النجاح الإخباري - شكل الحادث الإرهابي الذي تعرض له رئيس الوزراء رامي الحمدالله ورئيس جهاز المخابرات ماجد فرج من محاولة اغتيال في 13 مارس الماضي أثناء قدومهما إلى قطاع غزة قرب معبر بيت حانون شمال قطاع غزة، نقطة فارقة في طريق المصالحة، وأكدت صوابية مبادرة الرئيس بضرورة تسلم الحكومة للقطاع للقيام بمهامها وعلى رأسها الملف الأمني، إلا أن حماس ومنذ اللحظة الأولى للتفجير أخذت توزع الاتهامات هنا وهناك لتبرئة نفسها إلى أن حمل الرئيس محمود عباس صراحة حركة حماس بالمسؤولية عن التفجير ووصفها بأنها مؤسسة لهذا النهج مع خصومها.

وبعد تصريحات الرئيس الشهر الماضي خلال ترأسه اجتماعاً للجنة المركزية لحركة فتح في رام الله، تجاه حركة حماس وتحميلها مسؤولية التفجير، رغم قيام الأخيرة بقتل المواطن عبدالرحمن أبو خوصة واتهامه بالمسؤولية المباشرة عن الحدث وخرجت بمؤتمر صحفي لأشخاص أكالوا اتهامات لشخص قتل برصاص حماس، إلا أنها استمرت بتسريب الشائعات عبر مواقعها الإلكترونية لإبعاد تهمة الحادث الإرهابي عنها إلى أن أعلنت اليوم في مسرحية جديدة بانها كشفت عن المتورطين في جريمة الاغتيال بالإضافة إلى اغتيال مسؤول قوى الأمن في غزة اللواء توفيق أبو نعيم، ووصلت إلى أبعد من ذلك واتهامهم بأنهم يعبثون في سيناء ويخططون لاستهداف شخصيات اوروبية تزور غزة والوفد المصري وووو ... ويؤتمرون من قبل جهاز المخابرات في رام الله بهدف خلط الأوراق.

الكاتب والمحلل السياسي الدكتور علاء أبو عامر، رأى أن ما ساقته داخلية حماس بأن السلطة برئاسة الرئيس محمود عباس سعت من خلال التفجير لتعطيل المصالحة أو إنهائها وضرب الاستقرار في غزة، متسائلاً الذي يطرح هنا .. وهل هي بحاجة لمثل هذا الأمر لتعطيل المصالحة؟ التي هي معطلة أساساً منذ 11عاماً!

وقال:" إذا كانت السلطة لا تريد المصالحة ولا تريد غزة فلماذا إذن تقوم بزعزعة الاستقرار فيها؟ و العمل لإنهاء حكم حماس ؟ ، موضحاً أن زعزعت الاستقرار وإنهاء حكم حماس بحسب بيان حماس يعني أن السلطة ترغب في إنهاء حكم حماس لاستعادة غزة وتوحيدها مع الضفة دون حماس، وهذا يتناقض مع كل الدعاية التي تقوم بها أطراف مختلفة تقول بأن السلطة لا تريد غزة، أما تعطيل المصالحة لأن السلطة لا تريد غزة ، فهي بتفجير وبدونه غير قائمة وشبه مستحيلة.

وأكد على أن أسوء ما في مؤتمر داخلية حماس هو توجيه التهمة لجهاز المخابرات العامة في رام الله بأنه يقف خلف جماعات إرهابية في سيناء. واعتبر ما ساقته داخلية غزة يعد كلاماً خطيراً جداً، وهو بمثابة آخر مسمار يدق في نعش المصالحة.

وتساءل كيف يمكن الحديث عن المصالحة بعد هذا المؤتمر الصحفي والاتهامات المباشرة لمخابرات السلطة بالإرهاب؟.

من جهتها، استنكرت عائلة صوافطة في بيان لها، كل الأكاذيب التي ساقتها حركة حماس على ابنها الأسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي أحمد فوزي صوافطة بشأن علاقته بحادثة اغتيال رئيس الوزراء رامي الحمدالله، هي محض خيالهم ومحاولة لخلط الأوراق وقلب للحقائق في الساحة الفلسطينية.

وحملت العائلة في بيانها، حركة حماس مسؤولية كل التبعات للإساءة لإبنها، المعتقل في سجون الاحتلال، وكان أسيراً سابقاً قضى زهرة شبابه في سجون الاحتلال بتهمة انتمائه لحركة الجهاد الإسلامي.

يشار إلى أن ربط حركة حماس المجموعة المزعومة التي فجرت موكب الحمدالله واللواء فرج،  بتاريخ 13/3/2018 بتفجير اللواء أبو نعيم بتاريخ 27/10/2017، يضع علامة استفهام كبيرة حول الإدعاءات والأهداف التي ساقتها نظراً لأن أبو نعيم نفسه صرح عقب التفجير الذي استهدفه بأيام بأن المجرمين الذين استهدفوه بزرع عبوة ناسفه داخل جيبه الخاص أصبحوا مكشوفين لدي أجهزته الأمنية ولكن لم يتم كشف اللثام عنهم، خاصة وأن هناك تسريبات أكدت بأن استهداف أبو نعيم كان نتيجة خلافات داخلية حول ملف المصالحة ومنعه من الاستمرار، كون أبو نعيم كان من أشد الداعمين للمصالحة إلى جانب يحيى السنوار الذي التزم الصمت بعد حادثة محاولة اغتيال أبو نعيم. وتساءل الشارع الفلسطيني كيف لرئيس جهاز الأمن أن يصل جيبه الخاص ويضع عبوة فيه بعيداً عن الدائرة المقربة منه.

إضافة إلى أن المثير للريبة هو الاتهامات بعبث المجموعة المزعومة للعبث بأمن سيناء، علماً أن الكل يعلم أن حماس هي من تسيطر بالحديد والنار على قطاع غزة، وعلى الأنفاق المنتشرة جنوب رفح مع مصر وترقب كل صغيرة وكبيرة تدخل وتخرج من القطاع، إضافة للاتهامات المصرية لها بالعبث بسيناء، إلى جانب مقتل العديد من عناصرها خلال حملة الجيش المصري ضد الإرهاب في سيناء.

يذكر، أن العديد من الجرائم التي وقعت في غزة خلال سنوات الماضية، أجبرت خلالها أمن حماس على تسجيل اعترافات تحت تهديد القوة لمتهمين لا علاقة لهم بالاحداث التي نسبت لهم ومنها تفجير الشيخ عجلين الذي قتل فيه أربعة من عناصر القسام وتم اتهام زكي السكني من حركة فتح بالقضية وتم الافراج عنه بعد عشر سنوات من الاختطاف، فيما المجرم كان معلوماً للجميع وهو من حركة حماس نفسها.

الجدير ذكره، أن رئيس الوزراء رامي الحمدالله أكد خلال الأيام الماضية أنه يعلم من الذين يقفون خلف التفجير الإرهابي الذي استهدفه في غزة، ومع ذلك أكد حرص الحكومة على اتمام المصالحة شريطة تسليم حماس القطاع للحكومة وهو ما ترفضه حماس بالأفعال على أرض الواقع.