عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - يستخدم الاحتلال الإسرائيلي بشكل كبير الرصاص المتفجر أو ما يعرف برصاص الدمدم والتوتو، في قمع المتظاهرين بمسيرات العودة السلمية شرق قطاع غزة، التي انطلقت في الثلاثين من آذار "يوم الأرض"، والمستمرة حتى 15 أيار ذكرى النكبة الفلسطينية.

والرصاص المتفجِّر أو رصاص الدمدم أو رصاص التوتو، هو نوع من الرصاص الخاص، صُمِّم ليتفجر في أجساد الضحايا، بهدف إيقاع أكبر قدر ممكن من الضرر الداخلي بهم. 

ويُعد الدمدم أو الرصاص الانشطاري المتفجر من أبرز الأسلحة التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين-خاصة الأطفال- منذ الانتفاضة الأولى وحتى الآن، رغم تحريمه دولياً.

وأخطر ما في الأمر، أن هذا الرصاص يطلقه قناصة محترفون يركزون على المناطق العلوية من جسم الإنسان، مما يتسبب في تهتك الأحشاء، إضافة إلى مدخل ومخرج الرصاص من الجسم.

أما التوتو فهو رصاص سريع الانشطار أي أنه (يتفتت ويتوزع) بالجسم، ويصيب عدة أماكن فيه، مما يجعلها (قاتلة) خاصة إذا ما أصابت مناطق حساسة.

محرم دولياً

ويُطلق رصاص التوتو من بندقية تسمى (روجر) ويُعين قناص خاص مغطى الوجه لهذه المهمة، و يعرف الجنود الملثمون هؤلاء باسم (قناصو التوتو)، إذ "يطلقون النار دون صوت، ويحددون مناطق حساسة بالجسم بهدف القتل، مع العلم أن المصاب لا يشعر بأنه أصيب به إلا بعد أن يسقط على الأرض.

الخبير بالشأن العسكري، اللواء المتقاعد واصف عريقات أكد أن جنود الاحتلال يستخدمون هذا الرصاص من أجل إيقاع عدد كبير من الفلسطينيين، بالإضافة إلى قتلهم بشكل سريع.

وبحسب عريقات خلال حديثه لـ"النجاح" فإن الرصاص المتفجر محرم دولياً، لافتاً إلى أن إسرائل تستخدمه منذ بداية احتلالها للأراضي الفلسطينية حتى الآن.

وقال : الاحتلال عاجز من قمع المظاهرات السلمية في غزة لذلك لجأ إلى استخدام كل الأساليب بما فيها الرصاص المتفجر، ونحن شاهدنا الكثير من الإصابات في صفوف الفلسطينيين بهذا الرصاص الذي هو محرم دولياً".

واستدرك اللواء عريقات: "لكن إسرائيل لا تعترف بأنه محرم دولياً ومنذ احتلالها وهي تستخدم كل الأسلحة المحرمة دولياً".

في ذات الإطار، اعتبرت المنظمات الحقوقية التوتو خطراً وفتاكاً، وتكمن خطورته في استخدامه من قناصين، يستهدفون ضحاياهم بطريقة مباشرة وقاتلة.

أما رصاص الدمدم فمن شأنه أن يحدث تغييرات مختلفة، فإمّا أن تنفجّر الرصاصة داخل الجسد محدثة شظايا فيه، وإمّا أن تعمل على زيادة الضغط الجوي حولها في داخل الجسد، ممّا سيَنتج عنه تفتيت للمكان الذي حوله، والذي تُغرس فيه الرصاصة.

وأيّما كان الأثر الناتج عن رصاصة الدمدم، يبقى من الأسلحة الخطرة جدّاً والمدمّرة، والتي غالباً ما يصعب علاج الأثر الناجم عنها.

مئات الإصابات

ورغم الخطر الناتج عن السلاح بشكل عام ومهما كان الاختلاف في شكله وماهيّته ومع ما يحمله في نهاية الأمر من الأذى والشّر، يبقى الدمدم من الأسلحة التي تحمل في طيّاتها ذلك الأكبر والمضاعف، حيث لا يكتفي بشل حركة الخصم وقدرته على المقاومة في اللّحظة ذاتها فقط، وإنّما يتعدّاها لسلب حياة المصاب بإحداث جروح يصعب الشفاء منها، فالرصاصة العاديّة من الممكن القيام باستخراجها ومعالجة مكانها بصورة تضمن شفاء المُصاب منها سواء قصرت هذه المدّة أم طالت والذي يعتمد بدوره على موضع الإصابة، أمّا في حالة رصاصة الدمدم فإنّ انشطارها إلى شظايا عديدة داخل الجسد تجعل من استخراج هذه الشظايا ضرباً من المستحيل ومن هنا جاء الإجماع على تحريمها دولياً.

الدكتور أيمن السحباني، مدير قسم الاستقبال والطوارئ في مستشفى الشفاء بغزة، قال في حديثه لـ"النجاح"، انه في كل حرب نفاجئ نحن كطواقم طبية بأن الاحتلال يستخدم نوعية أسلحة جديدة، وما رأيناه مؤخراً في الإصابات خلال مسيرة العودة غير اعتيادية".

وأضاف " كان في الماضي يأتينا إصابات من الرصاص المتفجر، لكن على ما يبدو أن الاحتلال طور هذا الرصاص ليصيب أكثر قدر ممكن في جسم الإنسان، ونحن عالجنا مئات الإصابات من خلال الرصاص المتفجر".

وأشار إلى أن الإصابات بالرصاص المتفجر تختلف عن الإصابات العادية، "فالإصابات العادية لديها مدخل صغير ومخرج صغير، أما الإصابة بالرصاص المتفجر يكون المدخل صغير والمخرج كبير".

وتابع مدير قسم الاستقبال والطوارئ في مستشفى الشفاء "تعمل هذه الرصاصة على تهشيم العظام وتقطيع الأوتار والأوردة والأعصاب، وتمزيق العضلات"، لافتاً في الوقت ذاته إلى أنه في حال أصيب شخص بالأطراف العلوية بالرصاص المتفجر فإنها تؤدي إلى الوفاة فوراً، واسشتهد العديد في مسيرات العودة بهذا الرصاص، وفق السحباني.

الجدير بالذكر، أن الدمدم مصرح لاستخدامه فقط للصيد وقتل الحيوانات لكن أخطره ما تستخدمه إسرائيل ضد شعبنا من طرف قناصة محترفين بعد أن طورته بإضافة اليورانيوم المنضب، مما يعطيه قوة اختراق أكبر تُحدث فجوات مريعة.