النجاح الإخباري - شكل ارتفاع أسعار الدواجن في أسواق قطاع غزة صدمة كبيرة للمواطنين الذين يعيشون ظروفاً اقتصادية عصيبة، الأمر الذي دفع الكثير منهم للعزوف عن شرائها في يوم الجمعة واللجوء للحوم الطازجة والمثلجات والأسماك، وسط استغرب واندهاش من الارتفاع المفاجئ مع الوضع الاقتصادي الهش.

وشهدت أسعار الدواجن التي خلال الفترة الماضية انخفاضاً في أسعارها حيث وصل سعر الكيلو إلى 7 شواقل وكان الباعة يشتكون قلة المشترين رغم رخص ثمنهن؛ إلا أنه ارتفع اليوم الجمعة إلى 16-17 شيقل للكيلو الواحد، وشكل صدمة كبيرة لجميع المواطنين.

وبالمقارنة مع أسعار اللحوم، وصل سعر كيلو اللحم الأحمر الى 30 شيقلاً وهو سعر اقل بكثير مما اعتاد عليه المواطنون، وكذلك الأسماك الطازجة والمجمدة.

ويعاني قطاع غزة ظروفا اقتصادية غير مسبوقة، الأمر الذي انعكس على القدرة الشرائية للمواطنين، واجبرت الظروف التجار الى التفنن في استجلاب المواطنين لتنشيط الحركة التجارية من خلال العروض الجذابة، ولكنها لم تحرك ساكناً.

وحذر اقتصاديون ومؤسسات أممية من انهيار الأوضاع الاقتصادية في القطاع المحاصر، وحثوا وناشدوا المؤسسات الاغاثية لمساعدة السكان في القطاع والبالغ تعدداهم نحو 2 مليون فلسطيني.

وبالعودة لأسعار الدواجن، تساءل المواطنون عن سبب الغلاء المفاجئ في الأسعار؟ ومن يقف خلفه؟ دون أن يجدوا اجابة كافية، وحتى لو وجدوا لن تنفعهم.

المواطن هيثم عوض في العقد الرابع من عمره ورب أسرة مكونة من سبعة أفراد، قال لمراسلنا، انه غير قادر على شراء الدجاج بالمطلق لذلك سيلجأ لشراء الأسماك المجمدة أو الدواجن المجمدة الأقل سعراً. وأضاف أنه يحتاج إلى 120 شيقلاً اذا اراد ان يشتري دجاجاً، بينما لن يكلفه شراء 4 كيلو سمك مجمد من نوع جرع سوى 45 شيقلاً.

واستغرب الارتفاع الجنوني في أسعار الدواجن، متهكماً أننا لو ذهبنا للندن أو باريس او موسكو ستكون الأسعار أقل من ذلك.

وربط ارتفاع الأسعار بتحسن ساعات وصل الكهرباء، لافتاً إلا أنه في ظل أزمة الكهرباء الشديدة والتي كانت تصل إلى ثلاث ساعات وأقل انخفضت الأسعار ووصل سعر الكيلو لـ 7 شواقل وأقل، والمواطن لم يقبل على شرائها لعدم قدرته على حفظها في الثلاجات، أما اليوم ومع وجود الكهرباء بشكل أفضل من السابق يبدو أن المزارعين يحاولون أن يعوضوا خسائرهم على حساب المواطن المنهك أصلاً.

في ذات السياق، رفض المواطن عبد الرحمن صالح التوجه لمحل بيع الدواجن أصلاً، مصطحباً ابنه لسوق السمك مباشرة. معقباً على ارتفاع الأسعار بتهكم.. الله يجزيهم الخير ريحونا من الدجاج وأجبرونا على شراء ما هو أفيد منه ألا وهو السمك.

واتهم الذين يقفون خلف ارتفاع الأسعار ومن يعدهم بالمجانين، وانهم لن يجدوا من يشتري بضاعتهم وسيتكبدون خسائر أكثر مما لو باعوها بسعر تكلفتها.

وعزا ارتفاع الأسعار إلى أنها لعبة تجار ويقف خلفها من يدعمهم، محملاً وزارة الزراعة المسؤولية عن الأمر وعدم وقوفها في وجه المزارعين والتجار.

ويعتاد المواطنون في كل يوم جمعة على شراء الدواجن على الغذاء حيث تتجمع كل أفراد الأسرة في العطلة على مائدة واحدة، لذلك تجد الأسعار في هذا اليوم بخلاف باقي أيام الأسبوع ترتفع قليلاً لكن ليس بهذه النسبة الكبيرة جداً.

من جهته أوضح رئيس دائرة الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة بغزة طاهر أبو حمد، أن سبب ارتفاع أسعار الدواجن جاء نتيجة تكبد المزارعين خسائر فادحة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، حيث كانوا يبيعون بأسعار أقل من التكلفة، لافتاً إلى أن الارتفاع مؤقتاً.

وأشار أبو حمد إلى أن الركود الاقتصادي الذي يعيشه القطاع عاد سلباً على المزارعين، وكان له الدور الأكبر في ارتفاع الأسعار وتأثيره بشكل مباشر على المواطن الغزي.

ومع ارتفاع أسعار الدواجن في العلالي، ارتفعت الانتقادات من قبل المواطنين بدرجة أعلى وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن أبرز التعليقات التي جاءت على ارتفاع الاسعار ما كتبه المواطن إبراهيم أبو شعر:" محدش يشتري دجاج خلي اللي رفع السعر يشبع مشاوي هو وأولاده" وكانت أغلب التغريدات تحث على مقاطعة شراء الدجاج عقابا على من يقف خلف رفع السعر، واستبداله بالحبش او اللحوم الحمراء أو الأسماء .