بمشاركة عنان الناصر - النجاح الإخباري - جمال لا مثيل له في بقعة جغرافية تعدها كالحلم بالجنة وكلوحة فنية بريشة فنان ماهر جمع فيها سحر الطبيعة الذي لا يقاوم.

فبين جمال الصخور المنحوتة بفعل العوامل الجوية وبين الأشجار العالية الجميلة وأصوات العصافير والطيور وبين خرير مياه العين تعيش بتير على وقع حياة لتمنح الحياة حياة وتزيد من التفاؤل لكل من زارها بأن فلسطين جنة وتستتحق.

نحو ثمانية آلاف أو أقل عدد سكانها أو لربما يزيد قليلا وجل سكانها من الرجال يعملون بوظائف كثيرة ومنهم بالزراعة، وغالبية نسائها تعيش على الزراعة والمشغولات اليدوية ووظائف أخرى.

 

فلاحات من بتير ذاهبات إلى السوق في عام 1913

سهل وواد ووجبل تتنوع تضاريس بيتير الواقعة في الريف الغربي لبيت لحم وربما جمال الصورة لن يشفي الغليل ففي سفوح الجبال وبين مصاطبها تشعر كم هو نقي الهواء العليل وبين جنبات الصخور تستشعر كم هي جميلة الحياة هناك.

في محطته الثانية "باص النجاح" وبعد انطلاقته لبيت لحم كانت وقفته ببتير وقفة مميزة عكست لفريق الإعلاميين المشاركين كم هي جميلة فلسطين وكم لديها من التنوع الجغرافي والجمال المكاني وروعة الصمود وهدوء المكان.

وفي عز نشاط الحركة ووقت الذروة تكاد لا تسمع أحدا ولا ضجيجا نحن الذين اعتدنا العمل في مراكز المدن كم وجدنا متعة في ذلك المكان بهدوئه وصمته وزقزقة العصافير وجمال الطبيعة والزراعة والماء دون أي فوضى أو ازدحام أو مشاكل فهالدوء يخترقه زقزقة عصافير بهواء عليل يزيده خرير ماء العين جمالا وسحرا.

 

لك أن تتخيل عين ماء وشجرة ظلها كثيف وهدوء وسكينة "في ومي ووجه حسن" ووجه حسن هو طبيعة بتير وكاسة شاي أو فنجان من القهوة على سفح جبل كيف أن تصف ذلك الشعور حينها؟ وكيف تقيم ذلك عندما تطأ قدميك أرضها وتعيش تلك اللحظات.....!

في صخب حياة ملؤها الضجيج وفوضى الانشغالات وكم المهام والأعباء اليومية ساعة من ساعات عديدة كانت كفيلة لتنقلك لمشاعر وأحساسيس غابت عنا كثيرا

وصف المكان كما رأه المشاركون 

يقول خلف خلف، مدير الإعداد في فضائية النجاح المشارك بهذه الجولة بهذا الهدوء ربما تعمر ألف سنة، فيما يستدرك بشار دراغمة، رئيس التحرير التنفيذي لموقع النجاح الإخباري، قائلا بعيدا عن الحياة وصخبها والهواتف المحمولة لا مكان يضاهي بتير بسحر طبيعتها.

سكرتير التحرير نهاد الطويل وقف متأملا ومتسائلا أنحن ما زلنا في فلسطين أم خارج حدودها؟ ويجيب فورا ،نعم نحن في فلسطين فهي جميلة بكل مكوناتها وإمكاناتها، فلسطين جميلة وستبقى لولا ذلك الاحتلال اللعين الذي سلب ودمر وانتهك ما يميزها عن غيرها من العالم.

الزميلة إيناس الحج علي، حاولت مرارا وتكرارا طارحة السؤال ذاته وتلح كثيرا على رئيس بلدية بتير علها تجد مكانا يمكن استئجاره بعد أن يأست من السؤال عن مكان أو بيت تشتريه هناك رغم أنها ريفية عقرباوية إلا أن جمال بتير مبالنسبة لها كان مغايرا تماما.

