عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - كثفت مصر جهودها هذه المرة من أجل التوصل لحلول جذرية وإحداث اختراق في ملف المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الفلسطيني الذي طال إحدى عشرة عاماً، خصوصاً وأن مصر لها تاريخ طويل وكبير في القضية الفلسطينية.

منذ عام 2007 وهو تاريخ الانقسام البغيض، حينما سيطرت حركة حماس بالكامل على قطاع غزة، ويعيش الفلسطينيون في قطاع غزة سنوات عجاف بسبب الحصار والدمار والويلات والأوضاع المعيشية الصعبة، الأمر الذي جعل القيادة الفلسطينية والمصرية التحرك من أجل إنقاذ هذا الوضع الذي يزداد سوءاً يوماً بعد آخر.

فإصرار مصر على رأب الصدع الفلسطيني لم يكن من فراغ، فالرئيس الفلسطيني محمود عباس أرسل رسائل للجانب المصري بأن تسلم حركة حماس كل المسؤوليات والصلاحيات في قطاع غزة للحكومة الفلسطينية، الأمر الذي جعل مصر تتحرك في هذا الجانب وترسل وفودها للقاء حماس في غزة بالإضافة إلى استقبالها قادة من حماس في القاهرة.

وعن سبب إصرار مصر هذه المرة في إتمام المصالحة الفلسطينية، يؤكد محللون سياسيون خلال أحاديثهم لـ"النجاح" أن فشل مصر في إحداث اختراق في هذا الملف يعني فشل التجربة المصرية، مشددين على أن مصر ستعمل ما بوسعها وجهدها من أجل إنجاح المصالحة.

وبحسب مصادر مطلعة في صحيفة "القدس العربي" فإن اختراقا حدث على صعيد ملف المصالحة خلال اللقاء، ويترقب أن يقوم المشرفون على ملف المصالحة في المخابرات المصرية، بتحركات جديدة خلال الأيام المقبلة، لدفع الملف إلى الأمام.

ومن وجهة نظر المحلل السياسي، أكرم عطا الله فإن الخيار المصري في هذه المرحلة هو إنجاح المصالحة الفلسطينية بكل الأحوال، معللاً أن فشل المصالحة يعني فشل التجربة المصرية.

ووفق تحليل عطا الله لـ"النجاح"، فإن مصر إن فشلت يعني فشل القوة المصرية في التأثير في الاقليم، لافتاً إلى ان هذا الأمر الذي جعلها تصر على الضغط على طرفي الانقسام لإنهائه.

الجانب المصري خلال لقاءاته بوفد قيادة حماس ووفد فتح في القاهرة أكد أنه مستمر في وساطته لإنهاء الانقسام، وكرر مقولته السابقة أنه "لا بديل عن المصلحة إلا المصالحة"، وأنه سيواصل التحرك لتطبيق بنود الاتفاق الموقع بين فتح وحماس في 12 أكتوبر الماضي، وأنه يحمل "خريطة طريق" لإنهاء الخلافات حول الملفات الشائكة في مقدمتها "تمكين»" الحكومة وإنهاء مشكلة الموظفين والجباية وغيرها من القضايا، إضافة إلى عرضه أمام وفد حماس من جديد مطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخاصة بملف المصالحة.

ليقول المحلل السياسي، عبد المجيد سويلم، في هذا السياق، إنه من الصعب التكهن أن تنجح مصر في إتمام المصالحة، لأنها تتوقف على التصارعات والتجاذبات داخل حركة حماس".

ولأن هناك تجاذبات داخل حركة حماس فلا يوجد اتفاق على إنهاء الانقسام على الطريقة التي تطالب بها القيادة الفلسطينية"، بحسب ما أضاف سويلم خلال حديثه لـ"النجاح"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن هناك جانب يوافق على مطالب الرئيس عباس، وهناك أجنحة لا توافق وترى أن هذه المسألة غير قابلة للتطبيق ولا يجوز لحركة حماس أن تسلم القطاع لحكومة الوفاق.

وتابع " مصر تحاول وتحاول جاهدة ولكن لست متأكداً من أنها ستتمكن من إنجاح ذلك"، مرجعاً سبب محاولات مصر المكثفة في هذا الجانب أن الأمور كادت أن تصل إلى الإعلان الرسمي عن الفشل.

وكان مدير المخابرات المصري قد زار قبل أكثر من أسبوعين  مدينة رام الله، والتقى هناك بالرئيس عباس، حيث نقل له "رسالة مهمة" من الرئيس عبد الفتاح السيسي، قبل أن يصل وفد من المخابرات المصرية السبت الماضي إلى غزة، حيث التقى قيادة حماس وعلى رأسها إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي، في مسعى لتقريب وجهات النظر، وإطلاق عملية المصالحة المتعثرة من جديد، بهدف تمكين الحكومة من إدارة قطاع غزة بشكل كامل.

وكان وفد من حركة فتح ضم كلاً من نائب رئيس حركة فتح محمود العالول وأعضاء اللجنة المركزية عزام الاحمد وروحي فتوح وسمير الرفاعي، قد وصل القاهرة الثلاثاء الماضي، لعقد اجتماعات مع الجبهة الشعبية والقيادة المصرية.

يشار إلى أن وفد من حركة حماس أيضاً  برئاسة العاروري يضم كلا من أعضاء المكتب السياسي موسى أبو مرزوق وخليل الحية وروحي مشتهى، وحسام بدران وزهير جبارين، قد عقد لقاءات مع المسؤولين المصريين في جهاز المخابرات العامة، وفي مقدمتهم اللواء عباس كامل.