عاطف شقير - النجاح الإخباري -
 رأى الدكتور إبراهيم ابراش في مقال له أن القيادة الفلسطينية على حق في موقفها الرافض للسياسة الأمريكية سواء تعلق الأمر باعتراف هذه الأخيرة بالقدس عاصمة لإسرائيل أو أهليتها للعب دور الوسيط في عملية التسوية أو رفض القيادة الفلسطينية لصفقة القرن ، وعلى حق أيضا مواقف الأحزاب الفلسطينية التي تطالب بموقف أكثر حزما في التعامل مع واشنطن وتل أبيب . 
وتابع "ولكن في ظل الحرب المعممة على فلسطين والفلسطينيين وفي ظل استمرار الانقسام فإن سياسة الرفض والتنديد والتنافس بين السلطة ومعارضيها أيهما أكثر شدة وتطرفا في رفضه وتنديده لن تُغير من سياسة واشنطن أو تكبح التغول الإسرائيلي" .

تحديات غير مسبوقة
  ومضى أبراش بقوله "علينا التذكير بداية أن مخرجات ربع قرن من المراهنة على تسوية برعاية أمريكية ثم برعاية الرباعية الدولية كانت كارثية على القضية الوطنية ، كما أن التوقف عن المفاوضات والتوجه للأمم المتحدة في الفترة الأخيرة لم تؤثرا أيضا على السياسة الامريكية وتدفعها لإعادة نظر في مواقفها كما لم تؤثرا على السياسة الإسرائيلية وممارساتها ، وفي المقابل فإن أكثر من ربع قرن على سياسة فصائلية موازية تقول بالمقاومة كبديل عن التسوية لم تغير من واقع الأمر شيئا" . 
 وتابع "اليوم فإن تحديات غير مسبوقة تواجه القضية الوطنية تحديات ترقى لحالة حرب على الشعب والأرض والدولة الفلسطينية الموعودة ،حرب غير تقليدية وغير معلنة تشارك فيها بالإضافة إلى إسرائيل والولايات المتحدة دول عربية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ، حرب أكثر خطورة من الحروب الثلاثة على قطاع غزة ومن كل الحروب التي خاضتها الثورة الفلسطينية ، وما يزيد الأمر خطورة تزامن هذه الحرب غير المعلنة مع وضع داخلي مأزوم .

تحدي للشرعية الدولية

الدكتور ناجي شراب المحاضر في قسم العلوم السياسية في جامعة الأزهر، قال في مقال له: "ان القضية الفلسطينية قضية سلام وأمن عالميين ، وإستمرارها بدون حل يشكل تحديا لهذا السلام والأمن ، ويشكل تحديا للشرعية الدولية ، ومصداقية دور الأمم المتحدة.

مضيفًا "فلقد حان الوقت أن تقوم الأمم المتحدة وتنتزع دورها الطبيعي في القيام بدور أكثر فاعلية لتحقيق السلام في المنطقة ، وحيث ان القضية من أساسها قضية دولية ، وتزامنت مع نشأة الأمم المتحدة بل ان الأمم المتحدة لها دورها في نشأتها من خلال القرار رقم 181 الذي قبل إسرائيل دولة في الأمم المتحدة ومنحها شرعية دولية ، وأقر بقيام دولة عربية أخرى للفلسطينيين، فهذا هو الوقت الذي على المنظمة تفعيل دورها إستنادا لميثاقها الذي يعطي للجمعية العامة وفقا لقانون الإتحاد من اجل السلام دورا متوازنا لمجلس الأمن للتغلب على الفيتو، ومن خلال تفعيل دور الدول الأعضاء والتي تصل اليوم إلى 194 دولة معظمها عانت من الاحتلال ،وبدور اوروبي وروسي وصيني وغيرها من الدول الوازنة بدعم هذا التوجه.

 وتابع شراب "فالقضية بمركباتها ومعطياتها أكبر من قدرة دولة واحدة كالولايات المتحدة ، حيث ان لها مكوناتها الدولية التي لا يمكن حلها إلا في إطار دولي تمثله الأمم المتحدة. هذا هو الوقت الذي يجب فيه على المنظمة الدولية أن تبادر وتقود سفينة السلام في المنطقة وإلا سيغرق الكل .