النجاح الإخباري - تحت عنوان “الموساد”.. لبنان والضفة الغربية ساحة واحدة" نشرت صحيفة “الجمهورية” اللبنانية تقريرا” جاء فيه :" فور حصول محاولة اغتيال عضو قيادة “حماس” محمد حمدان في صيدا، سارعت أوساط لبنانية متابعة لنشاط “الموساد” الإسرائيلي في لبنان، الى القول إنّ الإستخبارات الإسرائيلية تقف وراء هذه المحاولة.

واستندت سرعة توجيه الإتّهام الى أنّ “حماس” كانت منذ نهايات صيف العام الماضي لفتت النظر ضمن قنوات متابعاتها مع أحزاب وأجهزة لبنانية تنسّق معها في شأن أمن مخيمات لبنان، الى وجود معلوماتٍ لديها مستقاة من مصادرها داخل الأراضي الفلسطينية المحتلّة، تفيد أنّ “الموساد” لديه قرار بتنفيذ نشاط إستهدافي وإستعلامي مُركّز في لبنان خلال هذه الفترة المنظورة والمقبلة.

وهذا التحذير نقلته الى بيروت دولٌ إقليمية لديها معلومات عن تعاظمٍ طرأ على نشاط “الموساد” في لبنان، ولفتت الى ارتفاع احتمالية تنفيذه عملياتٍ أمنيّة إستخباريّة على ساحته.

والسؤال الذي طرح نفسَه إثر هذه المعلومات هو، السبب الذي جعل “الموساد” الذي لديه نشاط دائم في لبنان، يقرّر في هذه الفترة رفعَ وتيرة حضوره وإستهدافه الساحة اللبنانية، وبسؤال أدقّ، ما هي خلفيات توقيت قراره الراهن ببدء تنفيذ سلسلة عملياتٍ أمنيّةٍ فيها؟

تجيب مصادر مطّلعة على هذا الملف، ومتابِعة له عبر غير قناة خارجية، أنّ من وجهة نظر إسرائيل أنّ هناك تطوّراتٍ أساسية حصلت في لبنان، دفعت تل أبيب الى رفع منسوب وتيرة وجودها الإستخباري على ساحته، والمباشرة بجهد أمني إستخباري – إستعلامي تنفيذي فيها.

وتسلّط هذه المصادر الضوءَ على السبب الأبرز، أو ما تعتبره إسرائيل التطوّرَ الأساسي الأول والأخطر، كون المستوى الأمني في إسرائيل، قرّر بموجبه إعتبارَ لبنان في هذه اللحظة بمثابة حديقة أمنية قيادية خلفية لدفع الإنتفاضة في الضفة الغربية لتصبحَ إنتفاضةً شعبيةً ومسلّحة في أن معاً.

وهذا التقدير الإسرائيلي قاد “الكابينيت” الى اتّخاذ قرار بإعلان نوع من الاستنفار الأمني الإسرائيلي تجاه الساحة اللبنانية وذلك بالتوازي والتزامن مع الإستنفار الأمني الاستخباري الذي تنفّذه الآن في الضفة الغربية، وذلك انطلاقاً من اعتبارهما ساحةً واحدة تشترك كل من “حماس” و”حزب الله” وحركة “فتح”، بهدف تأجيج انتفاضة الضفة وكسر “ستاتيكو” التهدئة النسبية فيها.

وتحدّد إسرائيل نوعيّة ما تسمّيه التطوّرَ المستجدّ الحاصل في لبنان والذي ستكون له نتائج على مستوى إشعال انتفاضة الضفة الغربية، بالعوامل الآتية:

أ – إنتقال “بعض الجزء الأهم” من قياديّي الضفة الغربية في حركة “حماس” من قطر وتركيا خلال السنة الماضية للإقامة في لبنان بضيافة “حزب الله”، وأبرز هؤلاء صالح العاروري الذي يُعتبر الرجلَ الثاني في “حماس”، وهو من أبرز قياديّيها المنتمين للضفة الغربية.

والعاروري هو من الجناح العسكري “الحمساوي” المرتبط بعلاقات لم تنقطع مع إيران على رغم غمامة الأزمة السورية التي فرطت عقد علاقات سلالات “الإخوان المسلمين” بطهران.

وزار العاروري إيران قبل شهرين لمناسبة توقيع المصالحة بين حركتي “حماس” و”فتح” في القاهرة، وكان الهدف من هذه الزيارة إيصال رسالة تفيد أنّ مصالحة “حماس” مع مصر ومن ثمّ مع “فتح”، لن تؤثر على متانة علاقتها بإيران”.