نهاد الطويل - النجاح الإخباري - وأخيرا حسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كافة التكهنات التي راجت في واشنطن خلال الأشهر القليلة الماضية، لِجهة التخلص من وزير خارجيته ريكس تيلرسون وتعيين مدير وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" مايك بومبيو، بدلاً منه.

وفي هذا الصدد أكد الخبير الاستراتيجي د .عامر السبايلة أن من شأن هذا التطور أن يظهر الوجه الحقيقي للإدارة الأمريكية.

ومن وجهة نظر السبايلة فإن ادارة ترامب لا يصلح لها تيلرسون.

ويؤكد السبايلة أن المشاكل مع تريلسون كانت واضحة منذ البدية ولم تكن العلاقة تشهد تناغما وصولا الى خواتيم هذه الأمور.

وأضاف لـ"النجاح الإخباري:" لنتذكر نقطة مهمة تحدث عنها ترامب في خطبته في الامم المتحدة عندما تحدث ان هذه الإدارة تقودها الرؤية الامنية وهذا مؤشر أساسي وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" هي المحرك الأساسي الذي يعبر عن ادارة البيت الأبيض وليس تيلرسون".

وردا على سؤال يتعلق بالتعاطي الأمريكي مع ملف السلام في المنطقة على ضوء قرار عزل تريلسون وزرع عقلية جديدة للخارجية.

 يؤكد السبايلة أن هذه العقلية كانت ذاهبة في هذه المنطقة باتجاه محاولة فرض رؤيتها عبر اعلان القدس "عاصمة لاسرائيل" ونقل السفارة من"تل أبيب".

"ونجاح الولايات المتحدة في ملفاتها الأخرى هو التي سيسهل عليها فرض هذه الرؤية ونعتقد انها ستسمر من زاوية إذا ما نجحت في تأزيم الجميع." أضاف السبايلة.

وتابع:"اذا ما نجحت في تأزيم الجميع اعتقد انها ستكون قادرة على فرض رؤيتها لجهة تعجيل السلام عبر التعويض في السلام الاقتصادي وخلق فرص لشعوب هذه المنطقة لتعيش على هذا السلام وتأجيل الحل السياسي قبل الإعلان عن تحقيقه لاحقا".

3 ملفات حاسمة

مشددا أن استراتيجية تأزيم ايران  التي كانت تقودها "سي آي إيه" على حساب وزارة الخارجية اضعفت الأخيرة في الفترة السابقة وأضعفت وزيرها (تيلرسون) رغم اعطائه الفرص ولم ينجز في هذا الملف".

كما أن ملف تركيا والاكراد لم ينجح تريلسون به ناهيك عن الأزمة الخليجية.

وفي الملف السوري يعتقد السبايلة أن سوريا ستكون أول المسارح فهي نقطة اشتراك جميع الملفات بما فيها ايران وروسيا وتركيا والنظام السوري واسرائيل.

ويؤكد السبايلة أن العقلية الجديدة للخارجية الأمريكية ذاهبة في اتخاذ قرار التأزيم لاعادة رسم فكرة توزيع "الغنائم" في سوريا ووضع يدها على كثير من الامور .

ويستدرك السبايلة :"لكن التأزيم لن يصل الى حرب مفتوحة".

كوريا أم ايران

ويأتي قرار ترامب في وقت يستعد فيه للرهانات والمحادثات "التاريخية" مع رئيس كوريا الشمالية "كيم جونغ أون"، وقد أعلن مسؤول أميركي في معرض تبرير قرار الإقالة أنّ "الرئيس أراد تغيير فريقه قبل المفاوضات المرتقبة مع بيونغ يانغ".

إلا أنّ الرئيس الأميركي قال للصحافيين عقب قراره، إنّ لديه "خلافات مع تيلرسون بشأن قضايا رئيسية تشمل الاتفاق النووي الايراني... كان لديه عقلية مختلفة... وأعتقد أن ريكس أكثر سعادة الآن"، من دون الإشارة إلى موضوع كوريا الشمالية.

ويُذكر أن تيلرسون كان محبطاً عندما وافق ترامب، من جانب واحد، على الاجتماع مع كيم، إذ لم يُبلغه بالأمر، فيما بدت الخارجية منزعجة إثر ظهور بومبيو في برنامج تلفزيوني الأحد الماضي لشرح تطورات كوريا الشمالية، من دون أن يشير إلى تيلرسون.

 لذلك فإن التغيير جاء ببومبيو، وهو عدوّ متهوّر للاتفاق النووي الإيراني، فيما لا تزال أمام ترامب مهلة تمتدّ حتى شهر أيار المقبل ليقرر ما إذا كان سيسحب الولايات المتحدة من الاتفاقية التي أقرّها سلفه باراك أوباما.