متابعة النجاح الإخباري - النجاح الإخباري - استخدمت الولايات المتحدة، أمس، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار العربي الذي طرح على مجلس الأمن بشأن القدس، والذي تقدَّمت به مصر.

وعبّرت الرئاسة الفلسطينية عن إدانتها للفيتو الأمريكي واعتبرته 'استهتارًا بالمجتمع الدولي، حيث جدَّد رئيس دولة فلسطين محمود عباس رفضه وساطة أميركا في عملية السلام، وأعلن عن اتّخاذ "رزمة" من الإجراءات ضد إعلان ترامب بشأن القدس، والانضمام إلى (22) منظمة دولية جديدة، تعزز من الشخصية الاعتبارية لدولة فلسطين على المستوى العالمي.

وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي: "إنَّ الفلسطينيين سيدعون إلى اجتماع طارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة بعد استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) بمجلس الأمن؛ لمنع قرار يدعو لسحب إعلانها القدس عاصمة لإسرائيل، مضيفًا أنَّ المجتمع الدولي سيعتبر قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باطلًا ولاغيًّا.

ووفقًا لقرار صدر عام (1950) يمكن الدعوة لعقد جلسة طارئة للجمعية العامة لبحث أمر ما "لتقديم توصيات ملائمة للأعضاء بغرض اتّخاذ إجراءات جماعية"، إذا فشل مجلس الأمن في تنفيذ إجراء.

ولم تنعقد مثل هذه الجلسات الطارئة سوى عشر مرات كان آخرها عام (2009) بسبب إجراءات نفذتها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ونتائج مثل هذه الاجتماعات غير ملزمة لكن لها ثقلًا سياسيًّا.

واعتبرت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي خلال الجلسة، أنَّ مشروع القرار المطروح "يعيق السلام"، مضيفة أنَّ واشنطن "ملتزمة بالتوصل إلى سلام دائم مبني على حل الدولتين"، حسب تعبيرها.

وأضافت المندوبة الأمريكية: "القدس كانت عاصمة اليهود لآلاف السنين ولم يكن لهم عاصمة أخرى"، وفق تقديرها، مشدّدة على أنَّ بعض الدول ترغب في تشويه صورة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأغراض خاصة، حسب زعمها.

وأيدَّ مشروع القرار المصري الأعضاء الـ (14) الباقون في مجلس الأمن، لكنَّه لم يذكر الولايات المتحدة أو ترامب، مشيرًا إلى أنَّ القرارات التي اتُخذت في الآونة الأخيرة بشأن القدس مؤسفة.

أسف مصري

وفي تصريح للمستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، في أعقاب التصويت، أعرب عن أسف مصر لعدم اعتماد "هذا القرار الهام الذي جاء استجابةً لضمير المجتمع الدولي الذي عبَّر بوضوح عن رفض اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل".

وأضاف، أنَّه "من المقلق للغاية أن يعجز مجلس الأمن عن اعتماد قرار يؤكّد على قراراته ومواقفه السابقة بشأن الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها مدينة محتلة تخضع لمفاوضات الحل النهائي للقضية الفلسطينية وفقاً لكافة مرجعيات عملية السلام المتوافق عليها دولياً".

ولفت المتحدث باسم الخارجية، إلى أنَّ المجموعة العربية سوف تجتمع لتقييم الموقف وتحديد الخطوات القادمة للدفاع عن وضعية مدينة القدس.

فيما قال المندوب المصري لدى الأمم المتحدة، عمرو أبو العطا: 'إنَّ أيَّة محاولة لتغيير الوضع في القدس يعتبر قرارًا أحاديًّا ومخالفًا للقانون الدولي'، مضيفًا أنَّ مصر تقدَّمت بمشروع القرار 'في ظلِّ منعطف خطير أمام القضية الفلسطينية'، وفق تعبيره.

وكشف أبو العطا أنَّ مشروع القرار المصري في مجلس الأمن يطالب بعدم تأسيس بعثات دبلوماسية في القدس.