وبينما يصمت الجميع متأملا بالمكان تخوض الزميلتان حنين أبو جيش، ونانسي عبد الهادي، القائمات على السوشيال ميديا لمركز الإعلام، غمار جولات تصوير وبث مباشر لصحفات السوشيال ميديا حتى لا تضيع فرصة من التواصل مع الجمهور في بث كل ما هو جميل.

أما أحمد الترياقي، مهندس الصوت في إذاعة صوت النجاح والذي لم يحمل كاميرا بحياته لم يعرف حتى اللحظة كيف استعان بكاميرا أحد المصورين وبات يلتقط صورا يمنة ويسرى عدا عن صور السيلفي بالجوال وهو يشعر بسعادة لا مثيل لها لتوثيق تلك اللحظات.

وما يجملها ويزيد جمالها نظام الزراعة الجميلة المصاحب لشكل المصاطب وشبكة الري القديمة التي يراوح عمرها ألفي عام.

ورغم مرضها وصعوبة وضعها الصحي آثرت الزميلة هبة أبو غضيب المشاركة بالرحلة وفي بتير كانت محطة استراحة أبو غضيب مع كل من مدى شلبك وبقية الصبايا حيث وجدن في متعة المكان فرصة الراحة والاستجمام.

بتير أم العيون

ولمن يرغب بزيارتها أبوابها مفتوحة فهي تقع بلدة إلى الجنوب الغربي من القدس وتبعد عنها حوالي 8 كم ووتقع غرب بيت لحم التي تبعد عنها 5 كم، وهي إحدى القرى المحاذية للخط الأخضر.

وترتفع عن سطح البحر 800 مترا، وتبلغ مساحة العمران للقرية حوالي 420 دونما. وتحيط بأراضيها أراضي قرى الولجة وبيت جالا وحوسان والخضر، والقبو.
وهناك العديد من عيون المياه في بتير من أهمها : عين البلد، عين جامع، عين عمدان، عين المصري، عين فروج، عين أبو الحارث، عين ام الحرذون، عين إباسين. وتمر بها سكة حديد القدس - يافا التي بناها الاتراك خلال العهد العثماني في أوائل القرن ألعشرين.

ويرجع أصل التسمية إلى الفينيقية من بتر بمعنى قطع وفصل حيث يشير وزن فعيل إلى مفعول كما في قتيل بمعنى مقتول وبتير بمعنى مبتور، وكذلك في العربية.

وهناك روايات أخرى منها بيت الطير بسبب كثرة الطيور التي تعيش فيها بسبب طبيعتها الخلابة وكانت في عهد الرومان قلعة حصينة.

بلغ عدد سكانها عام 1922 م حوالي 542 نسمة ارتفع إلى 1050 نسمة عام 1945 م، وفي عام 1967 م وبعد الاحتلال بلغ عدد سكانها وفق الإحصاء الإسرائيلي 1445 نسمة ارتفع إلى 2469 نسمة عام 1987 م. إلى أن بلغ حوالي 5000 نسمة عام 2008 م  ويراوح حاليا 8000 نسمة.

وأدرجت القرية على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة - (اليونسكو) في 20 حزيران/يونيو 2014 وذلك لمصاطبها الزراعية.

 وكانت السلطة الفلسطينية قد اهتمت بإدراجها على قائمة التراث لمنع إقامة الجدار الفاصل على أراضي القرية.

ويتضمّن المنظر الطبيعي سلسلة أودية زراعية ومدرّجات حجرية عمرها مئات السنوات وقد تم تطويرها بسبب البيئة الجبلية

كل ما ذكره ينغصه صفير قطار الحجاز المسلوب الذي يخترق صفيره هدوء المكان. وتمر فيها سكة حديد يافا - القدس. (وجزء من أراضيها ومن ضمن ذلك المدرسة)تقع في تصنيف أراضي عام 48.