غيداء نجار - النجاح الإخباري - تتبادل بعض وسائل الإعلام ومواقع تواصل اجتماعي أنباء مفادها أن هناك جهودا ووساطات تبذل لاتمام صفقة الإفراج عن جنود الاحتلال المحتجزين لدى حركة حماس في غزة وبالمقابل تفرج سلطات الاحتلال عن أسرى تطالب حركة حماس بالإفراج عنهم، وكانت إسرائيل قد طالبت وما زالت من حركة حماس عبر وسطاء وبشكل علني الإفصاح عن أسماء جنودها المحتجزين وجثامينهم وعددهم وإن كانوا ما زالوا على قيد الحياة أم أموات، فيما لم تصرح كتائب القسام وجهات المقاومة بهذا الخصوص حتى هذه اللحظة وترفض الإفصاح.

وكان قد أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، استعداد الحركة للتفاوض على صفقة لتبادل الأسرى مع إسرائيل وذلك عبر طرف ثالث وسيط.

وجاء في خطاب لهنية بمناسبة "يوم الأسير الفلسطيني" قال: "أطمئنكم جميعا بأن لدى المقاومة ما يمكن أن يحقق الأمنية الكبيرة ونحن مستعدون أن نبدأ المفاوضات حول صفقة للتبادل عبر طرف ثالث".

وتابع: "قيادة المقاومة تعاهد الأسرى وأهلهم وأبناء شعبنا الفلسطيني أن تكسر قيد أسرانا الأبطال في سجون الاحتلال، وسيأتي اليوم الذي يدفع فيه الاحتلال الثمن بالإفراج عن أسرانا".

وشدد هنية، على أن قضية الأسرى وتحريرهم على طاولة قيادة الحركة، وأضاف: "في إطار التداول العلني وغير العلني، نفكر بكل الطرق والوسائل لأن نكسر القيد ونعيد أسرانا، ولا يمكن أن نقبل استمرار القيد والسجن وهذه المعاناة خاصة، وأن من أبطالنا الأسرى من مضى عليهم عشرات السنين" في المعتقل.

وبحسب المحلل السياسي أكرم عطا الله، فان صفقة التبادل والتي جرت عام 2011 تمت دون اشراك السلطة، فهي مسألة لها علاقة مباشرة بحركة حماس، ومصر على مدار السنوات السابقة تفاوضت مع حماس دون تدخل السلطة،  خاصة وأن إسرائيل تراوغ ولو أرادت التفاوض مع السلطة لحاولت ممارسة الضغوط،  وأضاف، أن ما حصل في صفقة الأحرار عام 2011 من الممكن ان يتكرر بصفقة جديدة.

غطاس: الأمور صعبة

وقال النائب في البرلمان المصري د.سمير غطاس: "حتى الان ليس هناك حل ونهاية واضحة للصفقة، لكن بين كل فترة وآخرى يعود الحديث عن صفقة جديدة برعاية مصرية وأجنبية "المانيا"، التي دخلت على الخط كما كان لها دور سابق في صفقة شاليط".

وتابع غطاس في اتصال هاتفي مع "النجاح الإخباري": "حماس من عادتها أن توقت هذه الصفقة مع أحداث أخرى فهي تريد أن يكون هناك بعد سياسي، واعتقد أن شروط الصفقة غير متوفرة بشكل كامل للآن، وحديث رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامن نتنياهو أنه لن يترك جنوده المأسورين لدى حماس طويلا ما يعني أن  هناك تقدم نسبي في المفاوضات ولكن لا أعتقد أننا على وشك إتمام مثل هذه صفقة، فما تزال الأمور صعبة".

فارس: لم نبلغ بأي جديد

رئيس نادي الأسير قدورة فارس قال في تصريح لـ:النجاح الإخباري:: "للآن لم تؤكد مصادر رسمية حدوث أي تقدم في صفقة تبادل الأسرى، مفاوضات التبادل الأفضل لها السرية بعيدا عن الاعلام كونه أحيانا يعطل المسارات".

جعارة: لا بد من صفقة

بدوره، أشار المختص في الشأن الإسرائيلي د.عمر جعارة إلى أن نتنياهو بعث برسالة لأهالي جنوده المحتجزين: هدار غولدن، واورن شاؤول، وابراهام ماغنيستو : "إننا لن ننسى لم ولن ننسى أبناءكم، وواجب علينا إعادتهم لبيوتهم". على حد وصفه.

وأضاف جعارة في تصريح لـ"النجاح الإخباري": "كلي يقين أن تكون هناك صفقات ستنفذ في الوقت الراهن، ولن تختلف كثيرا عن الصفقات السابقة"، موضحاً أن لعائلات الجنود المحتجزين دور بالضغط على نتنياهو، حيث اقام عائلة الجندي ماغنيستو خيمة امام منزل رئيس الوزراء واستمرت ما يقارب للشهر، وهي بالمقابل تطلب منهم التريث والصبر".

يذكر أن حركة حماس كانت قد وقعت مع سلطات الاحتلال في 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2011، صفقة لتبادل المعتقلين مع إسرائيل بوساطة مصرية، تم بموجبها إطلاق سراح 1027 معتقلا فلسطينيا، مقابل إطلاق حماس سراح الجندي جلعاد شاليط، الذي كان محتجزا لديها، لكن سلطات الاحتلال قد نكثت في الاتفاقية وأعادت في حزيران/ يونيو 2014 اعتقال 60 من المفرج بذريعة عودتهم للمشاركة في أعمال المقاومة، على حد زعم إسرائيل.

وفي عام 2014 أقدمت إسرائيل على شن هجوم على قطاع غزة، تمكنت فصائل المقاومة حينها من احتجاز عدد من الجنود الاحتلال ولم يفصح عنهم للآن سواء كانوا موتى أم أحياء، وقد طالبت وما زالت تطالب دولة الاحتلال المقاومة في غزة باطلاق سراحهم ولكن الفصائل ترفض الإلا إذا أعادت إسرائيل الافراج عن من اعادوا اعتقالهم من الفلسطينين بصفقة شاليط.

يذكر أن قوات الاحتلال تعتقل قرابة 6500 أسير وأسيرة في سجونها وفق آخر معطيات نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى والمحررين لمناسبة يوم الأسير الفلسطيني الذي صادف السابع عشر من نيسان الجاري.