غيداء نجار - النجاح الإخباري - كثرت في الآونة الأخيرة وصول الرسائل على موقع الفيسبوك التي يكون فيها مثلاً دعاء أو نصيحة ويطلب منكأن ترسلها لباقي أصدقائك أو عدد منهم، وستسمع خبراً جيِّداً الليلة،أو أمنتك بالله أن ترسلها وتنشرها، أو أن يقول: لا تَمْسَحْها أمانة في عُنقك إلى يوم القيامة.

رسائل تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي الفيسبوك على تطبيق الماسنجر بكثرة، لدرجة أنها أصبحت مزعجة للبعض بالإضافة عن كون بعضها مسيء للإسلام ويظن مرسلها أنه بهذا يفعل خيراً، لكنه مخطأ.

يقول الداعية أحمد شرف لـ"النجاح الإخباري": لا شك أن الاستفادة من الوسائل الحديثة كالجوال والبريد الالكتروني في نقل النصيحة والموعظة والتذكير والتوجيه عمل نافع وأمر مثمر فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا )، وعن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ( مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِه)، فإذا كتب المسلم نصيحة شرعية وأرسلها إلى مجموعة من الناس، فعملوا بها، كان في ذلك أجرٌ عظيم له".

وأضاف: "لكن من الأسف خلط الناس بين العمل النافع بآخر سيء، وهو الوقوع في نوع الدجل والباطل، كقول المرسل إذا أرسلت الرسالة سوف تسمع خبراً سعيداً !! فهذا رجم بالغيب والتقوّل على الله وضرب من الكهانة، فليس هناك دليل شرعي على أن من تلقى النصيحة وأرسلها لغيره أنه سيسمع خبراً سعيداً، فربما يسمع خبراً سيئاً".

وتابع متسائلاً: من يقول مثل هذه العبارات هل جاءه خبر عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أن من فعل ذلك حصل له ما قال فعلاً؟ موضحاً أن هذا افتراء على الله.

بالإضافة لكون هذه الرسائل مسيئة للإسلام وتنشر ما ليس صحيحاً، فهي تشكل إزعاج للبعض، فما أن ترسل هذه الرسالة لأحدهم وتبدأ بالانتشار فيصلك العديد منها بذات الوقت، وهناك من يشعر بتأنيب الضمير والخوف من إنه غذا لم يعيد نشرها فإنه سيأثم او يحدث له مكروه، ويقول الداعية شرف: "هذا كله باطل ولا أصل له، فكيف نحكم عليه بالاثم بغير موجِبٍ من الشرع، وهل نعلم بالغيب حتى نقول له أنه سيحدث لك مكروه، فترتيب الثواب والعقاب على عمل من الأعمال إنما مردّه إلى الله تعالى ، فالحلال ما أحله، والحرام ما حرمه، والثواب والعقاب من عنده، ومن قال في ذلك شيئاً بغير برهان منه فقد افترى، وقد قال سبحانه : ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ).

وشدد الداعية شرف أنه من الأصل أن يقول صاحب الرسالة: ان من يرسل هذه الرسالة أسأل الله أن يثاب ويؤجر، داعياً المسلمين إلى الوعي والفهم الصحيح للدِّين، والابتعاد عن كل ما من شأنه تشويه صورته؛ فكثير من هذه الرسائل مليء بالخرافات والأكاذيب.