نهاد الطويل - النجاح الإخباري - يترقب الشارع الغزي بشكل خاص والفلسطيني بشكل عام يوم 31/10 الذي سيتوج بتسليم حكومة الوفاق الوطني مفاتيح المعابر في قطاع غزة من قبل حركة "حماس" وطي صفحة انقسام استمر 10 سنوات.

ويؤكد المحلل السياسي غسان الخطيب أن تسلم الحكومة للمعابر يعني تسهيل حركة المواطنين مما سيعود بفوائد اجتماعية واقتصادية وانسانية على غزه.

ومن شأن الخطوة أيضا أن تعود بالفائدة الأمنية على مصر التي تحتاج ذلك في سياق حربها ضد الاٍرهاب في سيناء ،والتي لطالما اتهمت حماس بالمشاركة به أو على الأقل عدم المساهمة بالحد منه.

وأضاف الخطيب لـ"النجاح الإخباري" الأربعاء ان تسليم المعابر للحكومة سيكون له تبعات ايجابية من منظور اقتصادي حيث تتيح هذه الخطوة المتقدمة لحكومة الوفاق السيطرة على توريد السلع والبضائع وادخال الشاحنات وبالتالي جمع أموال الضرائب أيضا".

وعما إذا كان تسليم المعابر بمثابة عودة لسيطرة الشرعية على غزة شدد الخطيب أنها خطوة على طريق تمكين للحكومه لتولي مسؤلياتها في غزة.

"وهي مسألة هامة لجهة معالجة معالجة المشاكل الانسانية والاقتصادية في القطاع" أكد الخطيب.

وسبق أن قال وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ أن "مفتاح التمكين لحكومة الوفاق في غزة هو المعابر والجباية المالية".

غزيات ينتظرن فتح معبر لرفح (ارشيفية)

اختبار المصالحة..

ويرى المحلل السياسي فايز أبوشمالة ان مطلع الشهر القادم يشكل اختبارا عمليا لاتفاق المصالحة من خلال تسليم المعابر ومدى تقدم عملية المصالحة بين حركتي حماس وفتح على الأرض.

وأعد أبو شمالة لـ"النجاح الإخباري" الأربعاء، مسألة تسليم المعابر وتمكين المستويات لحكومة الوفاق الوطني برئاسة رامي الحمد الله سيشكل اختباراً حقيقيًا لمدى صدق النوايا ومدى القدرة على تجاوز العراقيل التي من الممكن أن تظهر في اليوم التالي.

واعتبر ابو شمالة هذه المناسبة بمثابة ترجمةعملية لعودة السلطة القطاع وشكلا من السيادة بما يخدم المصالحة ويضعها أمام مسؤولياتها تجاه القطاع.

"موعد تسليم المعابر للسلطة يعتبر شكلا من اشكال رجوع السلطة الى غزة، ونوعا من السيادة من خلال تواجد حرس الرئاسة على المعابر" أضاف أبو شمالة.

معبر بيت حانون "إيرز" شمال القطاع

ووصل صباح اليوم ، وفد دبلوماسي أوروبي إلى غزة، عبر معبر بيت حانون "إيرز" شمال القطاع.

وأكدت مصادر أمنية أن الوفد الأوروبي يضم 12 شخصية أوروبية رفيعة المستوى، وسيتفقد معبر رفح البري الفاصل مع الأراضي المصرية، وكذلك مقر البعثة الأوروبية في القطاع.

ويزور الوفد الأوروبي القطاع كل 4 شهور بصورة منتظمة وتلقائية بحسب شادي عثمان مسئول الإعلام في الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية.

وقال عثمان في تصريح له إن بعثة الاتحاد لمعبر رفح جاهزة لإعادة الانتشار ضمن اتفاقية عام 2005 الخاصة بالمعابر إذا اتفق الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي.