ومن جانبه، استنكر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط القرار الأميركي، واعتبره "استفزازًا غير مبرَّر لمشاعر العرب".

فرنسا: قرار أحادي

ومن جانبه أكَّد الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" أنَّ بلاده لا تؤيد قرار الرئيس ترمب، وترى أنَّه يتناقض مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي، ووصفه بالمؤسف والأحادي، داعيًّا إلى "تجنب العنف بأي ثمن".

وأفاد المندوب الفرنسي، أنَّ عدم قبول المشروع، سببه 'رفض إحداث أي تغيير في وضع مدينة القدس من قبل أغلبية ساحقة بمجلس الأمن'.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" اعتبر أنَّ قرار الرئيس الأميركي "سيهدد السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، وأكَّد على أنَّ "وضع القدس لا يمكن تحديده إلا عبر التفاوض"، مشدّدًا على أنَّ القدس مرتبطة بالحل النهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وقال إنَّه سيبذل قصارى جهده لإقناع القادة الفلسطينيين والإسرائيليين بالعودة إلى المفاوضات.

روسيا: خرق لكل المعاهدات الهشة

ومن ناحيته، اعتبر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما الروسي ليونيد سلوتسكي قرار ترامب بأنَّه خرق لكل المعاهدات الهشة أصلًا لتسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، ويمكن أن يؤدي إلى تفجير الوضع في منطقة النزاع.

الكويت: إجماع الأعضاء رسالة للرفض العالمي

وقال رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق علي الغانم: "إنَّه بصرف النظر عن الفيتو الأميركي، فإنَّ إجماع بقية أعضاء المجلس أعطى رسالة واضحة حول الرفض العالمي للقرار الأميركي الأحادي".

تركيا مصدومة

من جهتها عبَّرت وزارة الخارجية التركية في بيان عن صدمتها للفيتو الأمريكي.

واعتبرت أنَّ استخدام حق النقد  ضد القرار، الذي أيَّده الأعضاء الأربعة عشر الآخرون، يظهر مجدَّدًا أنَّ واشنطن "فقدت موضوعيتها". وقالت إنَّ من غير المقبول أن يظل مجلس الأمن "بلا فاعلية" بمثل هذه الإجراء.

في سياق متصل، قالت مصادر بمكتب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان:  إنَّ الرئيس التركي ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي اتفقا عبر اتصال هاتفي يوم الإثنين على أنَّه ينبغي للمجتمع الدولي بذل "جهود مكثفة" لحل قضية القدس.

وذكرت المصادر أنَّ الزعيمين بحثا استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار لمجلس الأمن الدولي يدعو لسحب إعلان أمريكا القدس عاصمة لإسرائيل. وأضافت أنَّهما اتفقا أيضًا على ضرورة تجنّب أيّ توتر جديد قد يعرض للخطر عملية السلام في المنطقة.

بريطانيا لا توافق

فيما أعلنت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي في بيان أنَّ المملكة المتحدة "لا توافق" على قرار ترامب قبل التوصّل إلى اتفاق نهائي حول وضعها"، معتبرة أنَّ هذا القرار "لا يساعد بشيء" في التوصل إلى السلام في المنطقة، وأكَّدت أنَّ بريطانيا تعتبر القدس الشرقية جزءًا من الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيرة إلى أنَّ السفارة البريطانية في إسرائيل ستبقى في تل أبيب.

التشيك: الإعلان عن تشكيل أول "تنسيقية عربية للقدس" في أوروبا

أعلنت سفارة دولة فلسطين لدى التشيك، اليوم الثلاثاء، عن تشكيل "تنسيقية القدس"، في جمهورية التشيك، لمتابعة وتنسيق الجهود والفعاليات والخطوات الجماهيرية، الرافضة للإعلان الأميركي الأحادي، بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

وقال بيان صادر عن السفارة: إن "تنسيقية القدس تأتي في إطار حشد الطاقات، وتنويع إمكانيات المجتمع المدني، الرافضة لاعتراف الإدارة الأميركية، المخالف للقرارات والقوانين والشرعيات الدولية، بشأن القدس المحتلة".

