسعى إليه جميعًا، "هكذا نجوت" أعادتني هذه الرواية إلى فلسطين بتفاصيل شتى، تفاصيل المكان و الزمان، إلى أن يكون حضوري فيها حسيًّا واثقاً، سأبقى أرتقب هذه العودة لي و لكلِّ أبناء شعبي.

رواية  الكاتب الفلسطيني بسام جميل "هكذا نجوت" صدرت عن دار الأهلية للنشر والتوزيع في العاصمة الأردنية عمان، وتقع الرواية في (255) صفحة من القطع المتوسط.

ووضَّح الكاتب الجميل في حديث له مع "النجاح الإخباري": "لم أبدأ رحلة الكتابة لأجل مجد فارغ، أو قضية عظيمة كما اعتاد كلُّ كاتب، بدأت الكتابة لتمنحني بطاقة عودة إلى فلسطين".

ويظلُّ اللجوء وخزًا يوجع اللاجىء أينما حلَّ فيلوح حلم العودة مسكنًا يبرق أملًا يلوح بالخاطر.

يقول الكاتب: "عدت وحيداً فاخترت أن أمضي إلى عزلتي و كتبي، إلى سطوري التي أبحث فيها عني و عن الغد الذي لا أعرف مع أي ريح سيدفعني".

تناول بسام في الرواية قصة الأسير المحرر "خليل ضيف"، وتداعيات الرواية التي كتبها خلال أسره، حين تقع بين يدي صحفية إسرائيلية لتكتشف الشبه بين بطل الرواية وزوجها الطيار الإسرائيلى المفقود، فتبدأ رحلة البحث عن زوجها مرَّة أخرى من خلال تقربها من كاتب الرواية، والتحقيق معه بحجة تعاطفها مع الشعب الفلسطينى.

 

تدور أحداث الرواية فى مدن افتراضية وهي لأبطال "متخيليين"، فيما تدور أحداث رواية الكاتب بسام جميل بين سجون الاحتلال ومدينة رام الله.

وتشارك رواية الكاتب بسام جميل في معرض الكتاب الدولي الذي سيفتتح غدًا في مدينة رام الله، وكم تمنى وسعى ليحصل على تصريح يخوله دخول فلسطين والمشاركة بحضوره فيضم النبض للقلب لكن يبقى الاحتلال عازلًا بين الفلسطيني وأحلامه إلى أن يشاء الله.

 

بسام جميل كاتب وقاص فلسطينى مواليد دمشق (1984)، يكتب وينشر في الدوريات العربية. صدر له عن دار أزمنة للنشر في عمان (2013) مجموعة قصصية بعنوان "دمشق واسمى"، وعن دار فضاءات (2014) رواية بعنوان "سيرتي المتخيلة"، وصفها الكاتب بـ

 

"ثلاث أبناء بعهدة الطريق"

 

من جهته، يرى الشاعر والباحث الفلسطيني المتوكل طه أنَّ "هكذا نجوت" يتماهى فيها الخيال المحموم بالواقع الذابح المرير، تؤذن بميلاد روائي مكرَّس، يستطيع أن يضع أمامنا مشاهد حياة الفلسطينى المهولة والقاسية، دون أن يفقد الكلامُ توتّره أو جدّته، ويُبقى الأحداث التى تعكس واقعاً أكثر عبثاً وسوريالية من أي فنتازيا يجترحها الخيال، فى أقصى حالاته وتصوراته.

 

وأوضح المتوكل طه أنَّ هذه الرواية الديستوبيا، شديدة الانتماء لجرحها الغائر، جريئة دون استعراض وتشاوف، وتحاول أن تقيم عالماً يقول للقارئ بأنَّنا ما زلنا على عتبة الزلزال. إنَّني لأغبط الكاتب على هذا الإنجاز، الذي سيحدث دويّاً يماثل ويليق بصرخة أسمعها تتصادى بين جنبات الكتاب.

بسام جميل رأى فلسطين بعين قلبه فنقلها بحرفية القلم والكلمة إلى القارئ تاركًا له الحكم

 

رواية هكذا نجوت