وفاء ناهل - النجاح الإخباري - يتابع الكل الفلسطيني بقلق شديد الأنباء المتضاربة حول نية الولايات المتحدة نقل سفارتها إلى القدس، إضافة إلى ما أفادت به مصادر أمريكية وعبرية، ونية ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

المجتمع الدولي أقرَّ بأنَّ القدس جزء لا يتجزأ من الأراضي المحتلة

وفي هذا السياق أكَّد أمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية لحماية المقدسات في القدس حنا عيسى، "أنَّ الولايات المتحدة تعتبر القدس الشرقية أرضًا محتلة.

وذكر عيسى، أنَّ مندوبهم بهيئة الأمم في (14 من حزيران عام 1967) قال: "إنّض القدس الشرقية أرض محتلة وصدر كذلك قرار (242) الذي أكَّد أنَّها أراض محتلة، كما أنَّ القرار (181) الذي جعل القدس تحت وضع دولي خاص بنصٍ حرفي وحتى اللحظة القرار لم يتغير".

وتابع:"  قرار (478) صدر عن مجلس الأمن الذي طلب الدول بسحب بعثاتها الدبلوماسية من هناك وعدم الاعتراف بالقانون الأساسي للقدس الذي أقره الكنيست في حينه".

وأضاف حنا عيسى في حديثه لـ"النجاح الإخباري" : كلّ هذه القرارات دليل على أنَّ المجتمع الدولي كله بقرارته يعتبر القدس الشرقية جزءًا لا يتجزأ من  الأراضي المحتلة في (حزيران عام 1967)، وفي حال أقرّ ترامب بذلك سيكون الجانب الأمريكي غير نزيه ولا محايد ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين وسيزيد العنف بالمنطقة والشرق الأوسط والدول العربية والإسلامية أيضاً، كما أنَّ العالم المسيحي في روما سيتحرك لأنَّه يعترف بالقدس عاصمة لفلسطين، فترامب في حال اتّخذ هذا القرار سيدخل في متاهة مع القانون الدولي ومع قوانين الولايات المتحدة والكونغرس".

الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل استباق لأي مفاوضات سياسية

ممثل منظمة التعاون الإسلامي أحمد الرويضي أكّد أنَّ هذا القرار يتعارض مع القانون الدولي والحقوق الغير القابلة للتصرف بالشعب الفلسطيني وحق بتقرير مصيره، إضافة إلى قرارات الأمم المتحدة التي أخذت بأكثر من قرار واعتبرت القدس الشرقية منطقة محتلة بما فيها قرار (2334) الأخير الصادر عن مجلس الآن وقرار محكة العدل الدولية في لاهاي بخصوص الجدار والعديد من القرارات التي اعتبرت القدس الشرقية محتلة".

وتابع الرويضي في حديثه لـ"النجاح الإخباري" :إنَّ اتّخاذ موقف كهذا يمثل اعتداء على القانون من ناحية واستباق لأي مفاوضات سياسية، إضافة إلى أنَّه يقوض دور الولايات المتحدة براعية العملية السياسية واعتبارها طرف منحاز".

وحول خطوات المنظمة الإسلامية يقول:" هناك موقف عربي إسلامي دولي يعتبر القدس جزءًا من فلسطين وبالتالي هذا الإجراء يتعارض مع هذه المبادئ ومنظمة التعاون تتحرك على عدة اصعدة، حيث أصدرت بيان قبل (6) أشهر وكان اجتماع على مستوى وزراء الخارجية من الدولة الإسلامية الذي رفض هذا الإجراء وطالب أمريكا بالتراجع عن أيّ قرار يثير الصراع الديني وتأثير القرار على المنطقة والعالم".

وتابع:" الإجراءات التي سنتخذها ستكون بالتنسيق مع دولة فلسطين، وتمَّ إصدار أكثر من بيان  وقرارات عن القمم السابقة خاصة فيما يتعلق بنقل السفارة ومتابعته مع المؤسسات الدولية بما فيها الأمم المتحدة".

محللون: الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل سيؤذي أمريكا

الكاتب والمحلل السياسي د.احمد رفيق عوض:" أكَّد أنَّ الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل عملياً يغير الكثير من الأمور، أهمها أنَّ سياسة أمريكا ستكون بخطر وستكون عدوة للمنطقة وثقافتها وشعوبها وستفقد تاثيرها السياسي على الساحدة، إضافة إلى أنَّها ستفقد دورها بعملية السلام وتعطي شرعية للتيار المتشدد والاعتراف عمليًّا سيكون بمثابة قتل لعملية التسوية، ولا أظن أنَّ ترامب سيتخذ قراراً يضر بمصالح ووجه وسياسة أمريكا بالمنطقة".

وتابع في حديثه لـ"النجاح الإخباري": في حال اعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل سيحدث تفجيرًا في المنطقة ويشجع التشدّد والتعصب والمواجهة إضافة لتدمير تيار الاعتدال العربي والإسلامي لأنَّها معتمدة عليه، وفي خطوة من هالنوع هذا التيار لن يكون له شرعية بالوجود والدفاع عن جسد أمريكا بالمنطقة".

من وجهة نظره، يرى الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري، أنَّ الولايات المتحدة إذا ما أخذت هذا القرار ستخطو خطوة كبيرة باتجاه المزيد من الانحياز لإسرائيل والتخلي عن السياسة الأمريكية المتبعة منذ عام (1967) وحتى الآن".

وأكَّد المصري في حديثه لـ"النجاح الإخباري" أنَّ أمريكا بعد اتخاذ هذه الخطوة لن تستطيع أن تدعي أنَّها ترعى ما يسمى بعملية السلام أو لعب دور وسيط، مع أنَّ قبولها منذ  البداية كان أمراً خاطئاً، وحتى القيادة الفلسطينية لن تقبلها كوسيط، فدور الوسيط يجب أن ينطوي على شيء من التوازن، وأمريكا لا تتبع هذه السياسة فهي منحازة ليس لإسرائيل فقط بل لأكثر الأوساط تطرفاً في إسرائيل، ونحن مقبلون على سياسة أمريكية أكبر خطورة ويجب أن نستعد لها بشكل مختلف وبالتحرك على المستويات  كافة وفي المحافل الدولية، إضافةً إلى أنَّنا يجب أن نغير المسار المتبع في مواجهة هذه القرارات".

وفي سياق متصل وبتعليمات من رئيس دولة فلسطين محمود عباس، طالب وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي بعقد اجتماعين طارئين لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، على مستوى المندوبين الدائمين، لبحث المخاطر المحدقة بالمقدس والمقدسات.

وأوضح المالكي أنَّ الرئيس اتصل بالعديد من الزعماء على الساحات العربية والإسلامية والخليجية والدولية كافة، داقًا ناقوس الخطر لنتائج مثل هذا القرار وتداعياته الخطيرة.