منال الزعبي - النجاح الإخباري - بماذا تراه فكَّر وهو يحتويها ويشمّ رائحتها مغمض العينين؟ لعله أضمر أمنية في تلك اللحظة أن لا يطول بعده عنها.. كيف لا وهي "أسمى المنى"  التي حمّلها اسمًا عبّر فيه عن معنى وجودها في حياته، وقد كتب عنها عبر صفحته على فيس بوك: 

هذي التي خطفت فؤادي بسْمة...يقتاتُها نبضاً وحُباً تُنبِتُه

حضن الأب وطن  فكيف رأت طفلة العامين ونصف قامة والدها تبتعد عنها بين يدي محتل غاشم؟

عبد الرحمن نصوح اشتية ابن قرية سالم والذي تمَّ أسره خمس مرات قضى خلالها ست سنوات فصلت بينه وبين دراسته التي أبى إلا أن ينهيها، فقضى (13) عامًا في دراسة الهندسة، ولم يقف طموحه إلى هذا الحد بل هو ماضٍ في دراسة الماجستير في الفصل الأخير منه متحديًا الظروف والاحتلال.

 وعلى عادتها قوّات الاحتلال  تهاجم بيته بعد منتصف الليل بعدَّة وعتاد ترهب أهل الأسير حيث استفاقت أسمى المنى مفزوعة، زوجته يقين زياد قالت لـ"لنجاح الإخباري": "لحظات اقتحامهم بهمجية وتفتيشهم البيت مرّت صعبة علينا، ودار حوار بين الضابط وعبد الرحمن الذي أراد أن يودعني ويودع اسمى المنى فمنعه الضابط قائلًا له: " بدك تعطيها تعليمات كيف تتصرف وايش تعمل؟ "، فأجابه عبد الرحمن لسنا بحاجة إلى تعليمات فهي تعرف ماذا تفعل. ثمَّ طلب مني أن أصور أسمى المنى معه كي ترى الصورة باستمرار، هنا تدخل الضابط قائلًا: "خدوا صورة عائلية" تروي يقين زيادة مضيفة، "كأنَّه يريد أن يرهبنا ويحسسنا أنَّ غيابه سيطول"، وتقول: " أسمى المنى بالنسبة لعبد الرحمن هي كلّ حياته التي لا يطيق فراقها، مدللته الصغيرة التي تنام وتصحو تذكر اسمه".

عبد الرحمن الذي خاض اضرابًا عن الطعام خلال أسره في (2013) مدة (63) يومًا، صاحب الإرادة الفلسطينية الحديدية وكما قالت زيادة، "رغم محاولات المحتل لعرقلة حياة عبد الرحمن من خلال الأسر المتكرر ومنعه من السفر فسيبقى شوكة في حلوقهم"،وأضافت: "آخر الأنباء التي وصلتنا أنه موجود الآن في بيتح تكفا، ونتمنى أن لا يطول غيابه".

خرج عبد الرحمن وهو يوصي زوجته يقين بأسمى أمانيه وبطفله المنتظر بعد شهرين، وهو على يقين كامل بثباتها وقوّتها، ويبقى الأمل أن يعود الغائب ليؤذن في أذن طفله القادم "محمد".