نهاد الطويل - النجاح الإخباري - لا يبدو أنّ المصالحة قريبة من تحقيق أي إنجاز عملي على أرض الواقع، في ظلّ تباعد الرؤى وعودة الاتهامات والتصعيد الإعلامي بين حركتي حماس وفتح.

تعثر يفسره تطور جديد يتضمن مقترح لتشكيل لجنة ثلاثية للإشراف على المصالحة تتكون من قائد حماس في القطاع يحيى السنوار وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد بالإضافة لمسؤول الملف الفلسطيني في جهاز المخابرات المصرية، الى جانب المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف.

تدحرج ملف المصالحة الى حضن الأمم المتحدة عبر منسقها في المنطقة يرى فيه المراقبون أنه تطور بالغ الأهمية وقد تكون بمثابة قوة دفع إضافية بحسب مراقبين.

وفي هذا الإطار يؤكد المحلل السياسي حمزة أبو رمان أن محاولة حماس إعادة إشراك المجتمع الدولي في اتفاق المصالحة لضمان تحقيقه وفق الأسس الذي تضمن عدم تحريفه عن مساره.

مؤكدا لـ"النجاح الإخباري" أن حركة حماس ما زالت تشعر بالعزلة.

وشدد أبورمان أن استدعاء دور أممي في ملف المصالحة قد يقود مع كل الجهود المبذولة لمعالجة كل الملفات في غزة بما فيها الأزمة الإنسانية الخطيرة التي طالما حذرت منها الأمم المتحدة.

"كما أن من شأن هذ التطور اغتنام الزخم الإيجابي لتسريع توقيع اتفاق أشمل ينهي الأزمة ويفتح على تمكين أوسع لحكومة الوفاق في القطاع في وقت لا زالت فيه الأخيرة تشترط تسلّمها القطاع كاملاً قبل أية حلحلة للأزمات في وقت لم تحقّق زيارة وفد حركة "حماس" للقاهرة أي جديد في الملف." تابع أبورمان.

وشدد أبو رمان بأن المقترح الحمساوي بتشكيل لجنة ثلاثية للإشراف على المصالحة بإشراف أممي قد يفسر على أزمة ثقة وفجوة كبيرة بين الفرقاء.

 وكان رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، قد قال عقب لقائه قبل يومين بقيادة الفصائل الفلسطينية، إن "قطاع غزة على فوهة البركان ومن الممكن أن ينفجر، في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها"، لافتا إلى وجود إدراك مصري لخطورة الأوضاع الإنسانية، وأن هناك توجها من مصر لمعالجة الأزمات في غزة .

ملادينوف الذي رفع وتيرة زياراته للقطاع في الأونة الأخيرة كان في هذا الإطار قد عرض دعما أمميا لجهود إتمام المصالحة منذ اليوم الأول في أعقاب توقيع اتفاق القاهرة بين حركتي فتح وحماس في العاشر من سبتمبر 2017 ..

ويجرى وفد أمني مصري منذ 25 من الشهر الماضي لقاءات مع وفود فصائل وشعبية وأخرى حكومية في قطاع غزة لكن دون إعلان أي تقدم في مساعي تنفيذ تفاهمات المصالحة أو حتى فشل كل المساعي.

وكان يتوقع أن يصل وفد من أعضاء اللجنة المركزية لحركة "فتح" الى غزة خلال الأسابيع الماضية  للقاء قيادة حركة "حماس"، لكنها هذا لم يحدث من دون إبداء الأسباب.

وحاول موقع "النجاح الإخباري" الإتصال بعدد من أعضاء اللجنة للوقوف معهم على هذا الملف ومواكبة كل التفاصيل الا أننا لم نتمكن من أخذ رد فوري.

ويأتي استمرار تعثر تحقيق المصالحة مع إعلان منظمة التحرير توجهها لعقد دورة اجتماعات للمجلس الوطني في مايو المقبل وسط ترجيحات بعدم مشاركة حماس والجهاد الإسلامي فيها.

مشهد يدفع مليوني غزي الى مزيد من الإحباط في ظل التعثّر المستمر للمصالحة ومعه تتزايد المخاوف من شن الاحتلال عدواناً عسكرياً واسعاً على القطاع مع استمرار تحليق الطيران الاستطلاعي والحربي في أجواء وسماء القطاع.