إعداد عاطف شقير - النجاح الإخباري - حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد الفصائل الفلسطينية في غزة من شن أي هجمات انتقامية ردا على تفجير نفق ممتد من القطاع إلى اسرائيل الشهر الماضي أدى الى مقتل 12 فلسطينيا.

ورفضت المقاومة الفلسطينية تهديدات اسرائيل مؤكدة حقها في الرد على اي استهداف في ذلك تفجير النفق، فيما عبرت الامم المتحدة عن قلقها من حصول تصعيد خطير.

ويأتي ذلك في توقيت حساس للفلسطينيين الذين يسعون للمضي قدما في تطبيق اتفاق مصالحة تاريخي وقع الشهر الماضي برعاية مصرية وأنهى 10 اعوام من الانقسام.

قلق أممي

هذا و أعرب المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف عن قلقه من أن "التصرفات والتصريحات غير المسؤولة للفصائل الفلسطينية في غزة تثير مخاوف من تصعيد خطير".

وقال ملادينوف في بيان إن "الفلسطينيين شرعوا في مسار لحل الأزمة الانسانية في القطاع واعادة السلطات الشرعية (للقطاع). يجب الا يشتت "متشددون" انتباههم" عن ذلك.

نتنياهو يتوعد

  هذا و قال نتانياهو في افتتاح اجتماع لاعضاء حكومته "لا يزال هناك اشخاص يلهون بمحاولة القيام بهجمات جديدة ضد اسرائيل".

وأضاف "سنرد بقوة على كل من يحاول الاعتداء علينا أو مهاجمتنا من أي موقع. وأعني أي أحد  فصائل مسلحة او منظمات، أي أحد" في إشارة واضحة إلى حركة الجهاد الإسلامي.

وأكد نتانياهو "على كل حال، نحمل حماس مسؤولية أي هجوم ضدنا يصدر من غزة أو ينظم فيها".

وجاءت تصريحات نتانياهو غداة نشر تسجيل مصور أصدره منسق أنشطة الجيش الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية الجنرال يواف موردخاي باللغة العربية مساء السبت.

وقال موردخاي في إشارة إلى العملية الاسرائيلية التي جرت في 30 تشرين الأول/اكتوبر إن "اسرائيل فجرت نفقا إرهابيا قبل أسبوعين في منطقة تقع تحت "السيادة اسرائيلية"".

وأضاف موردخاي "نعي المؤامرة التي تخطط لها مجموعة الجهاد الإسلامي الفلسطينية الارهابية ضد دولة اسرائيل"، مشيرا إلى أن الحركة "تلعب بالنار على حساب سكان غزة جميعهم وعلى حساب المصالحة الفلسطينية والمنطقة كلها".

وقال "من الأفضل أن يكون واضحا أن أي ردة فعل تقوم بها الجهاد (الإسلامي)، ستقوم اسرائيل برد فعل قوي وحازم بالمقابل، ليس فقط ضد (حركة) الجهاد وإنما ضد حماس أيضا".

وتوجه موردخاي بالتحديد إلى قادة الحركة في سوريا ذاكرا رمضان شلح وزياد نخالة بالاسم "ننصح قيادة الجهاد الإسلامي في دمشق الحذر والسيطرة على الأمور (...) لأنكم من سيتحمل المسؤولية".

رفض الفصائل الفلسطينية

هذا ورفضت حركة الجهاد الإسلامي رسالة موردخاي معتبرة أن "تهديدات العدو باستهداف قيادة الحركة هي إعلان حرب". واكدت على "حقنا بالرد على أي عدوان" على تفجير النفق.

من جهته، قال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس في بيان ان "تهديدات" موردخاي "للمقاومة تعكس حالة الهلع والارباك لدى الكيان الصهيوني من رد فعل المقاومة على جريمة استهداف المقاومين الفلسطينيين".

واكد ان "المقاومة ستبقى دوما على أهبة الاستعداد والجهوزية التامة للقيام بواجبها في حماية شعبنا والدفاع عنه وكسر هيبة الاحتلال ومعادلاته".

احتجاز الجثث

 هذا وأعلنت اسرائيل أنها تحتفظ بجثث خمسة فلسطينيين عثر عليها في النفق وألمحت إلى أنها ستستخدمها للضغط من أجل استعادة رفات اثنين من جنودها يعتقد أنها لدى حماس.

وهناك ايضا اسرائيليان يقال انهما مضطربان عقليا، يعتقد انهما دخلا غزة واحتجزتهما حماس.

كبح جماح حماس

 

وقال مدير مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي ورئيس المخابرات العسكرية (أمان)، الجنرال عاموس يدلين في مقابلة إذاعية أجراها مساء اليوم الأحد، إن "حماس اتخذت قرار إستراتيجي واضح أنهم ليسوا على استعداد لحرب أخرى، والجهاد لا تعمل لصالح حماس".

وأضاف يدلين، الذي تربطه صلات وثيقة بالقيادة الأمنية الإسرائيلية والمخابرات العسكرية، أنه "أعتقد أن الإجراءات التي قامت بها إسرائيل ترتكز على معلومات استخباراتية جيدة، حماس غير معنية بمواجهة مباشرة مع إسرائيل، وهي تحاول أن تردع الجهاد من الرد، وتنفيذ أي عمليات ضد إسرائيل".

وزعم يدلين، الذي يعتبر حماس "منظمة إرهابية لا تعترف بإسرائيل، لا تدين الإرهاب ولا تعترف بالاتفاقيات التي أبرمت بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية"، أن "حركة المقاومة الإسلامية وجدت نفسها مسؤولة أمام سكان غزة، الذين يشعرون بالاحباط والغضب بعد حرب عام 2014. لدى حماس إستراتيجية، لكنها لم تتخلى عن الرغبة في تدمير إسرائيل".

وحول السياسة الإسرائيلية في ما يتعلق بالأحداث الحاصلة في قطاع غزة، قال يدلين إن "السياسات الإسرائيلية صحيحة جدا حول هذه القضية، نحن لا نبحث عمن أطلق الصاروخ، السيادة في قطاع غزة لحماس، كل عملية تنطلق من القطاع تخضع لمسؤولية حماس، في محاولة لكبح جماح حماس".

وتابع أن "من المهم جدا أن نتذكر، على الجهاد في الجنوب، أن الجبهة الأكثر تحديا هي الجبهة الشمالية. كنت سأبقي عيني مفتوحة على الشمال، هو مصدر الشر كله".