ويشار إلى أن معبر بيت حانون يشهد في الفترة الأخيرة حركة نشطة للوفود الأجنبية وذلك فور توقيع اتفاق المصالحة في القاهرة.

وكان رئيس هيئة المعابر والحدود نظمي مهنا زار قطاع غزة عبر معبر بيت حانون / ايرز قبل أسبوعين تقريبا.

وقال مهنا في تصريح للصحفيين وقتها أن الزيارة تهدف لاستكشاف الوضع على الأرض في المعابر واحتياجات تشغيلها؛ استعدادا لتشغيلها من قبل حكومة الوفاق الوطني.

رئيس هيئة المعابر والحدود نظمي مهنا (يمينا) برفقة اللواء توفيق أبو نعيم المدير العام للقوى الأمنية في غزة

ونص اتفاق القاهرة على "الانتهاء من إجراءات استلام حكومة الوفاق الوطني لجميع معابر قطاع غزة، وذلك بحد أقصى يوم الأول من نوفمبر/تشرين الأول 2017". 

ويدور الحديث عن معبر بيت حانون "إيرز" في شمالي قطاع غزة الذي يستخدم لمرور الأشخاص ومعبر كرم أبو سالم "كيرم شالوم" الذي يستخدم لعبور البضائع.

في الأثناء تواصل لجنة استلام المعابر عملها على مدار الساعة، لتهيئة الأمور أمام المرحلة المقبلة،بينما لم يعرف بعد مصير موظفي المعابر. ويتوقع مراقبون أن يتم بحثه ملفهم خلال اللقاءات القادمة.

السيسي: نهيئ المناخ

بدوره أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، "ان الهدف من المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس هو تهيئة المناخ ومنع أن يتحول الموقف في قطاع غزة الى موقف قابل للاشتعال".

وأضاف السيسي ، " كان من المهم أن نهيئ المناخ لتكون هناك مصالحة بين السلطة الفلسطينية وبين حماس حتى تستطيع السلطة الفلسطينية أن تقوم بإدارة شؤون الضفة الغربية وقطاع غزة، ومن خلالها تفتح المعابر نتيجة الاتفاقات السابقة من 2005 ويتم التعامل مع أوضاع القطاع ومطالبها ومرتبات العاملين بها".

وتابع السيسي في مقابلة مع قناة "فرانس 24" الفرنسية "بالنسبة لمعبر رفح الحدودي هو جزء من المعابر التي تؤدي للقطاع، والمعبر تحكمه اتفاقات دولية للسيطرة عليه وبعودة السلطة الفلسطينية يمكن أن يكون له إسهام كبير لعودة الحركة لهذا المنفذ وبالتالي سيكون لجزء من تلك الجهود أن تحد من الإرهاب في هذه المنطقة أيضا".

ارشيفية 

يذكر أن معبر رفح هو المنفذ الوحيد لسكان قطاع غزة إلى الخارج، ويتعرض لإغلاقات طويلة جدا، ففي عام 2015 لم يفتح سوى 15 يوم فقط، وفي عام 2016 لم يفتح سوى 41 يوما.

وخضعت معابر قطاع غزة لسيطرة حركة حماس الفلسطينية منذ سيطرتها على القطاع في منتصف حزيران/ يونيو 2007.

ووقعت حركتا فتح وحماس في 12 تشرين الأول/ أكتوبر اتفاقًا للمصالحة في مصر برعاية المخابرات المصرية، تتويجًا لحوارات استمرت بشكل مكثف على مدار أيام.

واتفقت الحركتان على الانتهاء من إجراءات تمكين حكومة الوفاق الوطني من تَجْرِبَة مهامها بشكل كامل والقيام بمسؤولياتها في حكومة القطاع كما الضفة الغربية.

معبر كرم أبوسالم (ارشيفية)
معبر رفح (ارشيفية)
ذوو مريض من القطاع ينتظرون إدخاله الى مصر للعلاج ( ارشيفية)