نهاد الطويل - النجاح الإخباري - في أول خطاب للرئيس محمود عباس، أمام مجلس الأمن منذ تسع سنوات، دعا إلى إنشاء "آلية متعددة الاطراف" لحل القضية الفلسطينية عبر "مؤتمر دولي للسلام ينظم في منتصف 2018... يستند الى قرارات الشرعية الدولية، ويتم بمشاركة دولية واسعة تشمل الطرفين المعنيين، والأطراف الإقليمية والدولية الفعالة، وعلى رأسها أعضاء مجلس الأمن الدائمون والرباعية الدولية، على غرار مؤتمر باريس للسلام أو مشروع المؤتمر في موسكو كما دعا له قرار مجلس الأمن 1850".

وفي أول تعليق له على الخطاب قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، إن الخطاب أمام مجلس الأمن، وطرح مبادرة سلام تستند إلى القانون والشرعية الدولية والمبادرة العربية، يشكل فرصة تاريخية على المجتمع الدولي التقاطها من أجل صنع سلام عادل وشامل وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتجسيد سيادة دولة فلسطين على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضايا الوضع النهائي وفقاً لقرارات الشرعية ذات الصلة بما فيها قرارات مجلس الأمن 242، و338، و478، و2334.

وأشار عريقات في بيان له إلى أن الرئيس عباس لم يدخر جهداً في إيصال رسالة السلام إلى العالم، واستثمر هذا التجمع الدولي الهام الرافض للاحتلال وإجراءاته غير القانونية، من أجل ترجمة رفضهم إلى إجراءات ملموسة وعملية تعبر عن احترامهم لوظيفتهم باعتبارهم المسؤولين عن حماية منظومة الأمن والسلم الدوليين، ومن أجل التأكيد على رفض القرار الأمريكي الأحادي وإلغائه فيما يتعلق بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل.

وبعدما عرض أبومازن خطته للسلام طالب أعضاء المجلس بشكل مباشر:"نرجو منكم مساعدتنا!".

وسط تصفيق شديد من الحاضرين، غادر القاعة من دون أن يستمع إلى كلمة السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة وبقية المتحدثين، علماً بأن من الحاضرين جاريد كوشنر، وهو صهر الرئيس الأميركي ويتولى دور وسيط في المباحثات مع القيادة الأمريكية.

مشهد اعتبره الكثيرون بمثابة "اشتباك بذخيرة دوبلوماسية فلسطينية حية"  في مجلس الأمن الدولي.

كذلك، كرر الرئيس مطالبته الدول التي لم تعترف بفلسطين باتخاذ هذا القرار، واعداً بأنه "خلال الفترة القادمة، سنكثف جهودنا للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، والعمل على تأمين الحماية الدولية لشعبنا"،

ومضيفاً: "لم نرفض ولا مرة واحدة دعوة للمفاوضات".

رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سارع إلى التعليق على الخطاب ، مدعيا إنه "لم يأت بجديد... الرئيس الفلسطيني يواصل التهرب من عملية السلام".

كذلك، استفزت مغادرة الرئيس ابو مازن للقاعة مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، من دون الاستماع إلى مداخلتها.

قائلة: "لن أقبل نصيحة واحد من كبار المفاوضين لديك، وهو صائب عريقات عندما طلب مني أن أخرس... لا، سوف أتحدث بأعلى صوتي عن الحقائق الصعبة".

 وتابعت: "نحن مستعدون لكي نتحدث معك (عباس) لكننا لن نجري وراءك... ليس عليك أن تمدح قرارنا ولا حتى أن تقبله، ولكن عليك أن تعرف التالي: هذا القرار لن يتغير".

وخلال الجلسة، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، عن التزام المنظمة الدولية بالعمل على حل الصراع الفلسطيني ــ الإسرائيلي على أساس "حل الدولتين"، مشدداً على "عدم وجود خطة بديلة".

 أما منسّق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، فركز على الحديث عن غزة التي قال إنها "ستواجه انهياراً مؤسسياً واقتصادياً كاملاً ما لم نتخذ خطوات فورية لمعالجة أوضاعها الإنسانية وإنعاش اقتصادها"، مضيفاً: "نعتقد أن الوقت قد حان لإعادة غزة إلى سيطرة السلطة الفلسطينية الشرعية، لأنه لا يمكن أن تكون هناك دولة فلسطينية دون وحدة فلسطينية".