وأضاف أن تنسيقية القدس التي تشكلت بمبادرة ذاتية، ستتولى قيادة العمل مع المؤسسات غير الرسمية، ومن ضمنها وسائل الإعلام والجمعيات الثقافية، والجامعات والفاعليات المدنية، للتعريف بحجم الخرق والجرم الذي ارتكبته الإدارة الأميركية بحق الإجماع الدولي، الذي ينكر بصوت واحد، إعلان القدس عاصمة موحدة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

الرئاسة البلغارية تؤكد رفضها الاعتراف بإعلان ترمب

أكد مستشار رئيس جمهورية بلغاريا لشؤون الرئاسة البلغارية للاتحاد الأوروبي نيكولاي ميلكوف، أن بلغاريا تؤيد قرارات الأمم المتحدة والموقف الرسمي الصادر عن الخارجية البلغارية الرافض لإجراء اي تغيير على وضع مدينة القدس قبل التوصل الى اتفاق بين الطرفين.

جاء ذلك خلال اجتماعه مع سفير دولة فلسطين لدى بلغاريا أحمد المذبوح، الذي أطلعه على عدم شرعية اعتراف الرئيس الامريكي بالقدس كعاصمة لدولة الاحتلال.

واعتبر ميلكوف، ان إعلان الرئيس الأمريكي ترمب، يتناقض مع القانون الدولي، وبالتالي فهو قرار لاغٍ وباطل ولا تترتب عليه أي تبعات قانونية. واكد على أن الجانب الفلسطيني يستطيع الاعتماد على الاتحاد الأوروبي لموقفه المتزن والمتفق مع القانون الدولي ليكون وسيطا في مفاوضات السلام، كما وعبر عن أمله بأن يكون وزير الخارجية البلغاري السابق (نيكولاي ملادينوف) المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط وسيطا نزيها.

وأضاف المستشار ميلكوف، بما أنه لا جدال على عدم قانونية إعلان الرئيس ترمب، فأنه يدعو الى خفض التوتر الناتج عن هذا الإعلان الأميركي، وتجنب التصعيد والمزيد من الضحايا والعودة إلى الحوار.

وفي السياق قدم السفير المذبوح خلال لقائه المستشار ميلكوف، شرحا لعدد من الحقائق التاريخية والقانونية تتعلق بالقدس، وذكر على وجه الخصوص قرار اللجنة الدولية التي تشكلت إثر هبة البراق والتي اثبتت بشكل لا يدعو للشك ملكية حائط البراق الى المسلمين فقط، ونفى اي حق لليهود فيه.

كما وبحث الطرفان موضوع زيارة الرئيس البلغاري الى دولة فلسطين العام المقبل.

شكر إسرائيلي

ووسط كلّ ذاك الزخم من التنديد الدولي بقرار الرئيس الأمريكي أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن ترحيبه بقرار ترامب في فيديو بثَّه على صفحته في فيسبوك، واصفا إيّاه بأنَّه "تاريخي" و"قرار شجاع وعادل".

أما الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، فقال إنَّه "لا توجد هدية أكثر ملاءمة أو أجمل (من هذا القرار) ونحن نقترب من سبعين عامًا على قيام إسرائيل".

وتعتبر إسرائيل القدس عاصمتها الأبدية غير القابلة للانقسام وتريد أن تكون كلّ السفارات هناك. ويريد الفلسطينيون عاصمة لدولتهم المستقلة في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل في حرب عام (1967) ثمَّ ضمَّتها إليها في خطوة لم تحظ أبدًا باعتراف دولي.

واعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة للاحتلال في (6) ديسمبر الجاري، وطالب وزارة الخارجية الأمريكية باتّخاذ إجراءات لنقل سفارة واشنطن إليها، في خطوة أثارت ردود فعل رافضة للقرار على المستويين الرسمي والشعبي، وأدَّت إلى اندلاع الاحتجاجات في الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.