نهاد الطويل - النجاح الإخباري - لا إجابة شافية  لدى بيان وزراء خارجية العرب الذين انفضوا فجر الاحد عن الخطوة المقبلة، فعندما كانت تل أبيب تزيد عيار التعدي، كان العرب يشتكون لواشنطن، لكن الأخيرة هي التي أشهرت السيف هذه المرة في وجه العروبة والمجتمع الدولي.

فكل ما يقال بحسب الشارع الفلسطيني والعربي الغاضب لا يتعدى خطابات الشكوى للأمم المتحدة ومراجعة الماضي والاجتماعات الطارئة.

وبجانب أنه لا قرار واضحاً أو مركزياً على الصعيد العربي أو الإسلامي، فإن الاجتماعات التي عقدت أو المقررة أن تعقد، أخذت مواعيدها قبل أيام وهو ما لا يشبه أبداً أي وضع طارئ يمكن أن يتخيله أحد والسبب، وفق التقديرات ، هو مراقبة مدى ردّ فعل الشارع الفلسطيني من جهة والعربي والإسلامي من جهة أخرى ــ واستكمال المشاورات مع الأشقاء العرب.

 وبشأن الأخيرة، يرى مراقبون من أن حلفاء واشنطن رفعوا يدهم، فلن يقدموا أي غطاء على خطوات تمسّ الاستقرار في المنطقة رغم اعتراضهم ــ شكلياً على الأقل ــ على الإعلان الأميركي.

البيان الصادر عن اجتماع وزراء الخارجية كشف أيضا عن عقد قمة عربية استثنائية الشهر المقبل في الأردن.

ترتيبات القمة الطارئة أنطلقت فعليا بقمة اردنية سعودية بين الملك عبدالله الثاني ونظيره الملك سلمان بن عبد العزيز ستعقد في الرياض بعد غد الثلاثاء لترتيب أوراقها وعلى رأس جدول أعمالها بند واحد هو قرار الرئيس الامريكي دونالد.

وتقول القيادة الفلسطينية إنّ جميع الخيارات مفتوحة أمامها للرد على قرار ترامب فيما أعلنت أنها بصدد التوجّه إلى "المحكمة الجنائية الدولية".

وتقول أوساط دبلوماسيّة عربية لـ"النجاح" إنّ اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لاسرائيل، ليس بالامر المُستغرب أو المُفاجئ، فهو يعبّد الطريق لاصدار هذا القرار منذ فترة طويلة، وسبق أن قام بتأجيل هذه الخطوة في شهر حزيران كما أنّ ترامب وهو أعظم صديق لإسرائيل بحسب قول رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.

الأوساط كشفت أيضا عن أنّ ترامب يُدرك تماماً أنّ قراره هذا، سيُغضب الخارج، وسيُؤدي الى زعزعة العلاقات مع العالم العربي والاسلامي لكنّه يرغب في ارضاء اسرائيل  وتنفيذ الوعود التي كان قد قطعها لهم في حملته الانتخابية، ما حتّم عليه الاقدام على هذه الخطوة على الرغم من اختلاف وجهات النظر حولها داخل البيت الابيض وتحديداً مع وزير الخارجية ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتيس، المُعارضان الابرز على القرار والمُتخوّفان من تداعياته السلبيّة.

ويقول مصدر سياسي اردني مطلع  بأن المملكة تريد من السعودية  التنسيق معها ومع تركيا بشأن ملف القدس في الإجتماع المقرر باسطنبول بعد غد لقمة اسلامية شاملة دعا اليها الرئيس التركي رجب طيب آردوغان.

وذكرت مواقع أردنية بأن عمان"مهتمة جدا" بحضور سعودي نوعي للقمة الاسلامية في تركيا بالرغم من وجود خلافات بين السعودية وتركيا في ملفات سياسية متعددة.

ومن المرجح ان عمان ستتحدث بوضوح بهذا الموضوع مع القيادة السعودية اذا ما عقد لقاء القمة المنتظر غدا بين الملك عبدالله الثاني والملك سلمان بن عبد العزيز.

وحسب نفس المصدر تأمل عمان ان تشارك الرياض بفعالية في لقاء اسطنبول وتتجاهل الخلافات مع الجانب التركي من اجل توافق اسلامي له علاقة بملف مدينة القدس.

التحركات مستمرة..

وتتوالى ردود الفعل الغاضبة والرافضة لاعلان ترامب، عربيّاً وأوروبيّاً، ودوليّاً، وترى بغالبيتها أنّ القرار يضع اسرائيل في حالة حرب، وسيُعرّض أميركا لاهتزازات امنيّة، اذ إن هناك أعداد كبيرة من المٌسلمين المٌتشدّدين المُقيمين في الولايات المُتحدّة وقد يتحرّكوا في أيّة لحظة. ومن شأنه أيضاً، أن يرفع من حدّة الاشتباكات بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، وسط دعوات لانتفاضة كبيرة.

على الأرض استمرت الانتفاضة الشعبية على مدى المدن في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي القدس، وعبثا حاول جنود الاحتلال إزاحة الشبان والصبايا الفلسطينيات من امام المسجد الأقصى على باب العامود لكنهم بقوا وتعرضوا الى الضرب بالهراوات واصيبوا بجروح وأضروا على البقاء للصلاة ليلا في المسجد الأقصى.

وعمّد الغزييون نضالهم بالدماء الزكية حيث استشهد برصاص الاحتلال الإسرائيلي، أربعة مواطنين خلال اليومين الماضيين وسجلت أكثر من 1250 إصابة، بينها 150 بالرصاص الحي خلال المواجهات المستمرة وذلك بحسب بيان صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية.