النجاح الإخباري - أشتاق لأمي كثيرا، كل صباح عندما أهم للذهاب لمدرستي أتذكرها، أحب أن تكون معي، تجهز لي الفطور، وأطبع على خدها قبلة، كما كنت أفعل قبل اعتقالها، أشعر أنني أختلف عن باقي أطفال العالم.. 
أمي في السجن... أمي مظلومة، أريد مساعدتي حتى تعود الى بيتها، وأعيش في حضنها كبقية أطفال العالم".

كلمات تحدث بها الطفل معتصم جعابيص (10 اعوام)، الطفل الوحيد لوالديه، عن والدته الأسيرة إسراء جعابيص، التي حكمت بالسجن 11 عاما، أمضت منها عامين ونصف تقريبا.

وأضاف: "كل ما أطلبه من العالم أن يساعدني في معالجة أمي التي تعاني حروقا في جسدها.. أمي مظلومة، لكني أشعر بالفـخر.. إنها بطلة".

أمنيتي أن يأتي يوم أرجع فيه من مدرستي لأجد أمي في البيت، وتعود أيام السابقة.. تطبخ لي الطبخة التي احبها كثيرا وهي "المجدرة" (عدس ورز)، و"المعكرونة" أحن إلى ذلك كثيرا، قال الطفل.

"الأم لا تعوض.. ولا واحد بعرف قيمة الام إلا إذا فقدها أو غابت عنه.. أبوي موفر لي كل شيء لكن لا يمكن أن يعوض دور الام"، هكذا عبر الطفل جعابيص عن شعوره بغياب والدته، ذلك وهو يقف وسط عشرات المشاركين في وقفة تضامنية مع الأسرى في سجون الاحتلال نظمت في بيت لحم أمام مقر الصليب الأحمر الدولي.

الطفل معتصم يتذكر يوم اعتقلت قوات الاحتلال أمه.. يوم اعتقال أمي كنت عائدا من مدرستي، سألت والدي أين أمي، في البداية فكرت أنها في عملها أو بالجامعة، لكن بعد قليل عرفت أن أمي معتقلة عند إسرائيل.. بكيت كثيرا، وحزنت جدا.

وعند سؤال مراسل "وفا" للطفل معتصم عن أول زيارة له لأمه في سجون الاحتلال، توقف عن الحديث وتردد بالإجابة، بعدها عاد وقال: أول مرة زرتها شعرت بحزن أمي ومعاناتها من وضعها الصحي.. بكيت، ورفضت أن أتركها بعد انتهاء الزيارة.

عندما التقيتها في المعتقل كانت تلبس على وجهها قناعا، وتضع قفازات في يديها، قلت لها "ماما أنا حابب أشوف وجهك"، لبت طلبي فورا ونزعت القناع.. "اندهشت لما شفت وجه ماما"، حزنت وحضنت أمي بحرارة وأنا أبكي كثيرا.

يؤكد الطفل معتصم أنه وفاء لأمه ولكل الأسرى، يحرص على المشاركة في الاعتصامات التي تنظم تضامنا مع الأسرى برفقة عمته التي تصر على أن تكون إلى جانبه.

عمة الطفل تغريد، قالت: منذ اعتقال والدته أصبح لديه العصبية... يفضل في أحيان العزلة... يجلس ويسرح في التفكير.. وكثيرا ما يكرر نفس السؤال لماذا اعتقلت أمي؟ ومتى ستخرج؟.

فيما اعتبر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، في تصريح سابق، أن الأسيرة الجريحة والمصابة بحروق بالغة إسراء جعابيص، هي ضحية سياسة الجرائم الطبية المتعمدة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، حيث أصبح الاستهتار المستمر بصحة وحياة المئات من الأسرى المرضى القابعين في السجون من السلوكيات والسياسات الثابتة للاحتلال وطواقمه.

وأضاف ان إدارة السجون تماطل منذ اعتقال الأسيرة جعابيص -منذ أكثر من سنتين- في إجراء عملية جراحية عاجلة لها، وتضرب بعرض الحائط كل الشكاوى والمطالب التي تدعو الى تقديم العلاجات اللازمة لها، وعدم تركها فريسة لجروحها الخطيرة.

وقال قراقع إن إسراء شاهد واضح على ما يحدث بحق الأسرى المرضى، خاصة المصابين بأمراض صعبة ومزمنة، كالأمراض الخبيثة والإعاقات والشلل، والذين تفاقمت الأمراض في أجسادهم الى درجة أن حياتهم أصبحت مهددة بالموت.

رئيس نادي الأسير في الخليل أمجد النجار، قال لــ"وفا"، يقبع في سجون الاحتلال 69 سيدة وفتاة فلسطينية منهن (10 قاصرات)، وأربع حكم إداري، و(12) يعانين من امراض وبحالة خطيرة.

المصدر عنان شحادة/ وفا